إعلان

اعتداء جنسي: ضحايا المستشفيات الصامتات

11:27 ص السبت 26 يناير 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

صُدم العالم بقصة مريضة حملت وولدت أثناء غيبوبتها التي استمرت سنوات في ولاية أريزونا الأمريكية.

وهذه المريضة مثال على محنة نساء معرّضات لاعتداء جنسي، وقد تكون جانبا جديدا لحركة #MeToo التي تشير إلى أولئك الذين لا يستطيعون التحدث علانية عمن اعتدى عليهم.

وأنجبت الضحية، التي لم يعلن عن اسمها، طفلا في 29 ديسمبر/كانون الأول، أثناء وجودها في دار للرعاية الصحية تديره شركة هاسيندا ( Hacienda) حيث كانت تعيش في حالة غيبوبة لأكثر من عقد من الزمن.

واتهم الممرض، ناثان ساذرلاند، 36 سنة، ويعمل هناك، بارتكابه اعتداء جنسيا والاعتداء على شخص بالغ في موقع ضعف.

وقال موظفون في المنشأة إنهم لم يدركوا أنها حامل حتى بدأت مرحلة المخاض.

وقدم الممرض ساذرلاند عينة من الحمض النووي بموجب أمر من المحكمة، وأظهرت نتيجة الاختبار أن حمضه النووي متوافق مع الطفل.

وللأسف، هذه ليست الحالة الأولى من العنف الجنسي ضد المرضى الإناث اللاتي يبقين لفترات طويلة في دور الرعاية الصحية وتنتهي بالحمل.

فقد سجلت حالات عدة مشابهة في أنحاء العالم بما في ذلك الأرجنتين والبرازيل ودبي وبريطانيا، فضلاً عن ثلاث حالات على الأقل في الولايات المتحدة.

إحدى هذه الحالات ارتكبت في مدينة نيويورك عام 1995 عندما اغتصب أحد المساعدين، كاثي كوب البالغة من العمر 29 عاماً، وتسبب ذلك في حملها. وكشف عن حمل المرأة، التي بقيت في غيبوبة لعدة سنوات، عندما كانت حاملا في شهرها الرابع.

ورفض أقاربها، وهم من الروم الكاثوليك، إجهاضها، فأكملت كاثي حمل الجنين حتى النهاية. توفيت كاثي عام 1997، قبل وقت قصير من عيد ميلاد الطفل الأول.

وحينها ادّعى مغتصبها، جون هوراس، في المحكمة أنه اعتقد أن الحمل قد "يوقظها"، وسجن لمدة 13 عاما.

أدت تلك القضية إلى تشريعات جديدة في ولاية نيويورك، وفرض إجراء تحققات من خلفية موظفي الرعاية المنزلية، فيما أصبح يعرف بـ "قانون كاثي".

لكن لا يزال هناك نساء ضعيفات أكثر عرضة لجرائم العنف الجنسي في الولايات المتحدة.

ضعيفات

أظهرت بيانات من وزارة العدل نشرتها محطة NPR في يناير/كانون الثاني 2018 أن نسبة وقوع ذوي الإعاقة ضحايا للاغتصاب والاعتداء الجنسي تزيد بمقدار 4 أضعاف.

ويقول متحدث باسم منظمة "العدالة للإعاقة Disability Justice" وهي منظمة أمريكية غير حكومية: "أكثر من 80% من النساء ذوات الإعاقة سيتعرضن للاعتداء الجنسي في حياتهن".

وعام 2015 وردت حالة أخرى من حالات الحمل أثناء الغيبوبة في الأرجنتين، لكن وسائل الإعلام المحلية قالت إن أسرة الضحية رفضت توجيه اتهامات لأحد.

وقبل ذلك بسنتين، حكم على ممرض في مدينة بيا بلانكا بالسجن لمدة ثماني سنوات بتهمة اغتصاب مريضة كانت تبلغ 60 عاماً وفي حالة غيبوبة.

أما في بريطانيا، فاعتدى أندرو هتشينسون، وهو ممرض في مستشفى جون رادكليف في مدينة أكسفورد، على مريضتين فاقدتي الوعي، حتى أنه صور اعتداءاته عليهما بين عامي 2011 و2013.

وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا في مارس 2015.

وفي مستشفى راشد في مدينة دبي، سجلت حالة اعتداء جنسي على مريضة تمر بغيبوبة في مايو 2010.

كما تم تسجيل حالات تتضمن الاعتداء على مرضى في غيبوبة في البرازيل، مثل حالة روجر عبد المسيح، وهو طبيب متهم بـ 56 تهمة تتعلق بالاعتداء الجنسي على مرضاه، بما في ذلك العديد من النساء اللاتي تم تخديرهن.

ووصلت هذه القضية إلى السينما مع الفيلم الإسباني "توك تو هير Talk to Her" عام 2002، ويتهم فيه موظف في دار التمريض بالاعتداء على مريضة في غيبوبة لتصبح حاملا، وكانت المريضة راقصة أعجب بها الموظف بشدة بها قبل دخولها المستشفى.

وفاز الفيلم بجائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو.

إرجاء تنفيذ الحكم

وكشف تحقيق عام 2016 أجرته جريدة أتلانتا جورنال عن وجود 2400 حالة اعتداء جنسي على مرضى تحت تأثير المخدر في الولايات المتحدة.

ووقعت تلك الحوادث في كل الولايات منذ عام 1999.

ويقول داني روبينز، وهو أول صحفي كشف عن تلك القصة، لبي بي سي: "لا يزال نصف هؤلاء الأطباء يحملون رخصهم الطبية عام 2016".

وأضاف: "فيما يتعلق بالأطباء، فإن النظام يحمي الجناة".

وتعد دور الرعاية والتمريض من القطاعات الكبيرة في الولايات المتحدة، وقدّر تقرير صادر عن شركة الأبحاث IBIS World أن عائدات هذا القطاع بلغت 132 مليار دولار عام 2018.

وأنفقت المستشفيات ودور رعاية المسنين ما يزيد عن 73 مليون دولار في أنشطة كسب التأييد العام الماضي، وفقاً لمنظمة OpenSecrets.org، وهي مجموعة تتعقب الإنفاق في مجال السياسة.

ووفقاً لمنظمات مثل مركز " National Sexual Violence Resource Center"، لا تزال حالات العنف تجاه المرضى أمرا نادر الحدوث. لكنها سلط الضوء على ضعف هذه الفئة من الناس.

وقالت اللجنة في بيان: "من الشائع وجود معتدين انتهازيين، ونرى أنهم يظهرون في جميع البيئات التي يوجد بها أشخاص ضعفاء".

وكان دار رعاية صحية تديره شركة هاسيندا ( Hacienda) منخرطا في تحقيق عام 2013 بعد تقارير تفيد بأن موظفًا تحدثت بتعليقات ذات طابع جنسي صريح أمام عدد من المرضى.

وطرد الموظف من عمله، وفقاً لوزارة الخدمات الصحية في ولاية أريزونا، ووعدت شركة هاسيندا بتحسين رعاية المرضى.

استقالة

اتصلت بي بي سي بشركة هاسيندا ( Hacienda) للتعليق على حالة الحمل أثناء الغيبوبة.

وقي بيان قال غاري أورمان، نائب الرئيس التنفيذي لمجلس الإدارة إن الشركة "لن تقبل بأقل من المحاسبة الكاملة لهذا الوضع المروع، وهذه حالة غير مسبوقة روّعت كل المعنيين، ابتداء من الضحية وعائلتها وانتهاء بموظفي هاسيندا على كل مستويات المنظمة".

وأضاف: "أريد أن أؤكد لمرضانا، وأحبائهم، وشركائنا في المجتمع، والوكالات التي نتعامل معها، وسكان أريزونا، أننا سنواصل التعاون مع شرطة فينيكس ووكالات التحقيق على جميع المستويات وبكل الطرق الممكنة".

كما قال: "سنبذل كل ما في وسعنا لضمان سلامة كل مرضانا وموظفينا".

وأدت الفضيحة إلى استقالة الرئيس التنفيذي لشركة هاسيندا، بيل تيمونز، في وقت سابق من هذا الشهر.

وأعلنت الشركة يوم الاثنين 14 يناير أنها بدأت مراجعة داخلية "شاملة" لتحديد كيف حملت المريضة.

وقالت أسرة المرأة، عن طريق محاميها، إنها أنجبت "صبيا بصحة جيدة" سيهتم به أقاربه.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: