إعلان

"خريجي الأزهر" تفند شبهات المتطرفين فى ورشة عمل لأئمة الصومال

10:08 م الخميس 15 أكتوبر 2020

خلال ورشة العمل التفاعلية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود مصطفى:

أكد الدكتور الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، المستشار العلمى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، أن النسبة الأكثر انخراطاً وتأثراً بفكر الجماعات المتطرفة هم الشباب، حيث يتبع أصحاب هذا المنهج أسلوب التأثير بالخطاب الدينى، لشحذ همم الشباب، بتشويه الأوضاع القائمة المعاصرة ودفن المحاسن وتصيد المساؤي والأخطاء، ومن ثم إباحة القتل والسرقة واستباحة الأعراض، وتكفير الحاكم ومن يتبعه، ورفض جميع القوانين الوضعية، فيصبح الجهاد عندهم بأساليبه المختلفة هو طريق الخلاص لإزاحة الكفر، مستدلين بالآية الكريمة " ومن لم يحكم بما أنزل الله" دون إدراك لقواعد الفهم الصحيح للنصوص الشرعية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل تفاعلية عقدتها اليوم المنظمة العالمية لخريجى الأزهر بمقرها الرئيسي بالقاهرة عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، لأئمة وأعضاء المنظمة بفرع جنوب الصومال تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر، حول مناقشة شبهات الجماعات التكفيرية والإرهابية وكيفية الرد عليها.

وأوضح دكتور الهدهد خلال الورشة، أن فكر هذه الجماعات لم يكن وليد عصرنا هذا، بل بدأ ظهوره عام 36 هجريًا، بظهور فرقة الخوارج فى عهد الإمام على بن ابي طالب، ومحاولتهم للخروج على الحكام والأئمة بفرضية أنهم ظالمين وفاسقين، فمنذ ذلك العصر وهؤلاء الفئة اتبعت الهوى والغلظة فى الدين، وتناسوا التأويل فى النص ومراعاة الضوابط الشرعية فى فهم النصوص.

وأشار الهدهد إلى أن تجنيد تلك الجماعات للأطفال، يدل على ضعف معتقدهم وفشله أيضا، فهم يستغلون براءة وحماس الأطفال لشحذهم لأداء مهام الكبار فى نصرة الدين بمفهومهم الخاطئ ، فيُعلمون الطفل كيفية حمل السلاح والتدريب على القتال، ومحاربة أعداء الإسلام، فأطفال فى عمر الزهور، يقتلون أنفسهم ويقتلون الغير بيد هؤلاء الجماعات، وهم لم يكلفوا شرعاً بذلك، فتلك الجماعات ذنبها كبير ومركب حيال هؤلاء الأطفال.

وتطرق الهدهد إلى شرح عده آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، اختذلها المتطرفون فى فهم ضعيف وغير منصف، متجاهلين الجانب التطبيقى فى الشريعة، ومراعاة حال التنزيل، والواقع المعاصر، وسياق اللغة العربية، واستخدموها لتبرير أفعالهم الإجرامية، ومنها حديث " أمرت أن أقاتل الناس ... " ، وحديث " من بدل دينه فاقتلوه" موضحًا سياقات تلك الأحاديث، وتوضيح الفهم الصحيح، دون الخروج عن الدائرة التى قصدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل وبيان رحمة الإسلام فيهما وحقنه للدماء والتأكيد على أن الإسلام دين يُعرض ويبلغ عنه، ولا يُفرض على أحد.

ودار نقاش بين أئمة الصومال المشاركين بالورشة ودكتور الهدهد حول كيفية مواجهة فكر تلك الجماعات المتطرفة في بلادهم، فأجاب مستشار المنظمة أن هذا الفكر يتصدى له أئمة وشيوخ وعلماء الأزهر متبنى منهج محاربة الفكر بالفكر، وتوسيع قاعدة الفهم الصحيح للشرع، وهذا ما تسعى إليه المنظمة بعقد تلك الورش والدورات التدريبية لأئمة العالم الإسلامي، لتوضيح الفكر الصحيح للدين، والوقوف بالرصد والتفنيد لأفكار تلك الجماعات الهدامة المستترة وراء الدين، لتحقيق أطماعهم الدنيوية.

وطالب الهدهد، الأئمة بدورهم أئمة وأعضاء بالمنظمة، بمواكبة العصر الذى نعيش فيه باستخدام دوائر ووسائل التواصل الاجتماعى، لمحاربة هذا الفكر الظلامى، فتلك الجماعات انتشرت واستفحل خطرها باستخدام تلك الوسائل ،حتى أصبح لهم قواعد الكترونية عريضة، تساعد على بث تلك الأفكار السامة لعقول الشباب المسلم، ناصحًا إياهم بأن يسيروا على نهج الأزهر الشريف الوسطى ومنهج الأشاعرة، الذى يدحض تلك الأفكار المتطرفة ويسعى لترسيخ قيم السلام والمحبة والمؤاخاة وينبذ العنف والتطرف والغلو فى الدين

فيديو قد يعجبك: