إعلان

في الذكرى السادسة.. أين وصلت قضية فض اعتصام رابعة؟

12:49 م الأربعاء 14 أغسطس 2019

قضية فض اعتصام رابعة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود الشوربجي:

بعد مرور 6 سنوات على فض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة، لا تزال قضية فض رابعة المتهم فيها محمد بديع مرشد جماعة الإخوان و738 آخرين من بينهم قيادات الإخوان، تتداول بين ساحات المحاكم حتى الآن؛ رغم صدور عدة أحكام بشأن متهمي القضية.

فض الاعتصام

فضت قوات الأمن بالتعاون مع الجيش اعتصامي رابعة والنهضة في 14 أغسطس 2013، بعد اعتصام استمر 47 يومًا، اعتراضًا على عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو 2013 بعد احتجاجات على حكم.

إحالة 739 متهمًا للمحاكمة

قررت النيابة إحالة متهمين القضية للمحاكمة في أغسطس 2015، وأكدت التحريات، أن الرئيس الأسبق محمد مرسي اتفق مع قيادات التنظيم الإخواني من مكتب الإرشاد وبعض كوادر التنظيم على إجهاض الدعوات للتظاهر ضد سياسته، من خلال حشد عناصر التنظيم بالقاهرة والمحافظات لإحكام سيطرتهم على الميادين المعلن التظاهر بها من قبل جمهور المواطنين والقوى المعارضة، والتظاهر بها للحيلولة دون نجاح تلك الدعوات من قبل القوى المعارضة، وتمويلهم والإنفاق عليهم من وسائل إعاشة ونقل، وتمويلهم بالأسلحة النارية والخرطوش لإجهاض ثورة الـ 30 من يوليو.

نسبت النيابة العامة، العديد من التهم للمتهمين منها، التجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية، قطع الطرق، تقييد حرية الناس في التنقل، القتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، الشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.

وبلغ عدد المتهمين بالقضية، 739 متهماً، بينهم عددًا من كبار قيادات الجماعة من بينهم، عصام العريان، محمد البلتاجي، باسم عودة، عبد الرحمن البر، صفوت حجازي، أسامة ياسين، وجدي غنيم، عاصم عبد الماجد، عصام سلطان، إضافة إلى طارق الزمر.

جلسات المحاكمة

عقدت أولى الجلسات في 21 ديسمبر 2015، وأمرت المحكمة بتجهيز وتوسعة قفص الاتهام بقاعة المحكمة لكي تستوعب أعداد المتهمين في القضية، وسمحت بخروج المتهم محمد البلتاجي من محبسه بجلسة 8 أكتوبر 2016، وقال:" الأحكام التي تصدر في هذه القضايا مسيسة"، ليرد رئيس المحكمة قائلًا :" لا تتحدث في السياسة هنا"، فيما سألت هيئة المحكمة، البلتاجي، عن مقطع الفيديو الذي تحدث خلاله عن أعمال العنف في سيناء، فأكد أنه تحدث عن قضية سياسية، والخصومة حولوها لقضية جنائية، لافتا إلى أنه لم يقدم أحد ضده أي بلاغ بشأن الأحداث التي تقع في سيناء.

ممثل النيابة بـ"فض رابعة"، أكد أن الأمن الوطني قدم 50 أسطوانة توثق أحداث العنف بالقضية، وتؤكد تحريض قيادات جماعة الإخوان على أعمال الشغب والعنف، وأضاف أن هناك مقاطع فيديو للمتهمين ظهر فيها عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، أثناء إلقائه بعض العبارات التحريضية، ومقطع لـ"البلتاجى" يؤكد فيه على عدم الرحيل واستكمال الاعتصام، وكلمة صفوت حجازي الشهيرة: "اللى هيرش مرسي بالميه هنرشه بالنار"، ومقطع صوتي لـ"مرسى" يوضح فيه التمسك بما أسماه "الشرعية".

في جلسة 10 مايو 2016 بدأت أولى جلسات فض الأحراز، وعرضت المحكمة فيديوهات تظهر إطلاق المعتصمين النار على الشرطة، وعرضت أيضا فيديو يظهر لقطات من حلف محمد مرسى اليمن، ولقطات من رقص عناصر الإخوان بميدان رابعة على أغانى حركة حماس، كما عرضت لقطات بتهديد عناصر الإخوان بالقيام بأحداث عنف حال عدم عودة "مرسي" للحكم، وأخرى تظهر قيام المعتصمين بالاستيلاء على سيارات تابعة للتليفزيون المصري.

جلسات سرية

في جلسة 7 أكتوبر 2017، استمعت المحكمة لأقوال 3 لواءات في جلسة سرية، وهم اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة الأسبق، واللواء علاء الدين بشندي، واللواء طارق محمود، كما قال شاهد الإثبات أحمد محمد، إنه لم يستطيع الحركة إلى شقته القاطنة بميدان رابعة بسبب المعتصمين، وأكد أن المعتصمين هم من أطلقوا النار على قوات الفض.

في الجلسة المنعقدة بتاريخ 24 أكتوبر 2017، قال اللواء أشرف عبد الله مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي إبان الأحداث إن الفض بدء باستخدام مكبرات الصوت ومطالبة المعتصمين بفض الاعتصام، ثم استخدام الغاز وخراطيم المياه، وبعدها تم استخدام الذخيرة الحية مع مجموعة مسلحة أطلقت النار على القوات من عمارة تحت الإنشاء بشارع الطيران.

حبس سنة

في جلسة 25 فبراير 2017، قرر المستشار حسن فريد حبس جميع المتهمين سنة بتهمة الإخلال بنظام الجلسة، بعد الطرق على القفص الزجاجي، كما قررت المحكمة إحالة جميع المحامين للمحكمة التأديبية لتقاعسهم عن أداء عملهم ماعدا 15 محاميًا لم ينسحبوا.

استقوى المتهم عصام العريان بالخارج مرتين، أولها في جلسة 20 مايو 2017، حيث طالب بالتحكيم الدولي بالقضية، وذلك بعدما شكك في نزاهة القضاء المصري والمحكمة التي يمثل أمامها، كما يفعل قيادات الخارج المقيمين في قطر وتركيا.

والمرة الثانية في جلسة 2 ديسمبر 2017، حينما طالب بسماع شهود دوليين في القضية عن طريق سفاراتهم وهم الذين زاروا اعتصام رابعة وهم مبعوث الاتحاد الأوربي وقت الأحداث، ورئيس العلاقات الخارجية بالبرلمان البريطاني، ومبعوث الاتحاد الإفريقي.

لفتات إنسانية

شهدت القضية العديد من اللفتات الإنسانية للمستشار حسن فريد، رئيس المحكمة، حيث أمر بإخلاء سبيل المتهم المصاب بالسرطان حسني الماسخ بضمان محل إقامته، وفي جلسة 27 ديسمبر 2016، أمر بالإفراج عن 10متهمين بالقضية لظروف صحية، كما سمح لوالدة "البلتاجي" بمقابلته والتحدث معه بالجلسة، فضلاً عن السماح للأهالي بحضور معظم الجلسات ومقابلة ذويهم بعد انتهاء الجلسات.

وشهدت جلسة 12 أغسطس 2017، تناول المتهمين بالقفص قبل بدء الجلسة عصائر وحلويات وفاكهة، كما قام قيادات جماعة الإخوان المحبوسين بتوزيع العصائر والحلويات والفواكه فيما بينهم.

أحكام الإعدام والمؤبد

أصدرت محكمة جنايات القاهرة، في 8 سبتمبر 2018؛ حكمها على مرشد الإخوان محمد بديع و738 متهمًا في قضية "فض اعتصام رابعة المسلح" والتي تراوحت الأحكام فيها بين الإعدام شنقا والسجن المؤبد والسجن المشدد.

وقضت المحكمة بإجماع الآراء وعقب استطلاع رأي مفتي الديار المصرية بمعاقبة 75 متهمًا بالإعدام شنقا، ومعاقبة 47 بالسجن المؤبد، و347 بالسجن المشدد 15 سنة، ومعاقبة متهم واحد بالسجن المشدد 10 سنوات، و22 حدثا بالسجن 10 سنوات، ومعاقبة 215 متهما بالسجن المشدد 5 سنوات.

كما ألزمت المحكمة المتهمين برد قيمة الأشياء التي خربوها باستثناء المتهمين الأحداث وحرمانهم من إدارة أموالهم وأملاكهم والتصرف فيها وعزل المحكوم عليهم من وظائفهم الأميرية ووضع المحكوم عليهم تحت مراقبة الشرطة مدة 5 سنوات.

الحيثيات

أوضحت هيئة المحكمة في حيثيات حكمها أن جماعة الإخوان المسلمين هي تنظيم سري بدأ قبل منتصف القرن الماضي في عام 1928 إلا أنه وقد كشفت جماعة الإخوان المسلمين (الجماعة الإرهابية) عن وجهها القبيح على مدى تسعون عام تقريبا يبثون سمومهم بالعمل السري والتحريض العام ضد الدولة وهو عمر الجماعة الإرهابية، ارتكبت خلالها العنف والتحايل واستغلال الفرص والاغتيالات ونشر الفوضى وإشاعة الخوف بين صفوف الشعب المصري ومحاولتهم الدؤوبة الإيقاع بين الشرطة والجيش والشعب واستخدام الفكر الديني المتطرف، في تشجيع الموالين والمناصرين والمؤيدين لهم على حمل السلاح والتصدي لقوات الشرطة تحت الفكر الجهادي والتكفيري، فضلًا عن منهج جماعة الإخوان في ترسيخ فكرة الظهور كضحايا، واستغلال ذلك في ترويج قضاياهم في الأوساط والمحافل الدولية .

أضافت أن الأحداث تزيد الشعب المصري قوة وتماسك ويزيده صلابة راسخة بدولته ويزيده إصرارا وعزما بجيشه وشرطته فهم لا يريدون لمصر ازدهارًا وتقدما فهم أعداء النجاح يشعرون بنشوة انتصار زائف بهمجية وبنشر الخراب وجلب الكوارث – فإصرارهم على باطل –.

إعادة إجراءات محاكمة 35 متهماً

لا تزال محكمة جنايات جنوب القاهرة، تنظر إعادة إجراءات محاكمة 35 متهمًا في قضية "فض اعتصام رابعة"، والتي تم تأجيلها لجلسة 1 سبتمبر المقبل.

وأسندت النيابة إلى المتهمين اتهامات عديدة، من بينها: تدبير تجمهر مسلح والاشتراك فيه بميدان رابعة العدوية "ميدان هشام بركات حاليا" وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض تجمهرهم، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.

فيديو قد يعجبك: