"جوزك معاه سكينة وهيقتل البنتين".. قصة 20 سنة زواج انتهت بطعنة لجسد نجلاء من السايس المدمن

12:00 م الخميس 26 ديسمبر 2019

صورة تعبيرية

كتب – محمود السعيد وسامح غيث:

لم تأبه "نجلاء. س" للحفاظ على حياتها فور علمها بقدوم زوجها المدمن لقتل ابنتيه أثناء ذهابهما للعمل، انبرت الأم للدفاع عن ابنتيها فتلقت طعنة في الظهر أودت بحياتها.

إعلان

قبل 20 عامًا تزوجت "نجلاء" 44 سنة، من "سليمان. ا" سايس، الذي يكبرها بأربع سنوات زواجًا تقليديًا؛ الزوجة تسكن مع أسرتها بمساكن الشرق الأوسط في منطقة الدويقة، وعلى بعد أمتار يقطن الزوج بمنطقة "مُربّع المسجلين"، وأنجبا بنتين 16، و18 سنة، وولد 11 سنة.

عانت نجلاء طوال حياتها مع زوجها من شظف العيش، وعدم إنفاقه إلا على شراء المواد المخدرة التي يتعاطاها باستمرار، يقول "محمد سيد، أحد أقرباء الضحية "كانت بتنزل تشتغل عشان تصرف على عيالها ويكملوا تعليم".

لم تتوقف معاناة "نجلاء" وابنتيها على قلة الإنفاق، بل امتد الأمر لتعرضهم للضرب والإهانة طوال الوقت، بالإضافة لاستيلاء الأب على الأموال التي تكسبوها من عملهم؛ فالأم تعمل في البيوت، والبنتين في أحد المصانع، يضيف أهل الضحية لمصراوي "كان بيضرب البنات ويحلقلهم شعرهم عشان ياخد فلوسهم".

"كانت مستحمله عشان عيالها" يصف هشام الشاذلي، أحد الجيران المقرّبين للأسرة حال نجلاء مع زوجها، قائلًا إنها منذ عام 2018 ازدادت المشاجرات بينهما بسبب إدمانه على مخدر "الاستروكس"، فكانت تغضب لدى أسرتها عدة أشهر ثم تعود بعد جلسة صُلح يتعهد خلالها الأخيرة بحسن معاملتها وأبنائهم.

فاض الكيل بالأربعينية من استمرار الضرب والإهانة في منتصف 2018، وغادرت منزلها غاضبة تطلب الطلاق، وانفصل عن زوجها، لكنّ طلب "سليمان" ردها مرة أخرى، وفي جلسة صُلح أخرى مضى على إيصالات أمانة ضمانة لمعاملتهم بالمعروف.

استمرت الأمور على ما يرام بين الزوجين يتخللها بعض المشكلات التي تحملتها الزوجة، حتى اندلعت بينهما مشادة كلامية في 10 ديسمبر الماضي على إثر قيام الزوج ببيع بوتجاز من "جهاز ابنته العروسة" لينفق على كيفه، تطورت الأمور اعتدى المتهم على أم أولاده بالضرب المبرح، غادرت الزوجة مرة أخرى برفقة ابنتيها لمنزل أسرتها.

"مش هسيبه يضيع شقى البنات" قالتها الأم لأسرتها فور عودتها غاضبة، موضحة أن ابنتيها يعملان 12 ساعة في أحد المصانع "لشراء جهازهما" ليكونا مستعدين للزواج، وقررت رفع دعوى تبديد ضد زوجها بالإضافة لاستيلائه على 10 آلاف جنيه "جمعية" حصلت عليه الابنة الكبرى.

استشاط الزوج غضبًا من رفع زوجته دعوى ضده، هددها عدة مرات بالانتقام إذا لم تتنازل عنها، قائلًا "فلوس بناتي وأنا حر فيها"، لكن الأم تجاهلت وعيده وقررت المضي في دعواها للحفاظ على أموال ابنتيها.

الساعة تشير إلى السابعة صباح الخميس الماضي، نهضت البنتين من نومهما، وهرولتا إلى الشارع لاستقلال أتوبيس يوصلهما إلى المصنع، فور خروجهما تلقت الأم اتصالًا من أحد جيران زوجها يخبرها "الحقي.. سليمان معاه سكينة وحالف يقتل البنتين".

قلق، ورعب انتاب الأم، هرولت من فورها إلى الشارع، وعلى بعد أمتار من وقوف ابنتيها شاهدت والدهما ملوحًا بالسكين على الجانب الآخر يقترب منهما، دفعها الخوف إلى الهرولة أكثر مع صرخات تحذرهما حتى وصلت بين ابنتيها ووالدهما، حاول الوصول إليهما فاحتضنتها مانعة طعناته الطائشة فأصابتها طعنة نافذة في الظهر وسقطت الأرض غارقة في دمائها، وفرّ المتهم هاربًا.

نقلت الأسرة والجيران "نجلاء" إلى مستشفى الشيخ زايد لتلقي العلاج لكنّها لفظت أنفاسها بعد 5 ساعات من محاولات إسعافها، موصية إياهم قبل موتها "ولادي أمانة في رقبتكوا" بحسب "محمد.س" شقيق الضحية، وأخطر المستشفى قسم شرطة منشأة ناصر.

وتمكنت قوة أمنية بقيادة المقدم علي فيصل، رئيس مباحث منشأة ناصر من القبض على المتهم مختبئًا لدى أحد أقاربه، وإحالته للنيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

إعلان