لماذا طالب البنك المركزي البنوك بالتعامل مع الحسابات الراكدة؟

كتبت- منال المصري:

تجري بعض البنوك حاليا عملية تنقية للحسابات الراكدة (غير النشطة) المفتوحة بها بهدف اتخاذ خطوات فعلية بمخاطبة العملاء بإعادة تنشيط حساباتهم مجددا أو إغلاقها طبقا لتعليمات البنك المركزي، بحسب مسؤولين بعدد من البنوك.

وكان البنك المركزي أصدر مطلع الشهر الجاري كتابا دوريا ألزم فيه البنوك ببذل الجهد اللازم لتقليص عدد حسابات العملاء الراكدة (غير المفعلة والمتعامل عليها) سواء حسابات توفير أو جارية، أو محافظ ذكية التي لم يتم إجراء أي من المعاملات التالية عليها: (سحب، أو إيداع، أو تحويل، أو الاستعلام الإلكتروني أو الموثق عن الرصيد) لمدة عام بالنسبة للحسابات الجارية وحسابات الهاتف المحمول، وعامين بالنسبة لحسابات التوفير.

ولا تعتبر المعاملات التي يقوم بها البنك على حسابات العملاء، مثل خصم الرسوم أو إضافة العوائد، من المعاملات التي يتم بموجبها تنشيط الحساب.

وقال مسؤولو البنوك الذين تحدثوا لمصراوي، إن هدف تعليمات المركزي بالتعامل مع الحسابات الراكدة تحديث بيانات العملاء المصرفية، والتأكد من أن أصحاب الحسابات مازالوا على قيد الحياة حيث هناك حسابات مفتوحة وأصحابها ويموت أصحابها دون إخطار أقاربه للبنك التابع له، وهو ما يعرض حساباتهم لسوء التعامل من بعض المستغلين.

وأضافوا أن بعض العملاء لا يتذكرون حساباتهم المفتوحة في البنوك بسبب وجود حسابات تفتح كحساب خادم مرتبط بمنتج معين مثل الحساب الجاري المرتبط بقرض فبعد الانتهاء من سداد القرض يتغاضى العميل عن إغلاق الحساب سواء للسهو أو عدم الاهتمام وبالتالي يظل الحساب مفتوحا ويتم احتساب مصاريف دورية كل 3 شهور.

وأكدوا أن كل بنك سيخاطب عملائه من أصحاب الحسابات الراكدة وبها رصيد لإعادة تنشيطها سواء عبر إجراء أي عملية سحب أو إيداع أو الاستعلام عن رصيدهم، أو سداد عملية مدفوعات عبر الكارت الدبت، أما الحسابات التي ليس بها رصيد سيتم إغلاقها تلقائيا في حال عدم قيام العملاء بإعادة تنشيطها.

وأشاروا إلى أن البنوك ستتعامل على الحسابات قبل دخولها في مرحلة التركيد بـ3 شهور بالاتصال بالعملاء وتنبيهم بإعادة تنشيط حساباتهم قبل تركيدها أو إغلاقها في حال كان الرصيد "صفر".

وقالت هالة حلمي، رئيس المنتجات والشمول المالي في البنك الأهلي المصري، إن البنك أجرى عملية فحص على كافة حسابات العملاء لتنقية الحسابات الراكدة واتخاذ كل الإجراءات اللازمة سواء بالاتصال بالعملاء لإعادة تنشيط حساباتهم أو إغلاقها.

وأشادت حلمي بتعليمات البنك المركزي بالتعامل مع الحسابات الراكدة للمحافظة على حقوق العملاء، وكذلك تحديث بياناتهم الشخصية للتأكد من وجودهم على قيد الحياة، أو إغلاقها في حال وجود رصيد صفر وعدم احتساب أي مصاريف عليها.

وأكدت أن تنقية الحسابات الراكدة تساهم في قياس فعالية الشمول المالي باعتبار الحسابات النشطة هي المقياس الحقيقي.

وأوضحت هالة حلمي أن إعادة تنشيط الحساب الراكد بعد مرور فترة زمنية من عدم التعامل تحتاج من العميل تقديم طلب للبنك لإعادة تفعليه أو إغلاقه حسب رغبة العميل دون تحمله أي أعباء من المصروفات.

أما أصحاب الحسابات التي تقترب من مرحلة الركود يتم تنشيطها بأي طريقة إلكترونية دون معاناة الذهاب للفروع سواء عبر إجراء عملية سحب أو إيداع من ماكينة صراف آلي، أو عبر خدمة الأهلي نت، وفقا لهالة حلمي.

كما يستطيع المصريون العاملون في الخارج تنشيط حساباتهم قبل دخولها في مرحلة الركود عبر الاتصال بالخط الساخن للبنك، أو عبر خدمة الإنترنت البنكي، بحسب حلمي.

وقال وليد ناجي، نائب رئيس البنك العقاري المصري، إن تعليمات البنك المركزي للتعامل على الحسابات الراكدة تساهم في وجود قاعدة بيانات للعملاء محدثة بشكل صحيح، مما يحافظ على حقوق العملاء، وعدم تكبيلهم برسوم ومصروفات دورية.

وأوضح أن البنك العقاري يجري عملية تنقية الحسابات الراكدة طبقا لتوجيهات البنك المركزي ويعمل على مخاطبة العملاء لحثهم على إعادة تنشيطها أو إغلاقها في وصول رصيدها إلى "صفر" بعد ما منح المركزي كافة البنوك 6 شهور لإعادة توفيق أوضاعها.

وقال سامي عبد الصادق، نائب رئيس البنك الزراعي المصري، إن أي بنك يوجد به حسابات راكدة لبعض العملاء ولكن بعد تعليمات البنك المركزي سيتم تنقيتها وحث العملاء على إعادة تنشيطها.

وأضاف أن المركزي يهدف من قرار إعادة تنشيط الحسابات الراكد الحفاظ على حقوق العملاء، وتقليل المصروفات الإدارية عليها في حال وجود رصيد بها أو إغلاقها في حال عدم وجود رصيد.

اقرأ أيضا:

المركزي يصدر قواعد التعامل مع "الحسابات الراكدة" للعملاء بالبنوك