الأول على "الثانوية الأزهرية" أدبي: "عملت اللى عليا.. وفرحة أبويا وأمي بالدنيا"

كتبت - إشراق احمد:

ما إن انقضت صلاة العصر اليوم، حتى جلس محمد السيد خليل يقرأ ما تيسر من القرآن، ليس في باله شيء سوى الدعاء بأن تأتي نتيجته في الثانوية الأزهرية بإدخال الفرحة على والديه، لم يمضِ وقتًا طويلاً ليجد والده مهرولاً إليه داخل المسجد، مخبرًا إياه "شيخ الأزهر كلمنا أنت الأول على أدبي يا محمد".

كان شيخ الأزهر هنأ عبر اتصال هاتفي أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية التي اعتمدها قبل ساعات. بمجموع 626 ونسبة 99.37% جاء محمد في الترتيب الأول/ شعبة أدبي.

رغم المقدمات المبشرة كونه من الأوائل، بداية من حصول معهده الأزهري "كفر الخوازم" قبل شهرين على المركز الأول جمهورياً في أوائل الطلبة، مرورًا باتصال مدير المعهد به منتصف الليل أمس يطلب منه رقم هاتفه المحمول، وحينما تساءل عن السبب أخبره معلمه "عشان حاجة في المعهد"، نهاية ببشارة جاره بينما يجلس في المسجد "أنت هتبقى الأول"، لكن محمد خشي أن تتملك الثقة من نفسه كما يقول لمصراوي "قلت أعمل اللي عليا ومفكرش في حاجة وكل اللي يجيبه ربنا كويس".

سار محمد على نهج والده في التحاقه بالتعليم الأزهري "والدي موجه لغة إنجليزية في إدارة نبروه"، وُضعت الآمال على أصغر الأبناء في إتمام الثانوية الأزهرية، إذ أن شقيقته الكبرى أتمت دراستها في معهد التمريض. لم يواجه محمد من أسرته أي كلمات تشعره بالضغط "كنت بذاكر وأراجع أول بأول"، فقط حفظ الطالب كلمات والده عن ظهر قلب "اجتهد في كل مادة وسيبها على الله"، وأما الدروس الخاصة فاعتماده عليها لم يكن وحيدًا لمذاكرة مواده البالغ عددها نحو 15 مادة "كنت بشوف كل حاجة في الكتب وعلى النت وأتابع مع المدرسين".

بمجرد أن ذاع خبر حصول محمد على الترتيب الأول / أدبي في الثانوية الأزهرية، عمت الفرحة أرجاء منزل آل السيد خليل في قرية منشأة البدوي - مركز طلخا في الدقهلية، توالت الاتصالات وتوافد المهنئين. لم يخطط محمد لما يريد "بعيش اللحظة بلحظتها"، حتى أنه دخل الشعبة الأدبية لهذا السبب، وينتظر استشارة المقربين في التحاقه بالكلية المناسبة لسوق العمل كما يقول، فطيلة العام لم يعبأ إلا لأمر واحد شعر أنه بلغه مع مكالمة شيخ الأزهر لأبيه "كنت عايز أشوف أبويا وأمي فرحانين دي عندي بالدنيا كلها".