إعلان

لماذا خسرت نيويورك تايمز جائزتين عن بودكاست "الخلافة"؟

03:44 م الأحد 20 ديسمبر 2020

نيويورك تايمز

لندن (بي بي سي)

أعادت صحيفة النيويورك تايمز جائزة كانت قد حصدتها، بينما سُحبت منها أخرى بعد أن اكتشفت تبايُنًا في بودكاست خاص بها يعرف باسم الخلافة عن تنظيم "الدولة الإسلامية".

وبعد تحقيقات استمرت شهرين، خلصت النيويورك تايمز إلى أن بودكاست الخلافة فشلت في الوفاء بالمعايير التحريرية للصحيفة.

وفي موسم 2018 من التدوينة، زعم أحد شخصياتها الرئيسية ويدعى شهروز شودري أنه سافر إلى سوريا، وهناك انضم إلى تنظيم الدولة الإسلامية.

لكن نيويورك تايمز قالت يوم الجمعة إنها توصلت إلى ما وصفته بـ "سجِلٍّ من التزييف" فيما يتعلق بانضمام شهروز للجماعة.

وبناء عليه، رأت الصحيفة أن تعيد جائزة بيبودي التي حصلت عليها. كما أعلن نادي الصحافة لما وراء البحار عن سحبه جائزة لويل توماس التي أقرّها لمنتجي البودكاست.

وفي تدوينة صوتية يوم الجمعة، قال المدير التنفيذي للصحيفة إن "هذا الإخفاق لم يكن صنيعة مراسل واحد. أظن أنه إخفاق مؤسسي".

أما مقدّمة التدوينة روكميني كاليماتشي، التي وصلت أربع مرات إلى التصفية النهائية في جائزة بوليتزر، فقد أُعفيت من مهمتها الخاصة بتغطية شؤون الإرهاب وحُوّلت إلى فرع آخر.

وفي بيان على تويتر، قالت كاليماتشي "أعتذر عمّا فاتنا، وعن أخطاء وقعنا فيها".

وكانت نيويورك تايمز قد بدأت مراجعة أمر بودكاست، الخلافة، بعد أن ألقت الشرطة الكندية القبض على شهروز شودري في سبتمبر الماضي، واتهمته بانتحال صفة إرهابي.

واستخدمت هيئة الإذاعة الكندية في تقرير بثته عام 2017 اسم شهروز المزعوم في تنظيم الدولة، أبو حذيفة الكندي، والذي وصف فيه عملية جَلد شخص بالسوط كجزء من مهامه التي كان يقوم بها لمصلحة الجماعة المتشددة، مؤكدا أنه لم يقتل أبدًا أي شخص.

وأثار حديث شهروز جدلا في أوساط مجلس العموم الكندي، عندما تساءلت المعارضة عن سببٍ السماح له بالعيش في البلاد.

ثم في عام 2018 بثت النيويورك تايمز حوارا مع شهروز حول بودكاست، الخلافة، قال فيه إنه أعدم أشخاصا لمصلحة تنظيم الدولة.

لكن بعد التحقيقات الداخلية الأخيرة، قالت الصحيفة إنها لم تجد أي دليل يعزز سردية ارتكاب بطل التدوينة أيًا من الفظائع التي وصفها.

وقالت نيويورك تايمز إن صورة على الأقل منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بـ شهروز، يزعم فيها أنه في سوريا، هي في الحقيقة نسخة من صور فوتوغرافية صحفية شائعة التداول تعود إلى وكالة تاس الروسية للأنباء. هذا فضلا عن صور أخرى على تويتر نُشرت بأيدي نشطاء سوريين مناهضين للحرب قبل مزاعم شهروزي بسنوات.

وبحسب نيويورك تايمز، فإن مسؤولين كنديين وأمريكيين أعربوا عن ثقتهم في أن شهروز يهذي وأنه لم يرَ سوريا، وأنه إنما اختلق قصصا للهروب من رتابة حياته في إحدى ضواحي تورنتو.

أما شهروز نفسه، الذي يعمل في مطعم مملوك لعائلته في منطقة قريبة من تورنتو، فلم يعلق بعد على الاتهام الموجه ضده.

لكن محامي شهروز الخاص، قال للنيويورك تايمز إن موكله لم يذنب، وأنه سيفنّد الاتهام الموجه ضده بانتحال صفة إرهابي، والذي قد يزجّ به في السجن مدة قد تصل إلى خمس سنوات.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: