إعلان

"بلانة" أسوان تغرق في المجاري للمرة الثالثة.. والأهالي: "كابوس"

01:41 م الجمعة 21 يوليو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أسوان - إيهاب عمران:

في 12 سبتمبر من عام 2013، انهار جسر بأحد أحواض الصرف الصحي، بمحطة بلانة، ما أدى لغرق واتلاف عشرات الأفدنة من الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى عدد من المنازل والمقابر بقرية أدندان. في نفس اليوم، زار القرية اللواء مصطفى يسري، محافظ أسوان الأسبق، وقرر إحالة العاملين بمحطة الصرف الصحي، للتحقيق الإداري، بسبب الإهمال.

لكن يبدو أن الأمر كان أكبر من مجرد إهمال عاملين بمحطة الصرف الصحي، أو حتى ضعف إمكانيات شركة المياه والصرف الصحي. وقبل مرور أسبوع كامل، وصل إلى أسوان المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان وقتها، وزار المحطة واتخذ قرارات بزيادة الأراضي المخصصة للغابة الشجرية، التي تروى بمياه الصرف الصحي، وتدعيم جسور الأحواض، ووعد بعدم تكرار المشكلة مرة أخرى.

وبرغم وعود الحكومة، إلا أن الأمر تكرر مرة ثانية يوم 2 مارس 2016، عندما استيقظ أهالي بلانة، والقرى المجاورة لها، على انهيار جديد لأحد جسور الأحواض، وغرق مئات الأفدنة الزراعية، مرة أخرى، بقرى بلانة، وأبو سمبل، وأدندان، وجزء من قرية عنيبة، بجانب غرق جزء من مقابر قرية أدندان النوبية، بمياه الصرف الصحي.

وكالعادة زار المحافظ والمسؤلون القرية، وقرروا صرف تعويضات للأهالي، بالإضافة إلى تخصيص أراض لإنشاء مقابر جديدة، في تكرار لنفس الوعود السابقة، باتخاذ جميع التدابير والاحتياطات اللازمة، لمنع تكرار المشكلة، لكن السيناريو حدث بالفعل للمرة الثالثة، يوم الثلاثاء 18 يوليو2017 عندما انهار أحد الأحواض، بمحطة صرف البلانة، وغرق عشرات الأفدنة الزراعية، وبعض المنازل ووصول مياه الصرف إلى ترعة وادي النقرة التي تشرب منها جميع قرى مشروع وادي النقرة.

كابوس

قال محمد يوسف، مزارع، من قرية بلانة، وأحد المتضررين من انهيار أحواض الصرف الصحي، إنه يقيم في القرية منذ 35 عامًا، مضيفًا أنه عندما عرف بإنشاء محطة للصرف الصحي بالقرب من القرية، فرح فرح شديدًا، "قمنا بمساعدة العمال وتقديم الطعام لهم، بسبب أننا عانينا طويلًا من عدم وجود صرف صحي، لكن للأسف بعد عدة سنوات من عمل المشروع تحول الحلم إلى كابوس".

يوسف أوضح، أن الإهمال وعدم تنفيذ المشروع بشكل صحيح، أدت إلى تكرار انهيار جسور أحواض الصرف الصحي، ما ترتب عليه غرق الأراضي الزراعية، والمنازل، والماشية، مضيفًا: "للأسف كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من جميع المسؤلين، الذين يأتون بعد كل كارثة ويقدموا لنا وعودهم بانهاء المشكلة وسرعان ما تتكرر نفس المشكلة".

وأضاف محمد حسونة، من أهالي قرية "بلانة": "فقدنا كل ما نملك، بعد أن غرقت أراضينا، ومواشينا وحتى الموتى، لم يسلموا من الكارثة، وتعرضت أجزاء كبيرة من المقابر للغرق، فماذا نفعل وسط تجاهل المسؤلين واكتفائهم بالزيارة بعد وقوع الكارثة، ومن أين ننفق على أولادنا؟".

إهمال المسؤلين

قال خليفة محمد، مزارع، إن إهمال المسؤلين هو سبب الكارثة التي يعيشها أهل البلد على مدار خمس أعوام، مطالبًا بمحاكمة مسؤلي محطة الصرف الصحي، وكل المسؤلين الذين سبق وزاروا القرية، وعدوا بعدم تكرار المشكلة، وهذا لا يحدث أبدًا".

وأضاف محمد: "طالبنا المسؤلين أكثر من مرة بتفقد المحطة، وتقوية الجسور، ورفع كفاءتها دون جدوى، وأكدنا أنه لابد من إنشاء غابة شجرية، تستوعب كميات الصرف كله، حتى لا تغرق منازلنا للمرة رابعة".

غرق وادي النقرة

وأضاف محمود البدري، من أهالي قرية بوادي النقرة، أن انهيار الجسر لا يضر أهالي قرية بلانة فقط، بل يصيب عدد كبير من أهالي القرى المحيطة بها، بضرر كبير، "فعندما يتم تحويل مياه الصرف الصحي إلى ترعة وادي النقرة، يقطع مسؤلو شركة مياه الشرب، المياه عن قرى وادي النقرة بالكامل، ويستمر ذلك لعدة أيام، ما يجعلنا نعاني من العطش، ونضطر لشراء المياه بمبالغ كبيرة".

وأوضح: "تصريف مياه الصرف في الترعة الرئيسية، التي نقوم بري أراضينا منها، يجعل الأراضي تروى بمياه الصرف، وهو خطر كبير على صحتنا."

لجنة حصر الخسائر

من ناحيته قرر اللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، تشكيل لجنة من التضامن الاجتماعي والزراعة، والوحدة المحلية، لمركز ومدينة نصر النوبة، لحصر خسائر المزروعات، وأيضًا المنازل المتضررة، كما وجه المحافظ إلى مواصلة العمل الجاري في تدعيم التكاسي للجسر الترابي الذي حدث به الكسر المفاجئ، مع قيام الوحدة المحلية بنصر النوبة، بالتعاون مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي، بتوفير فناطيس مياه الشرب لتلبية احتياجات المواطنين من المياه، عقب قطعها لعدم حدوث أي اختلاط لها بمياه الصرف لحين الانتهاء من أعمال الإصلاح والصيانة بالمحطة والجسر.

قال المحافظ، مجدي حجازي إنه اتصل بوزير الإسكان ورئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي، ورئيس الشركة القابضة للمياه، لتدراك تداعيات حادث انهيار جسر أحواض الصرف الصحي، بمحطة صرف بلانة، وجرى الاتفاق على حضور وزير الإسكان وبرفقته جميع المختصين إلى أسوان، الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل، لدراسة موقف محطة بلانة ووضع الحلول العاجلة التي تؤمن الموقف حتى تنفيذ مشروع المعالجة الثلاثية، وخط الطرد الجاري تنفيذهم حاليًا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان