إعلان

سياسة "أمريكا أولًا" تواجه اختبارًا جديدًا خلال قمة العشرين المقبلة

10:07 ص الأربعاء 05 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (د ب أ):
لن يقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جديدا خلال قمة مجموعة العشرين إذا لم يبد انفتاحا بشأن تعهداته السابقة بتبني موقف مغاير على المسرح العالمي ، حيث يرفع حاليا شعار "أمريكا أولا" ويقلل من قيمة العلاقات متعددة الأطراف المستقرة منذ سنوات طويلة.

لكن السؤال الذي مازال مطروحا بقوة، هو كيف سيستقبل قادة العالم هذه السياسة الأمريكية الجديدة للرئيس ترامب؟ لذلك يمكن القول إن ترامب وسياسته سيواجهان اختبارا جديدا عندما يلتقي الرجل بنظرائه من قادة دول العالم في قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورج بنهاية الأسبوع الحالي.

يستهدف ترامب الذي سيسافر إلى العاصمة البولندية وارسو قبل التوجه إلى ألمانيا للمشاركة في قمة العشرين أن "يروج للرخاء الأمريكي وحماية المصالح الأمريكية وتقديم الريادة الأمريكية" بحسب مستشاره للأمن القومي إتش.آر ماكمستر.

من ناحيتها أرسلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تستضيف القمة عدة إشارات متباينة قبل انطلاق الاجتماعات، حيث قالت إن الدول الأعضاء في مجموعة العشرين لن تسعى إلى فرض عزلة على ترامب بسبب قراره انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس الدولي لمكافحة ظاهرة التغير المناخي، وإنما إلى تأكيد أهمية المناخ والتجارة الحرة في مواجهة تنامي النزعة الحمائية في العالم.

وقالت ميركل "الولايات المتحدة جزء مهم من مجموعة العشرين وستكون محل ترحيب (في ألمانيا) رغم كل اختلافات الآراء".

ويقول "ماثيو جودمان" الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إنه في ظل هذه الاختلافات، تصبح هناك احتمالات قوية "لوقوع صدامات عابرة" حول قضايا التجارة أو التغير المناخي.

أما "كونستانز ستيلزنموللر" من معهد بروكنجز للدراسات السياسية والاستراتيجية فيتوقع "مزيجا من العناق والحذر" عندما يلتقي قادة مجموعة العشرين، لكنه أشار إلى أنه "ليس في مصلحة أحد في هذه المرحلة أن يتحول الأمر إلى مواجهة كاملة ومباشرة بشأن التغير المناخي أو التجارة" العالمية.

وكان في مقدمة قرارات ترامب بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ. كما تستعد إدارته لإعادة التفاوض قريبا بشأن اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك المعروفة باسم اتفاقية نافتا التي مر على دخولها حيز التطبيق نحو عقدين من الزمان. وكل من كندا والمكسيك أعضاء في مجموعة العشرين.
ويعرب ترامب عن رغبته في عقد اتفاقيات ثنائية بين الولايات المتحدة ومختلف بلدان العالم، والتخلي عن الاتفاقيات متعددة الأطراف. كما أكد رغبته في الخروج على الإجماع الدولي حول موضوعات مثل اتفاق باريس بشأن المناخ. ويقال إن الضغوط التي تعرض لها ترامب أثناء قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى التي شارك فيها في وقت سابق من العام الحالي كانت وراء تأجيله إعلان الانسحاب من اتفاق باريس.

يقول "ماكمستر" إن هدف ترامب في قمة هامبورج "سيكون الإعلان الواضح حتى لحلفائنا بأن الولايات المتحدة لن تستطيع التسامح مع الممارسات التجارية والاقتصادية غير العادلة التي تضر عمالنا وصناعاتنا".

وخلال اجتماعات وزراء مالية مجموعة العشرين في آذار/مارس الماضي اضطر الوزراء إلى التخلي عن الموقف التقليدي الداعم للتجارة الحرة والرافض للإجراءات الحمائية، في ظل خلافاتهم مع وزير الخزانة الأمريكي ستيفن مونشن.

وفي البيان الختامي للاجتماع الوزاري، قال الوزراء إنهم اتفقوا فقط على "العمل على تعزيز مساهمة التجارة في اقتصاداتنا" وتخلوا عن الموقف الدائم لهم الذي يؤكد أهمية التجارة الحرة وفتح الأسواق العالمية في البيان.

وأشار "كلاود بارفيلد" من معهد "أمريكان إنتربرايز إنستيتيوت" الأمريكي للأبحاث إلى أن هذا الموقف الأمريكي خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين قبل شهور، أظهر "أن إدارة ترامب أكدت أنها لن تتوانى عن تحطيم الثوابت على الصعيد الاقتصادي الدولي إلى جانب إعادة هيكلة السياسة الأمريكية التقليدية بشأن تحرير التجارة".

يستهدف ترامب تحقيق قفزة في اقتصاد العالم في ظل النمو الهزيل المستمرة منذ الأزمة المالية العالمية التي تفجرت في الولايات المتحدة في خريف 2008، لكنه مهموم أيضا بالاختلالات العالمية في مجالات مثل إنتاج الصلب، بحسب "جاري كون" كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب، الذي أشار إلى رغبة الولايات المتحدة في البقاء كجزء من التجارة العالمية لكنها تصر على أن تكون هذه التجارة "حرة وعادلة".

وقال "كون" "نحن نطالب اقتصادات مجموعة العشرين بالانضمام إلى هذا الجهد واتخاذ خطوات ملموسة لحل هذه المشكلات. لكن دعونا نكون واضحين: سنتصرف بما يضمن العدالة للجميع" فيما يتعلق بالتجارة العالمية.

كما سيواجه "ترامب" أثناء وجوده في هامبورج العديد الأسئلة في أعقاب الخلافات التي ظهرت في اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في مايو الماضي، عن التزامه تحاه حلفائه الأوروبيين بشكل واسع وتجاه حلف الناتو بشكل خاص. ويأمل مساعدو ترامب أن تتم الإجابة على هذه الأسئلة بطريقة مريحة أثناء وجوده في بولندا قبل الوصول إلى ألمانيا.

يقول "جيف راتكه" الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن السؤال الأكبر هو، هل سيصلح ترامب ما سببه من أضرار أثناء وجوده في أوروبا في مايو الماضي أم أن هذه الأضرار ستتضاعف؟"

يقول "ماكمستر" إن خطاب ترامب سيعرض الرؤية المستقبلية للعلاقة بين أمريكا وأوروبا وما تعنيه هذه العلاقات بالنسبة لأمن ورخاء الولايات المتحدة، دون أن يشير إلى ما إذا كان ترامب سيلتزم صراحة بالدفاع المشترك كما رفض ذلك من قبل في بروكسل.
في الوقت نفسه، فإن الكثير من القادة المشاركين في قمة مجموعة العشرين، بما في ذلك زعيمة ألمانيا سيواجهون صداما محتملا مع شعوبهم نتيجة تدهور شعبية ترامب في تلك الدول. وأشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأسبوع الماضي إلى أن 74% من السكان في 37 دولة ليس لديهم الثقة في أن يتصرف ترامب بالطريقة السليمة على الصعيد العالمي.

فيديو قد يعجبك: