إعلان

مسؤولون: إجراءات عقابية جديدة ضد قطر و"احتمالية تدخل عسكري محدود"

04:30 م الثلاثاء 06 يونيو 2017

امير قطر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

قال مسؤولان مصريان واخر خليجي إن مصر والسعودية والإمارات تجهز لحزمة إجراءات عقابية أخرى ضد قطر، ما لم يردع قطع العلاقات والإجراءات الأخرى التي اتخذتها الدول الثلاث بالإضافة إلى البحرين، الدوحة. ولم يستبعد مسؤول خليجي إمكانية "تدخل عسكري محدود ما لم تعود الدوحة إلى رشدها."

وأعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين واليمن قطع العلاقات مع قطر، وإغلاق كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية مع الدولة الصغيرة على الخليج العربي. ولحقت ليبيا ممثلة في الحكومة الليبية القائمة في شرق البلاد، وجزر المالديف بالركب.

جاء قرار قطع العلاقات صبحية لقاء بين وزير الخارجية سامح شكري ونظيره السعودي عادل الجبير في القاهرة، ولقاء اخر بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في جدة.

وعللت تلك الدول قرارها بدعم قطر "للإرهاب والجماعات المتطرفة والتدخل في الشؤون الداخلية لها"، وهو ما تنفيه الدوحة.

أعربت وزارة الخارجية القطرية عن الأسف لقرار قطع العلاقات الدبلوماسية معها. وقالت الوزارة إن "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة".

عقوبات جديدة

وقال مسؤول مصري في وزارة الخارجية إن الاتصالات جارية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين لإعلان حزمة إجراءات عقابية جديدة تشدد من عزلة قطر، وتسعى لمقاضاتها و"فضح ممارستها الداعمة للإرهاب والجماعات الإرهابية" أمام المجتمع الدولي وفي الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأضاف المسؤول المطلع على ملف العلاقات المصرية الخليجية في الوزارة إن القاهرة والرياض وأبوظبي "كانت تأمل حتى اللحظة الأخيرة أن تعدل قطر من نهج سياستها، وتوقف دعمها للجماعات المتطرفة وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية، إلا أن استجابة الدوحة كانت دون المستوى المأمول."

وقال "لم يكن أمامنا سوى اتخاذ ذلك القرار." تحدث المسؤول شريطة عدم كشف هويته لأنه هناك تعليمات مشددة بعدم الحديث خارج البيانات والتصريحات الرسمية بشأن الأزمة مع قطر.

وقال مسؤول في إحدى السفارات العربية بالقاهرة إن الدوحة "باتت تشكل خطرا على الأمن الإقليمي وأمن دول الخليج."

يشار إلى أن قطع العلاقات جاء بعد فشل وساطة كويتية لنزع فتيل الأزمة التي تفجرت في أعقاب بث وكالة الأنباء القطرية (قنا) تصريحات لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد دعا فيها إلى علاقات طبيعية مع إيران العدو اللدود للسعودية، وتحدث فيها عن أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب مؤقتة.

ونفت قطر التصريحات وقالت إن وكالتها الرسمية تعرضت لاختراق، إلا أن وسائل إعلام سعودية وإماراتية لفتت إلى أن التصريحات حتى وإن كانت الوكالة اخترقت بالفعل كما تزعم الدوحة، فإنها تعبر عن السياسة القطرية المتبعة منذ منتصف تسعينات القرن الماضي.

"تدخل عسكري محتمل"

وأوضح المسؤول الخليجي شريطة عدم كشف هويته لأنه غير مخول الحديث للصحافة، أن الملك سلمان بن عبد العزيز هدأ من التوترات مع قطر عقب توليه الحكم بعد وفاة أخيه الملك عبد الله بن عبد العزيز في يناير 2015، على أمل أن تستجيب القيادة القطرية لخرجات الاتفاق الذي أنهى أزمة سحب السفراء في 2014.

"لكن الدوحة رأت أن تمضي فيما كانت ماضية فيه بدعمها الإرهاب وشق الصف الوطني السعودي."

وأشار المسؤول إلى تغطيات قناة الجزيرة "لأعمال الشغب والإرهاب" في المنطقة الشرقية بالسعودية وفي البحرين والتي تصفها ب"الاحتجاجات السلمية على عكس الحقيقة وكذا دعمها للحوثيين الأمر الذي يهدد الأمن القومي للمملكة."

وقال المسؤول الخليجي إن "السعودية مستعدة للوصول إلى أبعد مدى في الدفاع عن وحدتها وأراضيها."

كان ذلك ردا على سؤال عن احتمالية التدخل العسكري في قطر في ضوء الأزمة الأخيرة. غير أن المسؤول المصري استبعد اللجوء للتدخل العسكري ورجح استنفاد كافة السبل من بينها اللجوء إلى المحاكم الدولية و"فضح" قطر أمام المجتمع الدولي.

لماذا الآن؟

وردا على سؤال لماذا اتخذت مصر ذلك القرار الآن رغم أن هناك أصوات تنادي بقطع العلاقات مع قطر منذ 2013، قال مسؤول مصري اخر في مجلس الوزراء إن القاهرة كانت تنتظر في بادئ الأمر بعد الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين أن تعيد الدوحة حساباتها وتقنع بأن الشعب هو الذي لفظ الإخوان وأن تكف عن دعمهم سياسيا وماليا بعد ثبوت تورطهم في أعمال عنف وإرهاب.

وأضاف أن القاهرة أيضا كانت تأمل في أن تتمكن الدول العربية على رأسها السعودية من أن تؤثر على قطر لتكف عن التدخل في الشأن المصري وتوقف دعمها للجماعات المتطرفة في مصر وفي ليبيا التي تنطلق مها الكثير من الهجمات الإرهابية في مصر.

نقطة أخرى اتفق فيها المسؤولان المصريان متعلقة بتوقيت اتخاذ القرار والذي أظهر مصر وكأنها تابع للدول العربية خاصة السعودية بعد أن كانت "الشقيقة الكبرى" وهو الحديث الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الاثنين، هي أن القاهرة "رغبت في أن يكون القرار جماعي لذا انتظرت حتى تتضح الصورة أكثر لدى الأشقاء في الخليج وتكون الخطوة مجتمعة حتى تحدث التأثير والردع المطلوب."

وقال أحد المسؤولين إن مصر لو كانت قررت قطع العلاقات وحدها مع قطر لما كان لقرارها تأثيرا يذكر خاصة وأن نطاق الحركة الذي تتمتع به مصر محدود التأثير بالنظر إلى أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت قريبة من قطر وعلى خلاف واضح مع الحكومة المصرية.

"لا اعتراضات أمريكية"

وقال المسؤولون الثلاثة إن العواصم العربية أطلعت واشنطن وموسكو وبعض العواصم الغربية الأخرى بقطع العلاقات "لم نأخذ اذن أحد".

وقال مسؤول مصري إن القاهرة اشتكت مرارا طوال السنوات الماضية من ممارسات قطر وقدمت ملفات عديدة للإدارة الأمريكية السابقة والحكومات الغربية التي كانت توفر دعما معنويا للحكومة القطرية.

وقال "في الأزمة الليبية، حذرنا مرارا مما تقوم به قطر وتركيا من دعم لجماعات منضوية تحت راية تنظيمي القاعدة وداعش لكن أحدا لم يستمع حتى ضرب الإرهاب عقر دارهم." في إشارة إلى تفجير مانشستر الذي قتل في 22 شخصا قبل نحو أسبوعين.

أما المسؤول الخليجي فقال "لم تكن هناك أية اعتراضات من واشنطن على الإجراء لعلم الإدارة الأمريكية بما تقوم به قطر من دعم واضح للجماعات المتطرفة والإرهابية."

وأضاف "لا ننسى أن الإخوان مصنفة جماعة إرهابية لدى العديد من الدول وتحتضنها قطر وكذلك حماس المصنفة جماعة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي."

وقال إن هناك اتصالات جارية الآن مع دول أخرى لفرض مزيد من الحصار على قطر.

اقرأ أيضا:

الخلاف بين قطر والدول الخليجية ودول أخرى بين المعلن والمخفي

العلاقات القطرية - السعودية: تاريخ حافل بالخلافات والتوترات

فيديو قد يعجبك: