إعلان

موسم الانتخابات يفتح باب الرزق للبعض ويغلقه أمام آخرين

11:41 ص الثلاثاء 27 مايو 2014

الانتخابات-الرئاسيه-(1)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (أصوات مصرية):

''أنا معملتش حاجات غير للسيسي.. لأنه هو اللى بيتباع.. والمرة اللى فاتت معملتش غير لمرسي لأنه هو برضو اللى كان بيتباع.. انا مش برشح حد.. أنا مع اللى يبيع أكتر يا أبلة وده ميزعلش حد''، هكذا برر فتحي الشاب العشريني عدم وجود بوسترات أو ميداليات أو أي شئ للمرشح المنافس حمدين صباحي.

يقف فتحي أمام لجنة مدرسة ''السنية الإعدادية للبنات'' بالسيدة زينب ينتظر الناخبين حتى يبيع منتجاته التي يقوم بصناعتها يدويا، ويقوم بتذيلها باسمه، حتى يتعرف عليه الزبائن كلما أرادوا شراء أعلام أو شارات.

''متسألنيش ببيع أكتر أمتي.. لأن الرزق ده بتاع ربنا.. لكن أنا بستني ماتشات الكورة.. وبعمل لها الحاجات اللي بيحبها المشجعين.. وفي الصيف بطلع مارينا واسكندرية.. أنا خريج تجارة أصلاً.. بس اعمل ايه''، لا يعرف الرزق طريقه لهؤلاء إلا وفق مواسم، تتحكم فيها الموجة السائدة التي تضمن لهم مبيعات أعلي، ولا تتحكم فيها أهوائه الشخصية.

تحت الطاولة التي يفرش عليها بضائعه، وضع فتحي علب طلاء تنتظر الأطفال الذين يصحبهم أهلهم خلال عمليات التصويت، ليرسم على وجوههم علم مصر. يقول إن هذا النوع من نشاطه يكون أكثر رواجا في ميدان التحرير عندما تكون هناك أجواء احتفالية أكثر تشجيعاً لرسمها.

الفوفوزيلا بدل السياحة

''أنا كنت بشتغل في مطعم سياحي.. لكن بقالي 3 سنين بقلب رزقي في أي حاجة.. وكل موسم وليه طلباته.. ودلوقتي الناس هتبقي عايزة الفوفوزيلا عشان ترقص وتغني وتحتفل''، يري محمود وهو في منتصف الثلاثينات أن الانتخابات الرئاسية قد تزيد من فرص عودته للعمل في السياحة.

تأثرت نسبة البيع مؤخراً رغم فرحة الناس والاحتفالات المستمرة، هكذا يصف محمود مبيعاته في الآونة الأخيرة، ''أهو بننزل علي أمل أن الناس تشتري.. لكن تقريباً الناس بطلت تنزل.. لأن السوق نايم أوي.. بس أنا هطلع بالموتوسيكل علي التحرير عشان أبيع هناك.. معدش في حاجة مضمونة الأيام دي.. وادعي لي الموتوسيكل يبقي عربية.''

تأثير سلبي علي الكسكسي

في شارع ضيق بالسيدة زينب، تعلو أصوات الأغاني الوطنية، بينما تفوح رائحة السكر من عربة الكسكسي التي تقف في منتصف الشارع، ويضع صاحبها لافتة مكتوب عليها ''كسكسي الراوي بالبخار''، حتى يطمأن زبائنه إلي أنه لا يستخدم المواد البترولية في إعداد الكسكسي، والتي تنتج عنها روائح كريهة وتطغي علي رائحة السكر الحلوة.

''الانتخابات بتيجي من هنا.. والناس بتبطل تاكل كسكسي زي كل يوم.. لأن الشرطة بتقفل الشارع ومحدش بيدخل ولا بيطلع.. أنما أنا في العادي بابيع أكتر.. لكن نعمل ايه.. كله عشان مصر يهون''، بابتسامة بشوشة يحكي عم محمد عن عربة الكسكسي.

غزل بنات يهزم التراحيل

تلمع الأكياس البيضاء المنفوخة تحت أشعة الشمس، وبداخلها قطعة هشة صغيرة من غزل البنات كله باللون ''البمبي''، بينما يرتمي اطفال لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر علي العشب في قلب ميدان التحرير، يمرحون تارة، ويثيرون الشغب تارة أخري، في انتظار إلحاح الأطفال علي أبائهم لشراء كيس غزل بنات.

''دي مش شغلتنا أصلا.. احنا جينا من أسيوط وعايشين في بولاق.. وبنشتغل عمال تراحيل وفي البناء.. لكن النهارده نزلنا رمسيس.. ولقينا أن في انتخابات وكدة.. قلنا بدل ما نستني حد يجي يطلب مننا حاجة نعملها.. ننزل نبيع حاجة في التحرير هتخلينا نكسب أكتر.. لكن للحق أكتر وقت بنكسب فيه هو في رمضان.. الناس بليل بتشتري غزل البنات اكتر.. عشان كدة طول الشهر ده مش بنشتغل غير في ده''، بنبرة لا تخلو من الهزل والثقة يروي أحمد الذي يبدو أنه أكبر واحد في مجموعة تضم صبية يحملون اعمدة غزل البنات.

''صورينا يا أبلة وأحنا واقفين سوا.. وخدي كيس غزل بنات بجنية''، يدفعه صديقه إسلام ويعرض كيس أخر بنصف جنية، وبالرغم من هيئتهما التي قد تتسبب في إفزاع من حولهم، حيث الصوت العالي والتحرش بالمارة، إلا أنهم في النهاية أطفال، يحملون غزل البنات في المواسم.

الورد مش للمصريين

''الفل للحلوين.. يا حلوة'' يغازل عم شعبان الراجل الخمسيني البنات ومن بصحبتهن من شباب برقة وحشمة ليبيع لهن الورد في الشارع، لم يجد من يستوقفه لشراء عقد واحد، الأمر الذي دفعه بالتوجه لميدان التحرير علي امل أن تنتعش حالة البيع في غمرة البهجة والفرحة بالاستحقاق الرئاسي.

''المصريين مش بيشتروا ورد اليومين دول.. يعني مش لاقين ياكلوا تفتكري كام واحد

هياخد ورد بدل ما ياكل.. أنا كنت بشتغل أكتر لما كانت السياحة كويسة.. ومش أي سياحة.. السياح العرب بيحبوا الورد أوي.. أنا بدعي ربنا أن الرئيس اللي يجي.. يرجع لنا العرب تاني عشان يشتروا الورد.. ولغاية ما ده يحصل أنا بستني الأوقات اللي الناس بتبقي فرحانة ومستعدة تشتري وردة وبنزل التحرير وكوبري قصر النيل عشان الناس بتتجمع هناك في اوقات زي دي''.

هكذا يروي عم شعبان قصته مع الاسترزاق من الفل، التي ربما لا يتحكم فيها الموسم بصورة كبيرة، إلا أنه يعتمد أكثر علي المناسبات التي تدفع المصريين للتجمع في ميدان التحرير في أجواء احتفالية.

 

لمعرفة مكان لجنتك الانتخابية اضغط هنا

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: