على مدار اليوم الأول من انتخابات الرئاسة، لم نلمح أيا من مندوبي المرشح الرئاسي موسى مصطفى موسى، الذي يحمل رقم 2 في ورقة التصويت، داخل أو خارج اللجان في دائرة الدقي والعجوزة. ما جعل "مصراوي"، يخوض رحلة بحث موثقة بالصوت والصورة عن مندوبي المرشح داخل 12 لجنة بالدائرة نفسها في ثاني أيام الانتخابات الرئاسية.
كانت الهيئة الوطنية للانتخابات، سمحت بشكل رسمي بتواجد مندوبي مرشحي الرئاسة داخل اللجان. ووضعت للمندوب المقبول ضوابط وشروط، هي: أن يكونا من المقيدين بقاعدة بيانات الناخبين، وأن يكون حاملا لتوكيل من المرشح أو وكيله.
"مصراوي" بدأ رحلة البحث من لجنة مدرسة الأورمان النموذجية بنين، الموجودة أسفل كوبري أكتوبر داخل حي الدقي، وهي لجنة ارستقراطية الملامح، بحسب هيئة الناخبين. بدا مستشار اللجنة أيضا أكثر تحفظا، لكنه لم يتحفظ على الإجابة حينما سألناه عما إذا كان هناك مندوبا لأحد المرشحين داخل لجنته، وحينما سألناه عن تبعيته، أجاب بعفوية "هيكون لمين.. للمرشح عبد الفتاح السيسي طبعا". أعدنا عليه السؤال بطريقة أخرى، "طيب جالكم مندوبين للمرشح النافس؟"، عاد المستشار إلى تحفظه مرة ثانية، وأجاب بعبارة مقتضبة: "لأ مافيش".
في الشارع الخلفي، كان هناك لجنتان فرعيتان، داخل مدرسة الجيزة الثانوية، توجهنا إليها. التزم مستشاروها بنفس التحفظ، حتى أنهم، رفضوا التصوير، ولكنهم لم يجدوا حرجا في أن يردوا: "مندوب واحد فقط داخل كل لجنة، وبالطبع ليسا تابعين لموسى مصطفى موسى".
ابتعدنا عن هذا المحيط قليلا، وتوجهنا إلى المتحف الزراعي، الذي يحتضن لجنة واحدة فرعية، ولجنة عامة، تعتبر شبه استراحة للقضاة. لم يتردد المستشار هشام الشريف في نفي وجود مندوبين عن المرشحين من الأساس داخل لجنته، "لم يأتون من الأساس"، لكنه لا يعارض تواجدهم.
يقول المستشار إن دور مندوب داخل اللجان، يراقب العملية الانتخابية، ويعتبر وكيلا عن مرشحه داخل اللجنة، لكل مرشح الحرية في أن يختار إذا كان يمثله مندوب في اللجان أم لا، بحسب قول شريف.
وفي داخل اللجنة الوحيدة بمبنى هيئة المشروعات والتعمير، أشار المستشار عزمي عويس محمد نحو مندوب المرشح عبد الفتاح السيسي قائلا: "فيه مندوب واحد هنا". ينفي عيد علي خليل، وجود أي مندوب غيره، فهو الوحيد الموكل عن المرشح رقم "1" في ورقة الاقتراع، ولم يظهر أي مندوب للمرشح المنافس.
وما إن خرجنا من هيئة المشروعات والتعمير، وعبرنا إلى الشارع المقابل، وجدنا لجنة وزارة الزراعة، يقول مستشارها، إنه لا يوجد سوى مندوبة واحدة داخل اللجنة، وأشار نحو سيدة تتحدث في الهاتف، وما إن سألناه عما إذا مر عليه مندوب للمرشح موسى مصطفى موسى، نفى نفيا قاطعا.
على امتداد الشارع نفسه، توجهنا نحو لجنة معهد بحوث وقاية النباتات، أشارت المستشارة نحو المندوب الوحيد في اللجنة، واستخدمت إجابة النفي "لا"، حينما سألنا إذا ما كان وكيلا عن موسى مصطفى موسى.
كان المندوب سيد عطية، يجلس في سكون، عرف نفسه بأنه مندوب عن حملة المرشح عبد الفتاح السيسي، واكتفى بعبارة "مشوفتش" حينما سألناه عما إذا رأى مندوبا للمرشح المنافس.
ابتعدنا قليلا، واتخذنا طريقا نحو شارع الثورة، وجدنا لجنة وحيدة داخل مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية بنات، كانت رئيستها أيضا مستشارة، رفضت التصوير، لكنها أكدت أن اللجنة لم يتوجه إليها سوى مندوب واحد، للمرشح عبد الفتاح السيسي.
يقول هذا المندوب، الذي يدعى صبحي محمد محمود، إن دوره ينحصر في متابعة سير العملية الانتخابية على مدار الـ3 أيام، وتدوين الملاحظات، وإرسالها للحملة.
يبرر المندوب عدم وجود مندوب آخر لمنافسه، بأنه بالتأكيد لن يقوى على تغطية جميع اللجان، وينفي مرورهم حتى مرور الكرام، قائلا: "لو كانوا جم كانوا اتسجلوا في محاضر اللجنة، بس محصلش".
على امتداد الشارع نفسه، وجدنا لجنتين فرعيتين آخرتين، داخل مدرسة جمال عبد الناصر الإعدادية، جاءت إجابات مستشاريهم مقتضبة: "لأ مافيش"، بينما أضاف أحد مندوبي السيسي تعليقا ساخرا: "أصله فاته القطر".
أخيرا وصلنا لجنة المدارس القومية بالعجوزة، التي ردت مستشارتها باقتضاب وأشارت على أحد الأشخاص، توجهنا نحوه وسألناه عن هويته، أجاب قائلا: "أنا قرني أحمد محمود.. مندوب عن السيد عبد الفتاح السيسي".
تابعونا في تغطية خاصة للانتخابات الرئاسية.. لحظة بلحظة(اضغط هنا)
