إعلان

في أول نادٍ ليلي تحت الماء في العالم

07:34 ص السبت 17 أكتوبر 2015

نادٍ ليلي تحت الماء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بي بي سي

في أول نادٍ ليلي تحت الماء في العالم، تتساوى فرصة أن ترى سمكة قرش قاتلة أمامك، مع أن تشهد حفلا موسيقيا صاخبا يهز الأرض تحت قدميك.

كنا في ليلة الأحد في جزر المالديف، وكان النشاط فوق منصة الرقص على أشده. كان "الدي جي" الذي جاء من العاصمة "ماليه" يصدح بأغنية تلو الأخرى، وكنت أبذل قصارى جهدي لأثير إعجاب رفيقتي في الرقص، بتقليد حركات ترافولتا، فكنت أستدير، وأنزلق، وأدور بجسدي حول نفسي.

المشكلة كانت أنه على الرغم من الصوت المرتفع لمكبرات الصوت، لم أستطع التوقف عن النظر إلى الأسماك الملونة بكل ألوان الطيف والتي تمر من خلف الزجاج. لقد كنت على عمق ستة أمتار في أول ناد ليلي في العالم تحت سطح البحر.

يقع ذلك النادي الليلي على بعد 500 متر من شاطيء منتجع جزيرة نياما، على بعد 40 دقيقة بحرا من العاصمة ماليه. وكان في استقبالنا هناك الأسماك المالديفية والبحر العميق.

تخيل سلسلة من النوافذ الضخمة تفضي إلى شعاب مرجانية لم يمسسها أحد من قبل، ولكن مع موسيقى صاخبة وبار للمشروبات المختلفة خلفك.

أنواع السمك المختلفة ترنو إليك عبر الزجاج الممتد من الأرض إلى السقف، وهي تطفو كأنها صور متحركة معلقة فوقك مفتونة بأضواء الديسكو المتغيرة باستمرار. كانت الأسماك تتداخل مع تلك الأعواد المشعة بالألوان الزرقاء والبرتقالية والخضراء التي يلهو بها شاربو الفودكا من رواد الملهى.

افتتح نادي Subsix عام 2010، وقد بُني على اليابسة قبل أن يتم غطسه وإعادة تمركزه في حديقة بحرية أعيد تشييدها بعناية على أيدي علماء الأحياء البحرية. بعد مرور خمس سنوات، تزدهر الآن الشعب المرجانية حول ذلك النادي، وقد أجريت أعمال تجديد كبيرة تحت الماء.

لدى زيارتي للملهى بعد افتتاحه في شهر أغسطس/آب مباشرة، كانت معلقات يدوية ايطالية تمثل القنافذ البحرية تتدلى من السقف، بينما صممت آلاف الأصداف المضيئة لكي تحاكي أمواج المحيط.

أما مصابيح السقف المخفية، فقد صممت على شكل أسماك النجمة (ستار فيش)، بينما صنعت مقاعد البار المرتفعة الأرجل على شكل قنافذ البحر، وغيرها من تصاميم فنية راقية.

ويغلق الملهى عندما يتسلق آخر ضيف السلم ليستقل المركب عائداً إلى الجزيرة، في رحلة تستغرق 15 دقيقة. في الأيام القليلة الماضية، قيل لي إن مجموعة من الزوار الروس واصلت السهر في الملهى حتى شروق الشمس.

يجمع الملهى بين الأصالة والحداثة، لكنه جذاب وبراق كما هو أي ملهى ليلي في نيويورك، أوفي سوهو بوسط لندن. لكن ماذا عن التأثير البيئي لهذا الملهى؟ وهل يتعين علي أن أدفع هذا الثمن الباهظ مقابل تناول البيرة فقط؟

كما أنه يمكنك أن تشعر بتأثير نقص الأكسجين في ذلك المكان.

ويعتبر من باب المبالغة اختيار هذا النوع من المكان لقضاء العطلة. لكن جزر المالديف لها تاريخ في ابتكار هذا النوع من أماكن الجذب السياحي الاستعراضية.

ففي السنوات القليلة الماضية، استقبلت الجزر عددا من أماكن الجذب السياحي الغريبة. ففي منتجع "هوفافين فوشي" الفاخر، يمكنك الاستمتاع بناد صحي تحت الماء على شكل شرنقة، بينما كهف النبيذ تحت الماء في Anantara Kihavah Villas يوحي لك بأنه ربما صممه جيمز بوند.

أما في جزيرة "كونراد مالديفز رانغالي" فبإمكانك تناول العشاء أو الغداء تحت الماء دون أن تبتل، مع رؤية جيدة لأسماك القرش وغيرها من مختلف أنواع الأحياء البحرية تسبح من حولك.

في العام القادم، من المخطط أن يفتتح أول موقع فخم لمشاهدة النجوم والأجرام السماوية في العالم في جزيرة سوفينا جاني، المجاورة لجزيرة سوفينا فوشي، التي تضم سينما في غابة، ومطعم على رؤوس الأشجار، في ظلال الغابات المطيرة.

وهذا المخطط بمثابة فكرة لقضاء عطلة فاخرة.

إذاً، كيف يكون شعورك عندما ترقص تحت مياه البحر، بينما أسماك القرش المفترسة وغيرها تشاهد حركاتك الراقصة من مسافة أمتار قليلة؟

إنه بلا شك شعور يجعلك تتحدث عنه لأصدقائك لسنوات طويلة قادمة.

كما أن الخروج إلى الأعلى من عمق ستة أمتار مصطحباً أصدقاء جددا في الساعة الثالثة فجراً، يعد أمرا يصعب على المرء أن ينساه.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: