إعلان

"إسبرطة الصغيرة".. كيف برزت الإمارات كقوة إقليمية؟

01:01 م الخميس 24 سبتمبر 2020

مقاتل يمني يقف بجانب جدارية لمؤسس دولة الإمارات ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

وكالات:

قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن عام 2020 يبدو أنه مليء بالأحداث للإمارات العربية المتحدة، الدولة الخليجية بالغة الثراء والطموح.

وعدّدت "بي بي سي" أبرز تلك الأحداث، بالإشارة إلى أن الإمارات أرسلت مهمة إلى المريخ، ووقعت اتفاق سلام تاريخيًا مع إسرائيل، وتحركت بسرعة كافية في مواجهة تفشي كوفيد-19، حتى أن الدولة التي كانت خاضعة للحماية البريطانية في السابق أعادت تجهيز مصانعها وأرسلت شحنة من معدات الحماية الشخصية لبريطانيا.

وفيما تحل الذكرى الخمسين لاستقلالها العام القادم، تساءلت البي بي سي: ما هي تحديدًا الخطة العالمية لدولة الإمارات، ومن الذي يقودها؟

في مايو 1999، وبينما كانت حرب كوسوفو مشتعلة لأكثر من عام. كان هناك مخيم محصن جيداً على الحدود الألبانية الكوسوفية، ومكتظًا باللاجئين من كوسوفو.

تأسس المخيم من قبل الهلال الأحمر الإماراتي ووصل إليه إماراتيون مع فريق من الطهاة والجزارين الذين يقومون بالذبح وفقاً للشريعة الإسلامية ومهندسي اتصالات وإمام وفرقة من الجنود يقومون بدوريات في محيط المنطقة داخل عربات عسكرية، مدججين بالأسلحة الثقيلة.

وفي ذلك الوقت، دخلت الإمارات شراكة استراتيجية مع فرنسا. وشمل الاتفاق شراء 400 دبابة فرنسية من طراز لوكلير، وأن يأخذ الفرنسيون فرقة من القوات الإماراتية "تحت رعايتهم"، تتلقى التدريبات في فرنسا ليتم نشرها إلى جانب قواتهم في كوسوفو، في خطوة وصفتها البي بي سي بأنها "جريئة" بالنسبة لدولة حصلت على استقلالها قبل أقل من 30 عاما وقتها.

غير أنه كان من الواضح أن طموحات الإمارات الإمارات تتجاوز شواطئ الخليج. صارت أول دولة عربية حديثة تنشر قواتها في أوروبا، دعماً لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

ثم جاءت أفغانستان. وما لا يعرفه معظم سكان دول الإمارات، هو أن قواتهم المسلحة بدأت العمل في هدوء إلى جانب حلف شمال الأطلسي "الناتو" بعد وقت قصير من سقوط حركة طالبان، في خطوة أقرها محمد بن زايد الذي يتولى الآن منصب ولي عهد أبوظبي.

في عام 2008، أجرت بي بي سي زيارة إلى وحدة تابعة لقواتهم الخاصة في قاعدة باغرام الجوية، حيث كانوا يقودون عربات مدرعة برازيلية وجنوب أفريقية داخل قرية أفغانية نائية فقيرة، يوزعون مصاحف مجانية وعلباً من الحلوى ثم يجلسون مع الشيوخ.

يسألون: ماذا تحتاجون؟ مسجداً، مدرسة، آباراً للمياه؟ كانت الإمارات توفر الأموال، ثم تُطرح العقود في مناقصة محلية.

كانت بصمة الإماراتيين محدودة، لكنهم أينما ذهبوا كانوا يستخدمون المال والدين في محاولة لتخفيف الشكوك المحلية الواسعة حيال قوات الناتو القاسية في كثير من الأحيان.

وفي إقليم هلمند قاتلوا إلى جانب القوات البريطانية في عدد من المعارك العنيفة.

وفي وقت لاحق أطلق وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس على الإمارات لقب "إسبرطة الصغيرة" ( اسم المدينة اليونانية القديمة) في إشارة إلى تلك البلاد غير المعروفة نسبيا والتي يقل تعداد سكانها عن 10 ملايين نسمة وتلعب دوراً يتخطى حجمها.

وفي ليبيا، انضمت الإمارات إلى مصر وروسيا في دعم قوات خليفة حفتر في شرق البلاد ضد القوات المنتشرة في غرب البلاد المدعومة من تركيا وقطر وأطراف أخرى.

وفي سبتمبرالجاري، أرسلت الإمارات سفنًا ومقاتلات إلى جزيرة كريت ضمن تدريبات عسكرية مشتركة مع اليونان التي كانت تستعد لمواجهة محتملة مع تركيا بسبب حقوق التنقيب عن مصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط.

والآن وبعد إعلان دراماتيكي من البيت الأبيض، صار هناك تحالف إماراتي إسرائيلي واسع، يضع ختماً رسمياً على سنوات من التعاون السري.

ولم تنته طموحات أبو ظبي عند هذا الحد. إذا أضحت بمساعدة الولايات المتحدة أول دولة عربية ترسل مهمة إلى المريخ.

وفيما يتبنى التحالف مجموعة واسعة من المبادرات في مجالات الرعاية الصحية والتكنولوجيا الحيوية والثقافة والتجارة، فإنه يمتلك كذلك القدرة على بناء علاقة استراتيجية وأمنية هائلة، تسخر التكنولوجيا المتطورة لإسرائيل بجانب الإمكانات المادية والطموحات العالمية للإمارات.

وضمن برنامج تبلغ تكلفته 200 مليون دولار ويحمل اسم "الأمل" صار مسبارها يحلق في الفضاء بسرعة 126 ألف كيلومتر في الساعة بعد انطلاقه من جزيرة يابانية نائية.

ومن المقرر أن يصل إلى وجهته، على بعد 495 مليون كيلومتر من الأرض، في فبراير المقبل.

وبعد وصوله، سيقوم برسم خريطة لغازات الغلاف الجوي المحيط بالكوكب الأحمر وإرسال البيانات إلى الأرض.

"نريد أن نكون لاعباً عالميا" هكذا يقول وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، مُضيفًا "نريد أن نكسر الحواجز، ونحتاج لأن نأخذ بعض المخاطرات الاستراتيجية من أجل كسر هذه الحواجز".

غير أنه ثمة مخاوف من أن الإمارات بتحركها بهذه السرعة وعلى هذا النطاق ربما تخاطر بتجاوز قدراتها.

يقول المحلل في الشؤون الخليجية مايكل ستيفنس للبي بي سي: "ليس ثمة شك في أن الإمارات هي القوة العسكرية الأكثر فعالية في المنطقة العربية. هم قادرون على نشر القوات في الخارج بطرق تعجز عنها دول عربية أخرى، لكنهم أيضاً مقيدون من زاوية الحجم والقدرات، التعامل مع مشكلات عديدة في وقت واحد يحمل مخاطرة، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: