إعلان

إطلاق نار ومحاولة سرقة جواهرجي.. 72 ساعة بحث أوقعت "عصابة العرباوي" بالعياط

10:14 م الخميس 26 ديسمبر 2019

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

كعادته كل صباح، غادر الجواهرجي الثري مسكنه بـ"بندر العياط" قاصدا محل عمله في قرية الناصرية بدائرة المركز، سيناريو يومي اعتاد عليه دون تغيير إلا أنه كان على موعد مع فاصل من الإثارة والرعب على حد سواء، الخميس الماضي، عندما طارده 5 أشخاص ملثمين وأطلقوا عليه الرصاص لكن كُتبت له النجاة.

يوم 19 ديسمبر الماضي، بدت الأوضاع هادئة داخل أروقة قسم شرطة العياط -بعد 48 ساعة من حركة تنقلات ضباط المباحث- وصل الرائد مؤمن فرج مكتبه، وعمد إلى مراجعة أفراد النوبتجية للوقوف على أهم البلاغات التي وردت للقسم عشية البارحة لكن إشارة عبر جهاز اللاسكي قطعت ما ينجزه.

ورد بلاغ للتو من إدارة شرطة النجدة بتعرض صحاب محل مصوغات ذهبية لإطلاق نار من قِبل عناصر مسلحة بنطاق دائرة المركز، دون أن يُصاب بمكروه.

أيقن الضابط الشاب أن ولايته الجديدة كرئيس لمباحث قسم العياط بدأت مبكرا، فأخطر العقيد محمود عبد الشكور مفتش فرقة العياط والبدرشين، الذي وجهه بسرعة الانتقال والفحص للوقوف على ملابسات البلاغ.

دقائق معدودة وصل معها فريق أمني محل الحادث، واستمع رجال الشرطة لأقوال الجواهرجي الأربعيني، الذي يحاول استجماع قواه التي خارت من هول ما تعرض له واصفا المشهد "اتكتب لي عمر جديد.. الحمد لله" لتصطحبه القوات إلى ديوان القسم.

أمام العميد علاء فتحي رئيس قطاع جنوب الجيزة، روى مقدم البلاغ ما حدث، وأن مجهولين يستقلون سيارة ربع نقل، أطلقوا عيارين ناريين على سيارته، مما أدى لحدوث تلفيات نافيا تعرفهم على أحدهم كونهم ملثمين.

تحول الطابق العلوي الذي يضم وحدة المباحث إلى غرفة عمليات تزامنا مع وصول اللواء سامح الحميلي نائب مدير مباحث الجيزة، ليترأس فريق البحث وسط توجيهات من اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة تحديد وضبط الجناة لما تمثله الواقعة من تهديد للسلم والأمن العام.

خطة بحث محكمة وضعها رجال المباحث تركزت على فحص العناصر الإجرامية الخطرة والمُفرج عنهم حديثا والمشهور عنهم ارتكاب مثل تلك الوقائع، وفحص كاميرات المراقبة بخط سير هروب الجناة وتنشيط مصادر المعلومات السرية جنيا إلى الاستعانة بإدارة المساعدات الفنية للاستفادة من التقنيات الحديثة.

72 ساعة لم يُذق خلالها ضباط المباحث طعم الراحة، ما بين جمع وتحليل المعلومات وحصر العناصر المشتبه بها وتطوير مناقشة الجواهرجي الذي تعرض لحادث سرقة في أغسطس الماضي كان بمثابة طرف الخيط لحل القضية اللغز.

رويدا رويدا بدت الأمور تتكشف أمام فريق البحث، أصابع الاتهام اتجهت إلى أحد العناصر الإجرامية شديدة الخطورة "عرباوي" هارب من جنايتين سرقة بالإكراه بإجمالي 13 سنة سجن إضافة إلى وجود مشاهدات له بالقرب من مسرح العمليات.

ملف كامل وضعه رجال المباحث على مكتب اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، الذي وجه بسرعة ضبط المتهم الرئيسي ومعاونيه الأربعة تنسيقا مع قطاع الأمن المركزي مع أخذ التدابير الأمنية اللازمة حرصا على سلامة جميع المشاركين في المأمورية.

حدد اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة "ساعة الصفر"، وانطلقت مأمورية قادها الرائد مؤمن فرج ومعاونه النقيب أحم الملطاوي مستهدفة محل اختباء "زعيم التشكيل" وأمكن ضبطه بفضل عنصر المفاجأة وبجوزته السلاح المستخدم في الواقعة "بندقية آلية - 3 طلقات".

تنفس الجميع الصعداء وسط إشادة مدير المباحث بالجهود المبذولة والإيقاع بأحد أخطر العناصر المطلوب ضبطها، ليشرع الضباط في تنفيذ الجزء الثاني من الخطة بضبط المتهمين الهاربين، وأمكن ضبط الأربعة والسيارة المستخدمة "ربع نقل" في غضون ساعات ليوجه ضباط مباحث العياط ضربة قاصمة للشتيكلات العصابية المتخصصة في تنفيذ وقائع السرقة بالإكراه.

اعترف المتهمون باتفاقهم على سرقة المجنى عليه، لاعتقادهم أن بحوزته بعض المصوغات الذهبية، وتتبعهم صاحب محل المصوغات، وعقب استقلاله سيارته حاولوا إيقافه عنوةً بواسطة سيارة ملك أحدهم إلا أنهم فشلوا فى ذلك، الأمر الذى دفع أحد المتهمين بإطلاق عيارين ناريين عليه وتمكن المُبلغ من الهرب، وتخوفهم من ملاحقته لعدم ضبطهم.

"تعالى القسم نقفل المحضر.. جبنا المتهمين" فرحة عارمة سيطرت على الجواهرجي لدى تلقيه الخبر السار، أسرع إلى مكتب الرائد مؤمن فرج موجها الشكر له وجميع الضباط المشاركين في فريق البحث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان