إعلان

الأزمة السورية تدخل عامها السابع بعشرات القتلى والجرحى في تفجيرين بدمشق

08:31 م الأربعاء 15 مارس 2017

تفجير انتحاري - ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 دمشق – (أ ف ب):

استهدف تفجيران انتحاريان، الأربعاء، العاصمة السورية بفارق أقل من ساعتين بينهما وأوقع أحدهما 32 قتيلا على الأقل، في وقت يدخل النزاع السوري عامه السابع في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سياسية للحرب المدمرة.

دبلوماسيًا، انتهت الأربعاء في أستانة جولة ثالثة من المحادثات السورية برعاية روسيا وايران حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة بدون إحراز تقدم ملموس فيما غابت عنها فصائل المعارضة احتجاجا على عدم تثبيت وقف إطلاق النار في البلاد.

وذكر التلفزيون السوري الرسمي لأن "إرهابيا فجر نفسه في حرم القصر العدلي القديم في دمشق".

ويضم القصر العدلي القديم المحكمة الشرعية والمحكمة الجزائية، وهو محاذ لسوق الحميدية الشهير في وسط دمشق.

وقال مصدر في شرطة دمشق لوكالة فرانس برس إن هذا التفجير "أوقع 32 قتيلاً على الأقل ومئة مصاب" بعد حصيلة أولية نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) وأفادت بـ"ارتقاء 25 شهيدا".

وبث التلفزيون الرسمي مشاهد من أحد المستشفيات التي نقل الضحايا إليها. ويظهر عدد من الجرحى وهم مستلقون على الحمالات أثناء تلقيهم العلاج.

وقال جريح ضُمدت عينه اليسرى وكان يزور القصر العدلي لإنجاز معاملة "سمعت ضجيجاً والتفت يساراً لأجد شخصاً بديناً يرتدي سترة عسكرية ويصرخ وهو يرفع يديه (الله أكبر) قبل أن يحدث الانفجار وأقع أرضا".

وأضاف "شعرت بعدها ان الدماء تسيل من عيني".

وتظهر مشاهد بثها التلفزيون السوري من موقع التفجير الانتحاري، بقعاً كبيرة من الدماء على الأرض وعلى الجدران والسقف، وأشلاء متناثرة على الأرض مع زجاج مكسور داخل قاعة تعلوها صورة للرئيس السوري بشار الأسد.

ووقع التفجير الاول عند الساعة الواحدة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي (11,10 ت غ)، قبل أن يقدم انتحاري آخر على تفجير نفسه في غرب العاصمة قرابة الساعة الثالثة (13,00 ت غ) متسببا باصابة 25 شخصاً بجروح، وفق مصدر في شرطة دمشق.

ونقلت "سانا" أن "إرهابيا انتحاريا فجر نفسه بحزام ناسف داخل أحد المطاعم في منطقة الربوة"، كما أوضح التلفزيون أن الانتحاري فجر نفسه "بعد مطاردته ومحاصرته من قبل الجهات المختصة".

ويأتي هذين التفجيرين الانتحاريين بعد أربعة أيام من تفجيرين دمويين استهدفا السبت أحد أحياء دمشق القديمة وتسببا بمقتل 74 شخصا، غالبيتهم من الزوار الشيعة العراقيين.

وتبنت هيئة تحرير الشام (تضم جبهة النصرة سابقا وفصائل أخرى جهادية متحالفة معها) تفجيري السبت.

"المهم انتهاء الحرب"

وتزيد هذه الاعتداءات من تعقيدات النزاع الذي يكمل الأربعاء عامه السادس، بعدما انطلق باحتجاجات سلمية غير مسبوقة ضد النظام السوري، واجهتها قواته بالقمع، وسرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح تسبب بمقتل أكثر من 320 الف شخص.

ويعرب عدد من المدنيين المعارضين للنظام عن خيبة أملهم مما آلت إليه الأوضاع اليوم، ومن بينهم لاعب كرة القدم عبد الله الحسين (32 عاما) الذي يقول لفرانس برس "أجمل ذكريات الثورة هي انطلاقتها"، مضيفا "لم أكن أنا أو غيري نتوقع أن تصل الحال الى هنا عندما خرجنا في التظاهرات".

ويرى الشاب المقيم في محافظة ادلب (شمال غرب) الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة وجهادية "إذا انتهت هذه الحرب بحل سلمي أم عسكري فالشعب لم يعد يهمه الأمر، المهم أن تنتهي فقط"

وتحول النزاع في سوريا إلى حرب متعددة الأطراف من قوات النظام والمسلحين الموالين لها وبينهم إيرانيون ولبنانيون وعراقيون، إلى الفصائل المعارضة والإسلامية المدعومة من تركيا ودول الخليج، وصولا إلى الأكراد الذين يحلمون باستقلال ذاتي، واخيرا الجهاديين وعلى رأسهم تنظيم الدولة الاسلامية المعروف باعتداءاته الوحشية.

ويقول مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس ان "الإدارة الدولية تريد إنهاء الحرب والشعب يبحث عن حل، إلا أن الحروب في الداخل ستبقى مستمرة ولن تعود سوريا كما كانت في المدى القريب".

ويدفع السوريون يومياً ثمنا للحرب وتحصد الغارات والمعارك أرواح الأبرياء.

وأسفر قصف جوي "يرجح أنه روسي" فجر الأربعاء على مدينة إدلب عن مقتل "20 مدنيا بينهم 14 طفلا"، في حصيلة جديدة للمرصد السوري. ومن بين القتلى أيضا 14 شخصا من عائلة واحدة.

وشردت الحرب السورية أكثر من نصف سكان البلاد داخل البلاد وخارجها. إذ فرّ حوالى 4,9 ملايين من البلاد وخصوصا إلى الدول المجاورة، حيث يعيش نحو تسعين في المئة منهم تحت عتبة الفقر، بحسب الأمم المتحدة.

وكشفت دراسة جديدة لباحثين بينهم أعضاء في "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" أن العام 2016 كان "الأخطر" على العاملين في القطاع الصحي في سوريا.

وبحسب الدراسة، فإن 814 من أفراد الطواقم الطبية، قتلوا منذ بدء النزاع.

وفي تعليق أرفق بالدراسة، تعترف منظمة الصحة العالمية أن هذه الحرب هي حاليا "أكبر أزمة إنسانية".

"بانتظار التسوية"

وفي ظل الأزمة المستمرة، تتواصل الجهود السياسية والدبلوماسية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تنهي النزاع الدامي.

وانتهت الأربعاء جولة ثالثة من محادثات أستانة حول سوريا بدون تحقيق تقدم ملموس بعد رفض الفصائل المعارضة المشاركة فيها احتجاجاً على استمرار خرق وقف إطلاق النار، الساري في منذ 30 ديسمبر.

ويحد هذا الغياب إمكانية تثبيت وقف إطلاق النار أو تحقيق أي تقدم لتسوية النزاع.

وتستبق محادثات أستانة جولة خامسة من مفاوضات السلام حول سوريا حددتها الأمم المتحدة في 23 من الشهر الحالي.

وتأتي هذه الجهود الدبلوماسية بعد تطورات ميدانية ودبلوماسية أبرزها الخسائر الميدانية التي منيت بها المعارضة خلال الاأشهر الأخيرة لا سيما في مدينة حلب، والتقارب الجديد بين تركيا وروسيا، فضلا عن وصول الجمهوري دونالد ترامب إلى سدة الحكم في واشنطن وعدم وضوح موقفه من الأزمة السورية.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان