إعلان

سد النهضة: كيف سيتم ملء خزان السد الإثيوبي؟

10:28 ص الأحد 19 يوليو 2020

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أديس أبابا- (بي بي سي):

تظهر صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت بين 27 يونيو و12 يوليو 2020 زيادة مطردة في كمية المياه التي يحتجزها السد الكبير الجديد الذي شيد على النيل الأزرق في إثيوبيا.

وقد أثار ذلك غضب مصر والسودان، وهما دولتا المصب النهائي لسد النهضة الإثيوبي الكبير، حيث لم يتم الاتفاق بعد على الجدول الزمني لملئه في المفاوضات التي وصلت إلى طريق مسدود.

وقد تراجعت وسائل الإعلام الحكومية في إثيوبيا لتنفي لاحقا تقارير أشارت إلى أنه يتم ملء السد عمدا.

بيد أن كل ذلك يُعطي انطباعا خاطئا بأن ملء السد سيكون أشبه بملء حوض استحمام، وأن إثيوبيا يمكنها تشغيل وإيقاف الصنبور حسب رغبتها.

هل عملية الملء لا يمكن إيقافها؟

كلا، سيملأ الخزان خلف السد بشكل طبيعي خلال موسم الأمطار في إثيوبيا، والذي بدأ في يونيو ويستمر حتى سبتمبر.

وقال الدكتور كيفين ويلر، الذي يتابع المشروع الذي تبلغ كلفته 4 مليارات دولار منذ عام 2012، لبي بي سي إنه عند الأخذ بالاعتبار المرحلة التي وصلت إليها عملية بناء السد فإنه "لا يوجد شيء يمكن أن يوقف ملء الخزان إلى أدنى نقطة في السد".

ومنذ بداية العمل في عام 2011 لبناء السد على نهر النيل الأزرق استمرت المياه في التدفق عبر موقع البناء الضخم.

وقد عمل البناؤون على بناء الهياكل الضخمة على جانبي النهر دون أي مشكلة.

وعندما وصل البناء إلى الوسط، تم خلال موسم الجفاف تحويل مجرى النهر عبر قنوات أو أنابيب، للسماح ببناء هذا القسم.

وقد اكتمل الجزء الأسفل من القسم الأوسط. ويتدفق النهر حاليا من خلال قنوات جانبية تقع قرب أساس الجدار.

ويقول الدكتور ويلر إنه مع بدء الشعور بأثر موسم الأمطار في موقع السد، فإن كمية المياه التي يمكن أن تمر عبر هذه القنوات ستكون قريبا أقل من كمية المياه التي تدخل المنطقة، مما يعني أنها ستوفر احتياطي مياه تصبه في البحيرة القابعة خلف السد.

ويضيف قائلا إنه يمكن للسلطات الإثيوبية إغلاق بوابات بعض القنوات لزيادة كمية المياه المحتجزة، ولكن ذلك قد لا يكون ضروريا.

ما المرحلة التالية؟

في السنة الأولى، سيخزن السد 4.9 مليار متر مكعب من المياه لتصل إلى ارتفاع يوازي أدنى نقطة على جدار السد، مما يسمح لإثيوبيا باختبار أول مجموعة من التوربينات التي تولد الطاقة الكهربائية.

وفي المتوسط، يبلغ إجمالي التدفق السنوي للنيل الأزرق 49 مليار متر مكعب من المياه.

وفي موسم الجفاف سوف تنحسر البحيرة قليلا مما يسمح بإكمال بناء جدار السد، وفي السنة الثانية سيتم حفظ نحو 13.5 مليار متر مكعب أخرى.

وبحلول ذلك الوقت يجب أن يصل مستوى المياه إلى المجموعة الثانية من التوربينات، مما يعني أنه يمكن إدارة تدفق المياه بشكل يمكن التحكم فيه أكثر.

وتقول إثيوبيا إن الأمر سيستغرق من خمس إلى سبع سنوات لملء السد إلى أقصى سعة لموسم الفيضانات حيث تبلغ قدرته الاستيعابية 74 مليار متر مكعب.

وعند هذه النقطة يمكن أن تغطي البحيرة التي سيتم إنشاؤها نحو 250 كيلومترا في المنطقة الواقعة أعلى النهر.

وفي الفترة بين موسم الفيضان والموسم الذي يليه سيتم تخفيض ما يحتجزه الخزان إلى 49.3 مليار متر مكعب من المياه.

لماذا تعترض مصر على ملء خزان السد؟

تشعر مصر التي تعتمد بشكل شبه كامل على النيل في احتياجاتها المائية، بالقلق، وتخشى ألا تضمن الحصول (على كمية المياة التي اعتادت الحصول عليها) في معظم السنوات التي سيتم خلالها ملء بحيرة السد.

وتظل إثيوبيا متحفظة إزاء التقيد برقم معين لكمية المياه التي يجب مرورها بعد انتهاء مرحلة ملء الخزان وتشغيل السد بالكامل، والذي سيصبح أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في أفريقيا.

وفي السنوات التي يكون فيها معدل الأمطار عاديا أو فوق المتوسط لا يتوقع أن تكون هناك مشكلة، ولكن مصر قلقة بشأن ما قد يحدث خلال فترات الجفاف الطويلة التي يمكن أن تستمر لعدة سنوات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: