إعلان

حكاية ابن العشرين ضحية "لقمة العيش".. محمد قُتل دفاعًا عن مصدر رزق عائلته

11:28 ص الثلاثاء 17 ديسمبر 2019

المجني عليه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- طارق سمير وسامح غيث:

قبل 3 أسابيع اشترى "عبدالله"، توكتوك للعمل عليه؛ للإنفاق على أسرته المحدودة الدخل، صغر سنة لم يمنعه من المواظبة على وردياته اليومية، اعتاد على السير صباحًا؛ خوفا من السرقة، لكن الحذر لم يُوقف قدره، تلقى طعنة من راكب غريب عن المنطقة أودت بحياته في وضح النهار.

التحريات التي لا زال يجريها رجال مباحث قسم ثان شبرا الخيمة لضبط القاتل، ترجح أن المتهم حاول سرقة المجني عليه، بعد استدراجه بتوصيلة على شارع نائي، وحينما حاول الأخير الإمساك به، سدد له طعنة في الرقبة وفر هاربا، وفق ما أظهرته كاميرات المراقبة في حارات الشارع الجديد بشبرا.

المجني عليه يبلغ من العمر 20 عامًا، حصل على شهادة الدبلوم الصناعي ومن بعدها تولى الإنفاق على عائلته؛ 3 بنات، وولد، ووالديه، خاصة بعد مرض والده بتليف كبدي أجبره على المكوث في المنزل، والتوقف عن عمله في مهنة النجارة، التي داوم عليها طوال 40 سنة منذ زواجه في منطقة الشارع الجديد بشبرا.

طوال دراسة الشاب كان يساهم في مصاريف المنزل عن طريق العمل على "توكتوك" زميل له، لكن دون دوام كامل لتولي والده المسئولية رفقته، بعد مرض الأخير صمم المجني عليه على شراء "توكتوك" بالتقسيط ليكون مصدر رزق العائلة بأكملها، بالفعل نفذ رغبته ودفع مقدمة الشراء من "جمعية" اشترك فيها بواسطة والدته، يقول عم المجني علية لمصراوي.

دأب المجني عليه على العمل بمركبته الجديدة، منذ السابعة من صباح كل يوم حتى الثالثة عصرًا "كان عامل زي الموظف.. كمان خاف يتسرق فاشتغل بالنهار"، يحصل على المال ويعطي نسبة يوميه لأمه حتى تسدد له "الجمعية"، فطوال 21 يومًا التزم الشاب بعمله حتى أصابته طامة كبرى أنهت حياته خلسة، تقول والدة المجني عليه لمصراوي.

همّ بالاستعداد إلى يوم جديد في تمام السادسة من صباح الإثنين الماضي، قصد مصدر رزقه وتجول بمحيط سكنه ليجمع حصة من راتبه اليومي إلى أن اصطحب راكبًا في الشارع الجديد بشبرا، وتوجه به إلى أحد الشوارع المجاورة لمطعم شهير، ما أن وصلا إلى منطقة هادئة، حاول القاتل سرقة "التوكتوك" من المجني عليه، لكن الأخير عافر معه، فطعنه الأول في رقبته ليفلت منه وفر هاربًا، سقط الشاب على الأرض مغشيًا عليه وسط بركة من الدماء، حسبما رجحت التحريات بعد الاطلاع على كاميرات المراقبة التي أظهرت القاتل عند استقلاله مركبة الشاب، وهروبه بعد ضربه.

المتهم خلال فراره حاول أحد الأشخاص إيقافه لكنه فشل بعدما هدده بسلاحه، بينما المجني عليه جثته ملقاة على الأرض، والدماء تسيل من رقبته دون توقف، لمحه أحد المارين وصاح مناديًا للقريبين من محل الواقعة "الحقوا.. قتيل"، أخذوا الشاب إلى أقرب مستشفى إلا أنه توفي قبل وصوله.

علم رجال مباحث القسم من المستشفى بالواقعة، فتوجهوا إلى موقعها وعاينوا الجثة وسمعوا شهود العيان، وفحصوا الكاميرات، ولا زالت الجهود مستمرة لضبط الجاني، فيما أبلغ أحد الشرطيين والد القتيل هاتفيًا، وطالبه بالحضور.

ذهب والدي المجني عليه إلى القسم وعلما بالواقعة، أصيبا بصدمة أفقدتهما التركيز، تمتما بكلمات غير مفهومة وترجلا مسرعين نحو المستشفى ليودعا ابنهما في آخر نظرة.

من جانبها صرحت النيابة بدفن القتيل، وطالبت المباحث بسرعة إنهاء التحريات وضبط الجاني.

المجني عليه 1

فيديو قد يعجبك: