"بين السما والأرض".. حكاية 4 دقائق لإنقاذ عامل علقت به سقالة برج "بن لادن" (صور)

كتب- محمد شعبان:

كعادته كل صباح، استيقظ "محمد حلمي" مبكرا، قاصدا محل عمله ضمن طاقم العمال المسؤول عن نظافة واجهة أحد الأبراج السكنية بمنطقة المهندسين، إلا أن جديدا طرأ على السيناريو المعتاد خلال مباشرة عمله.

التاسعة والربع صباح اليوم الاثنين، يتفقد اللواء هشام صادق، مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، الخدمات داخل أروقة الإدارة، ويطمأن على جاهزية فرق الإنقاذ البري محدثا أحدهم: "لازم ديما نكون جاهزين الثانية بتفرق في إنقاذ روح بني آدم"، يعود بعدها إلى مكتبه لمراجعة تقارير اشتراطات السلامة والأمن الصناعي لبعض المنشآت تحت التأسيس.

15 دقيقة مرَّت على مكوث اللواء صادق داخل مكتبه، يقطع انهماكه في عمله صوت جهاز اللاسلكي ببلاغ من إدارة شرطة النجدة بتعلق عامل سقطت به سقالة من أعلى برج "بن لادن" بشارع جامعة الدول العربية في نطاق دائرة قسم شرطة العجوزة.

في أقل من دقيقة ونصف، وصل فريق الإنقاذ البري محل البلاغ بقيادة اللواء هشام صادق والعقيد علاء خلوصي، مدير قسم الإطفاء، ومساعديه الرائدان أحمد الشافعي وسعيد عمارة، ليوجه مدير الحماية بسرعة "فرد" السلم الهيدروليكي، خاصة مع تعلق السقالة بالطابق الثالث.

شاخصة أبصارهم نحو السقالة، تجمع عدد من المارة أسفل البرج السكني القريب من ميدان مصطفى محمود، ليهمس أحدهم لعضو بفريق الإنقاذ: "السقالة قربت تقع.. ربنا يستر"، ليطالبه الأخير بالابتعاد عن مكان الواقعة تيسيرا لمهمة القوات خاصة مع وضع علامات إرشادية بمنطقة العمل لمنع أي كثافات مرورية.

4 دقائق فقط احتاجها رجال الإنقاذ البري بالإدارة العامة للحماية المدنية لكتابة نهاية سعيدة لذلك الفصل في حياة العامل البسيط الذي ما إن وطئت قدماه الأرض سجد لله شكرًا، واحتضن رجال الإنقاذ بينما تسيل الدموع من مقلتيه: "أنا قلت خلاص هموت.. ربنا كتب لي عمر جديد.. مش عارف أشكركم إزاي".

وتنفس رجال الإنقاذ الصعداء، وارتسمت البهجة على وجوههم، ليمسك اللواء هشام صادق جهاز اللاسلكي محدثا اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مدير أمن الجيزة -الذي كان يتابع تطورات البلاغ- قائلاً: "الحمد لله يا فندم.. تم إنقاذ العامل وهو بخير".

وتبين أن العامل "محمد حلمي"، 50 سنة، استقل السقالة لتنظيف زجاج واجهة البرج، وحدث عطل تسبب في سقوطها، وعلقت بالطابق الثالث، وسط إشادة من المارة بسرعة وحسن تصرف رجال الحماية المدنية.