إعلان

العلاقات القطرية - السعودية: تاريخ حافل بالخلافات والتوترات

04:20 م الثلاثاء 06 يونيو 2017

لقطر حدود برية مع السعودية فقط في الوقت الحالي

لندن (بي بي سي)

رغم أن الأزمة الحالية التي تمر بها العلاقات بين قطر والسعودية وعدد من الدول العربية تتمحور حول قضيتين مستجدتين إلى حد ما وهما الموقف من الجماعات الإسلامية ومن إيران لكن الخلاف بين الرياض والدوحة عمره عدة عقود.

فمنذ الخمسينيات من القرن الماضي وحتى قبل بدء ما يعرف بربيع الثورات العربية كانت السعودية من أشد داعمي الجماعات الإسلامية السنية بكافة أطيافها واستعملتهم لتعزيز مواقعها في صراعاتها مع منافسيها الإقليميين وضد الأحزاب اليسارية وحتى ضد الاتحاد السوفييتي السابق.

ففي الخمسينيات من القرن الماضي استضافت السعودية عدداً من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المصرية إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أنها لم تسمح للجماعة بالعمل أو النشاط في المملكة كونها جماعة سياسية بالدرجة الأولى، بخلاف السلفيين الذين تدعمهم السعودية والذين يناهضون الخروج على الحاكم ولا يؤيدون فكرة تشكيل أحزاب اسلامية.

وعندما انتقدت الجماعة التأييد السعودي لحرب الخليج الثانية واستضافتها القوات الأمريكية بهدف إخراج القوات العراقية من الكويت، اتهمتها السعودية بإثارة الشقاق وعدم الوفاء.

بعد ذلك بدأت قطر باستضافة المؤتمرات والندوات التي نظمتها الشخصيات الإسلامية التي تدور في فلك الإخوان المسلمين وشعرت السعودية بالقلق من تنامي نفوذ الأحزاب الإسلامية على حدودها.

وكانت الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي ومبادرة السعودية والإمارات إلى تقديم مليارات الدولارات لحكم السيسي نصراً كبيراً للسعودية والإمارات وهزيمة لقطر وتركيا.

_96368247_039608366

محطات تاريخية

تم توقيع اتفاق ترسيم الحدود بين السعودية وقطر عام 1965 إلا الحدود ظلت دون ترسيم. وكانت السعودية قد تنازلت لصالح الامارات عن أجزاء من واحة البريمي مقابل تنازل الأخيرة عن الشريط الساحلي المعروف بخور "العديد"، ولم تعد هناك حدود مشتركة بين قطر والإمارات وبات لزاماً على القطريين المرور عبر السعودية للوصول إلى الامارات. وعبرت قطر عن تذمرها وعدم رضاها عن ذلك مراراً.

عام 1992 وقع صدام مسلح على الحدود بين البلدين أدى إلى مقتل شخصين. وتعرف هذا المواجهة باسم معركة "الخفوس" وأدت إلى مقتل ضابط سعودي وجنديين قطريين وسيطرة السعودية على منطقة "الخفوس".

اتهمت الحكومة القطرية عدداً من أفراد قبيلة "بني مرّة" بدعم المحاولة الانقلابية عام 1996 بالتعاون مع الأمير المخلوع خليفة بن حمد آل ثاني وقامت الدوحة بنزع الجنسية عن المئات منهم وطردهم للسعودية، وباتت هذه المسألة ملفاً خلافياً في علاقات البلدين.

عام 2000 قاطع ولي العهد السعودي حينذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز القمة الإسلامية التي عقدت في الدوحة احتجاجا على وجود ممثل تجاري لإسرائيل في قطر.

عام 2002 استدعت السعودية سفيرها لدى قطر بعد ظهور معارض سعودي على قناة "الجزيرة" القطرية انتقد الأسرة الحاكمة في السعودية.

عام 2005 ربحت زوجة أمير قطر السابق ووالدة الأمير الحالي الشيخة "موزة" دعوى تشهير رفعتها ضد صحيفة "الزمان" التي كانت تصدر في العاصمة البريطانية حيث اتهمت الصحيفة الشيخة موزة بالتعامل مع إسرائيل. وخلال المحاكمة أبرز محاميها وثيقة تثبت "تمويل المخابرات السعودية للصحيفة وعمل الصحيفة كوسيلة إعلام للتشهير بقطر والأسرة الحاكمة" حسب قول المحامي.

_96368392_009204639

§ وفي نفس العام وقعت محاولة انقلاب ضد الأمير حمد بدعم سعودي حسبما قالت الدوحة وقامت على اثرها الحكومة بتجريد 5 آلاف من أبناء قبيلة "بني مرة" بسبب ما وصفته الدوحة بتورط أبنائها في محاولتي انقلاب.

§ 2007 أمير قطر ورئيس الوزراء يقومان بزيارة مفاجئة إلى السعودية وتحسن علاقات البلدين. وملك السعودية يحضر قمة مجلس التعاون الخليجي التي تعقد في الدوحة أواخر العام.

§ عام 2008 صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية التي تصدر في لندن تنشر اعتذارا لرئيس وزراء قطر وقتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني عن ثلاثة مقالات نشرتها عام 2006 واتهمت فيها الشيخ حمد بزيارة إسرائيل سراً.

§ مطلع 2009 السعودية وعدد من الدول العربية تقاطع القمة العربية الطارئة التي عقدت في الدوحة لبحث الحرب الإسرائيلية على غزة.

§ 2010 بناء على طلب ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز أمير قطر يصدر عفوا عن عدد غير محدد من السعوديين المعتقلين في قطر بتهمة الاشتراك في محاول الانقلاب الفاشلة عام 1996.

§ لدى اندلاع ثورة يناير 2010 في مصر وقفت قطر مع المتظاهرين وسخرت قناة "الجزيرة" التلفزيونية لهذا الغرض بينما وقفت السعودية إلى جانب نظام مبارك.

§ عام 2013 الأمير تميم بن حمد يتولى السلطة في قطر بعد تنازل الأب لابنه وسط توقعات سعودية بتحسن علاقاتها مع قطر وانتهاج الامير الجديد سياسة خارجية تختلف عن السياسة السابقة.

§ في أعقاب إطاحة الجيش المصري بالرئيس المصري محمد مرسي 2013 قيادات إخوانية تجتمع في الدوحة ويتم استدعاء الأمير الجديد إلى السعودية ويتم إبلاغه بضرورة انتهاج سياسات تتوافق مع سياسات مجلس التعاون الخليجي إزاء القضايا الإقليمية وعدم التدخل في شؤون الداخلية لدول المجلس.

§ 2014 السعودية والبحرين والإمارات تستدعي سفرائها لدى الدوحة لمدة تسعة أشهر بسبب تدخل قطر في الشؤون الداخلية لهذه الدول، في اشارة إلى خطب الشيخ يوسف القرضاوي واستضافة الدوحة عدداً من أعضاء جمعية الإصلاح الإماراتية المقربة من الإخوان المسلمين والمحظورة في الإمارات.

§ أواخر عام 2015 اختطاف عدد من أفراد الأسرة الحاكمة في قطر في جنوبي العراق لدى دخولهم الأراضي العراقية عن طريق الخطأ خلال رحلة صيد. الجهة المتهمة بالخطف هي "كتائب حزب الله" العراقي المقربة من إيران.

§ إبريل 2017 يفرج عن المختطفين القطريين مقابل الإفراج عن عدد من مقاتلي حزب الله وعناصر شيعية لدى المعارضة السورية ودفع مئات الملايين من الدولارات لإيران ولمليشيات عراقية وللمعارضة السورية وترد السعودية والإمارات باتهام قطر بمساعدة ودعم جماعات إرهابية.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: