إعلان

معرض الكتاب.. إيجابيات وسلبيات

د. ياسر ثابت

معرض الكتاب.. إيجابيات وسلبيات

د. ياسر ثابت
09:00 م الثلاثاء 05 فبراير 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

في دورته الخمسين، قدم معرض القاهرة الدولي للكتاب مجموعة من الإيجابيات والسلبيات التي يجب أن نتوقف عندها بالبحث والدراسة.

بدايةً، لا شك أن إحياء فكرة القراءة والترويج لفكرة الكتاب بين الناس سيكون له الأثر الإيجابي على المدى المتوسط والبعيد، كما أن تدافع الناس على اقتناء الكتب باختلاف توجُّهاتها أمرٌ محمود، أن يصطحب الناس أبناءهم معهم ليس أمرا سيئا وسيكون له أثرٌ نفسي إيجابي على نظرتهم للكتاب وأهمية القراءة.

وإذا كان كثيرون قد أبدوا تحفظهم بشأن نقل المعرض إلى مركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية في التجمع الخامس، نظرًا لبعد المسافة وصعوبة الوصول إلى هذا الموقع الجديد، فإن ما خفف من حجم المشكلة هو الجهد الكبير لتسيير وسائل نقل عامة إلى مقر المعرض.

صحيح أن هناك حالة من الفوضى في الحافلات العامة، وبعض السائقين لم يكن يعرف حتى خط السير في الخطوط الستة الرئيسية للانتقال بين المعرض والوجهات المحددة، لكن في نهاية الأمر، تمكن المواطنون من بلوغ المعرض والعودة منه بسهولة ويسر.

من جهة دخول المعرض، فأكاد أقول إن الإجراءات كانت مشددة في أول يومين، مع عدم إتاحة مداخل كافية وعدم تخصيص مداخل أو طوابير خاصة للمرضى وكبار السن والسيدات، مما زاد من طول الطوابير وشكوى البعض من إرهاق الإجراءات المذكور، لكن سرعان ما تم تدارك الأمر وفتح باقي المنافذ والمداخل، وحل مشكلة الطوابير.

للحق والإنصاف، كان المعرض من الداخل أكثر تنظيمـًا وتنسيقـًا على المستوى الحضاري من الدورات السابقة، واتسمت أجنحة دور النشر بحسن التنظيم وجودة الإضاءة، والانضباط بشكل عام، مما كان له أثرٌ طيب في نفوس العارضين ورواد المعرض بشكل عام.

وربما يطول الحديث عن النشاط الثقافي والجلسات النقاشية وحفلات التوقيع وكتب وكتاب ضمن أنشطة القائمين على المعرض، فهذه الأنشطة رغم إيجابيتها ظلت تعاني من الشللية ودوائر من الاختيارات لا تكاد تغادرها، مع انتشار أسماء بعينها واستبعاد وتهميش مؤلفين ومبدعين كبار بل عدم دعوتهم من الأساس، في ظل هيمنة شبكات معينة من الأسماء الثقافية على هذه الأنشطة والفعاليات.

هناك بالطبع ملاحظات على ارتفاع أسعار الأطعمة والمشروبات داخل المعرض، الأمر الذي يتجاوز ميزانية الأسرة المتوسطة في معظم الأحوال، لكن ما يستوقفك في الداخل هو أننا مازلنا بحاجة إلى مكاتب استقبال واستعلامات وخدمات إلكترونية تتيح للزوار التعرف على خريطة كل صالة من صالات المعرض، والوصول إلى جهة النشر والجناح الذي يوجد به كتاب معين أو أعمال مؤلف يودون اقتناء أعماله. ليس من الطبيعي أن يعاني الزائر من صعوبات البحث عن كتاب أو دار نشر أو أعمال مؤلف معين.

كما يتعين العمل على اجتذاب دور النشر العالمية الكبرى التي غابت عن معرض القاهرة للكتاب.
إن هذا أمرٌ مهم ومطلوب ليكون المعرض دوليًا وليس عربيًا فقط. كما أن الكتب العلمية الحقيقية ودور النشر العلمية بكل أشكالها غائبة، فلا إصدارات أكسفورد ولا كامبريدج ولاworld scientific ولا Wiley ،Springer ، ولا Dover للإصدارات العلمية زهيدة الثمن وفي متناول عامة الناس، والتي كانت من المفترض أن توفر الكتاب العلمي للطلبة والأساتذة الجامعيين والباحثين بأثمان معقولة.

علينا أن ندرس بعناية الملاحظات المذكورة أعلاه لكي نعظم من الإيجابيات ونتجنب السلبيات، من أجل وضع معرض القاهرة الدولي للكتاب في مكانه المناسب ومكانته اللائقة في الدورات المقبلة.

إعلان

إعلان

إعلان