إعلان

"الأهالي نجوا من كارثة".. القصة الكاملة لانقلاب سيارة شرطة من أعلى مزلقان أرض اللواء

02:29 ص الأربعاء 13 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شعبان:

"أنا خلاص قربت على البيت هشتري حاجة من عند المزلقان الأول".. مكالمة معتادة تجمع "أحمد" مع زوجته للاطمئنان عليه عائدًا من العمل في وقت متأخر من الليل، إلا أن ثمة جديدا طرأ على السيناريو اليومي! بضع دقائق كتبت له عمرًا جديدًا، بعدما أنقذته العناية الإلهية من الموت على بعد خطوات من سلم مزلقان أرض اللواء.

الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء.. هدوء يسود أروقة الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بمنطقة بين السرايات.. يخلد البعض للنوم لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق تخللته بلاغات عدة باستثناء أطقم الاستعداد، التي على أتم الاستعداد.. الأمر نفسه لمشرف غرفة العمليات واللواء هشام صادق، مدير الإدارة الذي لم يغادر مكتبه بعد، يطمئن على جاهزية قطاعات الإطفاء المنتشرة بأنحاء المحافظة، مشددًا على اليقظة التامة لسرعة التحرك حال حدوث طارئ، قبل أن يتلقى إشارة عبر جهاز اللاسلكي بسقوط سيارة شرطة من أعلى كوبري أرض اللواء بشارع السودان.

وحدة إطفاء العجوزة كانت الخيار الأول للواء هشام صادق، الذي وجه بانتقال سيارتين إلى محل البلاغ تزامنًا مع تحركه على رأس قوة من الإنقاذ البري.

في أقل من دقيقتين، وصل رجال الحماية المدنية وسيارتا إسعاف.. العشرات يتجمعون حول سلم أرض اللواء الكهربائي، بينما تتصاعد أدخنة، ويمسك أحد الأشخاص بطفاية حريق موجهًا فوهتها لمصدر الدخان، ليوجه أحد القيادات الشرطية بقطاع وسط الجيزة بابتعاد المارة وفرض كردون أمني للوقوف على ملابسات الواقعة.

"يا فندم لازم نفصل الكهرباء علشان نعرف نطلع المصابين".. كلمات جاءت على لسان قيادة أمنية رفيعة المستوى بمكان الحادث، موجهًا بسرعة فصل التيار عن السلم الكهربائي منعا لتعرض أحد للصعق، لتبدء عملية إجلاء المصابين.

سيارة دفع رباعي سوداء اللون تابعة للإدارة العامة للمرور كسرت الحاجز الحديدي للكوبري، وسقطت على مقدمة السُلم، الأمر الذي أسفر عن إصابة مستقليها الأربعة أمين شرطة و3 مجندين نقلوا جميعًا إلى مستشفى الأمل القريبة من موقع الحادث بينما تلقى أحدهم الإسعافات اللازمة وحالته مستقرة.

دقائق معدودة تحول معها الشارع لأشبه بثكنة عسكرية ما بين رجال شرطة بزي ميري وآخرين بزي مدني "مباحث" التابعين لقسم شرطة العجوزة فضلاً عن أفراد المرور (قسم الانتشار السريع)، وقوات الحماية المدنية الذين انصب اهتمامهم على رفع السيارة المنكوبة.

استعانت قوات الشرطة برافعة وونش لرفع السيارة التي تحولت إلى قطعة خردة، قبل أن ينهمك شرطيان في البحث عن السلاح الشخصي لعناصر الدورية حتى عُثر على بندقية آلية وأخرى خرطوش، لتبدأ عملية تغطية الأرضية بالرمل بسبب البنزين منعا لوقوع أي حوادث.

مصدر أمني مسؤول كشف عن مفاجأة بالتأكيد أن قائد السيارة كان يسير عكس الاتجاه، واختلت عجلة القيادة بيده، فاصطدم بالحاجز الخرساني للكوبري، مما أدى لانقلابها بقوله: "ربنا ستر العربية وقعت أول السلم وماكنش في حد".

على بعد أمتار من الحادث، وقف صديقان مشدوهة أبصارهما لا تفارق موقع السيارة، ليخبر أحدهما الآخر: "كل مرة بنقف نستنى بعض عند أول السلم.. ربنا كتب لنا عمر جديد".

مع انتشار صور الحادث عبر "فيسبوك وتويتر"، شعرت الزوجة بانقباض في الصدر، أسرعت للاتصال بزوجها دون إجابة منه قبل أن يهاتفها بعدها بدقائق: "ماتقلقيش أنا كويس.. لسه لينا عمر في الدنيا".

رويدًا رويدًا، هدأت الأوضاع بالشارع الرئيسي، انخفضت حركة المارة مع انصراف المواطنين الذين حرصوا على توثيق ما يدور لحظة بلحظة عبر كاميرات هواتفهم المحمولة، في الوقت الذي انتهى رجال الشرطة من رفع السيارة تزامنًا مع إجرء المعاينة اللازمة لتنتهي لحظات الرعب التي عاشها المارة وأصحاب المحلات المواجهة لموقع الحادث وسط دعوات بشفاء المصابين.

فيديو قد يعجبك: