إعلان

الجامعة الأمريكية بالقاهرة تستعرض التغيير المحتمل في النظام العالمي بعد "كورونا"

08:35 م الخميس 07 مايو 2020

الجامعة الأمريكية بالقاهرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد عبدالمنعم:

عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أمس ثاني حلقة نقاش للإعلاميين عبر الإنترنت، تحت عنوان: "النظام العالمي: ماذا تغير بعد جائحة كورونا؟".

تحدث في اللقاء الدكتور إبراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة، مدير مركز دراسات الهجرة واللاجئين بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور بهجت قرني، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، مؤسس ومدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

تناول النقاش التغيير المحتمل على النظام العالمي بعد جائحة الكورونا والتأثير الجيو سياسي للوباء إقليميا ودوليا، وتطرق إلى الحديث عن الوضع الراهن والتغيير الملحوظ في شكل وطبيعة العلاقات بين الدول، بعد أن شهد العالم تغيرات كثيرة في الشهور القليلة الماضية على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، وأثير في الفترة الأخيرة الحديث حول بناء نظام عالمي جديد بعد جائحة كورونا.

وقال الدكتور بهجت قرني، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إنه لا يمكن إيقاف العولمة، متابعا: "يوجد تساؤلات عن ضرر الاعتماد المتبادل المطلق، وعدم قدرة بعض الدول على الحصول على بعض المواد وبالأخص في النواحي الطبية، والنقطة الثانية والتي يتفق عليها الجميع هي عودة مفهوم الدولة الوطنية وبقوة وذلك لأن الدولة أثبتت وجودها بقرارات محورية من غلق وفتح الحدود، والعزل الاجتماعي والحجر الصحي، واستخدام التكنولوجيا في السيطرة على المجتمع والأفراد.

وأشار إلى أن الحديث الآن عالميًا هو عن وجود حالة طارئة وأننا بحاجة إلى وجود الدولة بهذه القوة، موضحا أن حالة الدولة الوطنية المسيطرة ستمتد إلى ما بعد الحالة الطارئة.

وعن شكل الصراعات عالميًا وفي المنطقة، يرى الدكتور بهجت قرني، أن الصراعات لن تتوقف، مضيفا "سيستمر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتستمر المشاكل سواء في اليمن أو سوريا، وستستمر الحرب الباردة بين الصين وأمريكا، بل بالعكس رأينا كيف حاول الرئيس الأمريكي ترامب توظيف ذلك الخلاف بين الدولتين في أزمة الكورونا والذي بدأ منذ فرضه لقيود كبيرة على الواردات من الصين."

وأضاف "قرني": "الخلاف حاليا بين الصين وأمريكا هو خلاف اقتصادي، والصراع هنا يدور حول من سيقود العالم، ففي القرن الـ19 كانت السيطرة لأوروبا، وفي القرن الـ20 كانت السيطرة أمريكية، وسيتغير ذلك لتصبح السيطرة أسيوية في القرن الـ21.

وعن تأثير انخفاض أسعار النفط وتأثير جائحة الكورونا على دول العالم، قال الدكتور بهجت قرني": "تعتمد التداعيات على الظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل دولة، وهنا يتحدث البعض عن نهاية عصر النفط وذلك بعد تراجع أسعار النفط والتسبب في خسارة إيرادات وصادرات نفطية لدول الخليج، وبما أن معظم دول الخليج تعتمد 70 أو 80 ٪ من صادراتها على النفط، فإن أي انخفاض في السعر أو الكمية يؤثر عليها وانعكس ذلك على تغيير وكالة موديز للنظرة المستقبلية للديون السعودية للسالب بسبب انخفاض سعر النفط، كما وصل عجز ميزانيتها إلي 10 ٪."

وأضاف "قرني"، أن 12٪ من الدخل القومي المصري اعتمد على العائدات من الخليج كما تعتمد دول مثل الأردن ولبنان أيضا على العائدات. وبعد تخفيض بعض دول الخليج لمرتبات العاملين، من المتوقع أيضا زيادة نسب البطالة وعودة الكثير من العاملين لبلادهم. قائلا: "لذا يجب أن نخطط من الأن لمواجهة هذا الوضع. فالتخطيط الصحيح هو الأساس لمواجهة المشكلات الناجمة عن جائحة الكورونا."

وقال الدكتور ابراهيم عوض، أستاذ السياسات العامة، إن الوقت لا يزال مبكرًا للغاية للتنبؤ بالنظام الدولي الجديد، والبعض يقول إننا سنشهد تراجع للعولمة وتعزيز للدولة الوطنية وعودة لمفهوم السيادة القديم والبالي، والبعض الأخر يرى أنه لا بديل عن التعاون الدولي في مواجهة وباء عالمي، ولكن لا رجعة شاملة في العولمة ولكن يمكن إعادة النظر في شكل العولمة وحوكمتها."

وأوضح عوض، أن الولايات المتحدة غير قادرة وغير راغبة في قيادة الوضع الدولي وتحمل تكاليف تلك القيادة، وفي نفس الوقت الصين لا تستطيع قيادة العالم، متابعا "نحن الآن في وضع جديد تمامًا، حيث لا توجد قوة مهيمنة شاملة، ولكن توجد منافسة ذات طابع اقتصادي وليست ذات طابع عسكري مثلما كان الوضع مع الاتحاد السوفيتي، والكثير يقول أن أوروبا غير مهتمة بالدخول في حرب باردة مع الصين، فالدول الأوروبية لن تنساق بسهولة للصراعات ليس حبا في الصين ولكن لأن لديها مصالح".

أما عن وضع اللاجئين، يقول "عوض": "يوجد رفض لاستقبال اللاجئين في الدول الأوروبية، ولابد أن يؤخذ في الاعتبار أن الوباء لا يميز بين مواطنين ومهاجرين، لذا لابد من التشاور بين الدول والمنظمات الدولية والمانحين لمناقشة حقوقهم.

وأوضح:" نحن نحارب وباء يهاجم البشر جميعا وليس مواطنين ولذلك لابد من التضامن بين البشر، ونجد أن هناك نقصا في عدد الأطباء في الدول المتقدمة، وكثير من اللاجئين والمهاجرين ممن لم تكن تمنح لهم فرص عمل، منحت لهم تلك الفرص الأن في القطاع الصحي، وهذا يوضح الفرص الهائلة التي من الممكن أن تضيعها تلك الدول من جراء عدم استقبال اللاجئين."

وقال "عوض"، إن المطلوب الآن هو مواجهة الظرف الجديد وإعادة ترتيب الأولويات، من حيث إعطاء الصحة العامة ما تستحقه من اهتمام، والتركيز على حل مشكلات الإسكان وقطاع العمالة غير المنتظم." أن هذا الوباء يمكن أن يؤدي إلى تغيير أولوية السياسات وخاصة بعد ما أظهر الوباء عدم قدرة الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة على التعامل مع الأزمة.

وأشار "عوض" أيضا في حديثه أن جائحة الكورونا أظهرت عورات النظام الاقتصادي والاجتماعي،: "يري الكثيرون الآن أن الكورونا لم تنتج مشكلات جديدة بل كشف عن مشكلات موجودة بالفعل."

فيديو قد يعجبك: