إعلان

"وحش الجبل أوقعته امرأة".. حكاية سقوط عصابة السطو على محل ذهب بالهرم (فيديو)

11:17 ص الجمعة 01 مارس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

على مدار سنوات عدة، أسس "عمر" أو كما يُلقب بـ "وحش الجبل" مملكته متخذا من الظهير الصحراوي لمحافظة سوهاج وكرا لأعماله المشبوهة لا سيما تجارة المواد المخدرات فهو يُعد أحد أباطرة الكيف، إلا أن مطاردات الشرطة له والمداهمات المستمرة لأماكن اختبائه وأفراد عصابته المدججين بالأسلحة الثقيلة دفعه لاتخاذ قرار الرحيل لينقل نشاطه غير المشروع إلى مسرح عمليات جديد دون أن يدري بأن رحلة هروبه الطويلة ستنتهي مع أول عملية ينفذها.

اصطحب "وحش الجبل" زوجته "هيام" واستقر بهما الحال في شقة مستأجرة بمنطقة اللبيني بالهرم، بدأ الزوجان حياة جديدة بحثا خلالها عن "خبطة العمر" بعدما وطأت أقدامهما أرض المحروسة، بات الزوج يحمل بطاقة تحقيق شخصية باسم مغاير كونه مطلوبًا للعدالة في نحو 17 جناية غالبيتها بالسجن المؤبد، حسب مصدر أمني.

منذ 3 أشهر، اصطحب صاحب الـ34 سنة زوجته التي تصغره ببضع سنوات لزيارة أحد معارفهم، وقعت عين "هيام" على محل مجوهرات تحمل لافتته المثبتة بالواجهة اسم "الطويل" بشارع الجيش في منطقة حدائق الأهرام، اقتربت من فاترينة العرض، لم تصرف بصرها عن أطقم الذهب المتلألئة، بريقها ولمعانها نالا اهتمامها بشكل توقف عنده بعلها.

غادر الزوجان من أمام المحل لكن منظر الفاترينة لم يغادر مخيلة "هيام"، انتظرت عودتهما إلى منزلهما وأخبرته بما يدور في رأسها، وسوس لها الشيطان بأنه آن وقت تنفيذ أولى عملياتهما الإجرامية: "إحنا نسرق المحل اللي شُفناه" تلك الكلمات التي لاقت قبولا لدى رفيق دربها، الذي راح يخطط لتنفيذها.

أسابيع من التخطيط والمعاينة والمراقبة الدقيقة، خلص من خلالها "وحش الجبل" إلى الخطوط العريضة لخطته التي ستمكنه من تحقيق "خبطة العمر" واستعان برفقاء الأمس من أرباب السوابق و"مطاريد الجبل" الذين أعدوا الأسلحة اللازمة والسيارات التي سيتم استخدامها وتبقى تحديد "ٍساعة الصفر".

مطلع شهر فبراير الجاري، توجهت "هيام" إلى محل مجوهرات "الطويل"، تظاهرت بأنها حضرت لبيع خاتم ذهبي، إلا أن هدفها الأساسي كان مراقبة المحل من الداخل، تحديد عدد العاملين، إجراءات التأمين، موضع كاميرات المراقبة المُثبتة في كل مكان لا سيما بالخارج، واضعة تلك المعلومات على مائدة اجتماع "مجلس الحرب"، ووقع اختيارهم على يوم 15 فبراير بعدما توقع خبراء الأرصاد الجوية هطول أمطار غزيرة مساءً.

السابعة والنصف مساء الجمعة، بدت الأجواء طبيعية بالبوابة الرابعة في منطقة حدائق الأهرام، حالة المارة والسيارات منخفضة مع سقوط الأمطار، إلا أن سيارة تاكسي بيضاء توقفت أمام محل "الطويل"، ترجل منها 4 أشخاص ملثمين مدججين بأسلحة نارية، اقتحموا المحل في مدة لا تتجاوز الدقيقة و29 ثانية -حسب ما أظهرت الكاميرات لاحقا- واستولوا على مشغولات ذهبية وزنت 3 كيلوات و200 جرام ذهبًا وضعوها داخل جوال وفروا هاربين بعد إطلاق النار على نجل مالك المحل "ياسر" الذي جرى نقله إلى مستشفى دار الفؤاد بأكتوبر.

دقائق معدودة، تحولت معها المنطقة إلى ثكنة عسكرية، رجال الشرطة ينتشرون في كل مكان بزيهم الميري والملكي على حد سواء، قيادات أمنية رفيعة من مديرية أمن الجيزة وقطاعي الأمن العام والوطني لا سيما ضباط فرقة الهرم، تزامنا مع وصول فريق من الأدلة الجنائية والنيابة العامة لإجراء المعاينة اللازمة وتفريغ محتوى الكاميرات.

داخل قسم شرطة الهرم، عقد اللواء محمد الألفي نائب مدير مباحث الجيزة اجتماعا موسعا مع أعضاء فريق البحث للوقوف على الخطة المقرر اتباعها لتحديد هوية الجناة وإعادة المسروقات خاصة مع حالة الغضب التي اجتاحت سكان المدينة الجديدة بل والمصريين عامة بعد تداول مقطع فيديو يرصد الحادث على نطاق واسع عبر "السوشيال ميديا".

أولى خطوات رجال المباحث جاءت بتتبع خط سير هروب الجناة، وكشفت جهود المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم ومعاونيه الرائد فريد معاذ والنقيبين مصطفى لاشين ومحمد سعودي، أن المتهمين الأربعة استقلوا سيارة تاكسي ورافقتهم أخرى ملاكي، وهربوهم عبر الطريق الدائري ومنه إلى مصرف جلال الموازي لشارع اللبيني بالقرب من وحدة مرور حدائق الأهرام، حيث توقفت الأولى، واستقل الركاب الأربعة أخرى كانت في انتظارهم.

مع انضمام أعضاء جدد لفريق البحث من أقسام شرطة أول وثاني أكتوبر والشيخ زايد والجيزة والطالبية والعمرانية وكرداسة، تم تقسيم رجال الشرطة إلى مجموعتي عمل، اهتم الأول بمعاينة منطقة الهضبة بقيادة العميد أسامة عبدالفتاح رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة والعقيد محمد راسخ والمقدم محمد علي وبمشاركة الأمناء عماد أحمد، محمد قطب، ربيع إبراهيم، رائد فارس وعبدالخالق عماد.

واهتم الفريق الثاني بمشاركة العميد أيمن الحمزاوي مفتش قطاع الأمن العام بفحص كاميرات المراقبة وصولا إلى أرقام السيارة التاكسي المستخدمة في الحادث.

بعد مرور 7 أيام على الحادث، نجحت أجهزة الأمن في التوصل إلى هوية المتهمين بدءا من سائق التاكسي "أحمد.ر" الذي تبين سفره إلى المنصورة للاختباء بعيدا عن أعين الشرطة، والمتهم الرئيسي "عمر.ا"، وشهرته "وحش الجبل" بالاشتراك مع خارجين عن القانون.

ظهر السبت -اليوم الثامن لعمل فريق البحث- وصلت معلومات أكدتها تحريات قطاع الأمن الوطني بأن العقل المدبر و4 آخرين يختبئون داخل شقة مستأجرة بمنطقة عين شمس، وتم إخطار اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذي وجه بضبطهم.

فجر الأحد، انطلقت مأمورية ضمت مجموعات من قوات مكافحة الإرهاب وأخرى قتالية تابعة للعمليات الخاصة بالتنسيق مع أمن القاهرة، وتمكنت من ضبط 5 متهمين بينهم المتهم الرئيسي "وحش الجبل" الذي طالما مثل "صداعًا" لجهاز الشرطة تزامنا مع ضبط السائق والسيارة في المنصورة، والمتهمة "هيام" أيضا.

أمام اللواء رضا العمدة، مدير مباحث الجيزة، أدلى المتهمون باعترافات تفصيلية لجريمتهم، وأرشدوا عن مكان إخفاء السلاح بشقة في عزبة جبريل بمنطقة الهرم، وتم ضبط بنادق آلية وخرطوش وطبنجة وكمية من الذخائر مختلفة الأعيرة، فضلا عن استهداف شقة أحد شركائهم بسوهاج حيث مكان إخفاء المسروقات.

ووسط حراسة أمنية مشددة، اصطحبت قوة من قسم الهرم بقيادة الرائد فريد معاد رئيس نقطة الرماية والنقيب مصطفى لاشين معاون مباحث الهرم المتهمين لإجراء المعاينة التمثيلية في حضور فريق من النيابة العامة، ليسدل الستار عن إحدى أهم القضايا التي حظيت باهتمام الرأي العام على مدار الأيام الماضية.

فيديو قد يعجبك: