إعلان

عفونة.. قرية تحت رحمة السيول وأهالي يرفضون الإجلاء

03:09 م الأربعاء 02 نوفمبر 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

البحيرة - أحمد نصرة:

في مثل هذه الأيام من العام الماضي كانت محافظة البحيرة على موعد مع أسوأ كارثة مناخية مرت بها منذ عقود راح ضحيتها 27 مواطنا بخلاف عشرات المصابين وخسائر مادية تقدر بالملايين جراء تهدم 180 منزلاً وغرق 55 ألف فدان ونفوق 1500 رأس أغنام وماشية.

ولعل قرية عفونة بمركز وادي النطرون، كانت هي الأكثر تضررًا بين المناطق المنكوبة بالبحيرة، إذ سقط منها وحدها 15 شخصاً لقوا مصرعهم غرقًا بعد اجتياح السيول لمنازلهم، وهو ما دفع قيادات البحيرة إلى السعي لاتخاذ عدد من الإجراءات الوقائية لتفادي كارثة العام الماضي.

ووجد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، نفسه أمام مشكلة عدم الانتهاء من مشروع إعادة إعمار قرية عفونة بالكامل، وهو المشروع الذي يتم تنفيذه وفقاً لبروتوكول موقع مع القوات المسلحة، ورغم أنه من المقرر تسليم عدد 72 وحدة منه منتصف الشهر الجاري، إلا أن السيول لا موعد لها ولا تنتظر أحد، لذلك كلف رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة وادي النطرون بإجلاء الأهالي من موضع القرية الحالي إلى مكان آمن لحين تسليمهم وحداتهم الجديدة بعيدًا عن مجرى السيول.

صلاح مسعود، رئيس مدينة وادي النطرون قال لمصراوي إنه "تم تجهيز عمارات للإيواء بمدينه وادي النطرون وذهبنا لإجلائهم فرفضوا تمامًا، فأصدرنا أمر بإجلائهم بالقوة الجبرية إلا أنهم رفضوا ثانية، وكتبوا إقرارات على أنفسهم بتحملهم المسؤولية".

وأضاف مسعود: " لم يستجب للإجلاء سوى شخص واحد من القرية، واستلم الشقة المخصصة له بمدينة وادي النطرون، ووضع عليها قفل ظنًا أنها أصبحت ملكه وعاد للقرية ثانية".

 

وقال مراد عبد القادر، نائب رئيس الوحدة المحلية لوادي النطرون: " ظللنا على مدار يوم كامل نحاول إقناع الأهالي بالانتقال لمدينة وادي النطرون إلا أنهم رفضوا، ولم نجد حلاً سوى نصهم بإبعاد النساء و الأطفال على الأقل لأماكن آمنة لدى أقاربهم بعيدًا عن القرية".

 

قال محمد عبد العزيز – من أهالي القرية: "هنسيب قريتنا إزاي وأرضنا ونروح المدينة، ومين هيراعي مصالحنا هنا".

 

وقال محمد أحمد – من أهالي القرية: " لو عاوزين تساعدونا فعلاً شطبوا الوحدات الي بتتبنى في القرية الجديدة وسلموهالنا".

 

ووضع حجر أساس إعادة إعمار قرية عفونة، في أبريل الماضي وفقا للبروتوكول الموقع مع القوات المسلحة لإنشاء القرية على مساحة 60 ألف متر مربع "14 فدانا" أراضى أملاك دولة تم تخصيصها للمشروع تضم 96 منزلا على مساحة 200 م2 للمنزل المكون من دورين بكل دور وحدة سكنية مستقلة.

 

وتشمل كل وحدة غرفة معيشة، و2 غرفة نوم، ومطبخ، وحمام، وتراس، وحوش للمنزل بأكمله، و2 مخرج أمامي وخلفي كما يشمل المشروع إنشاء 2 سوق تجاري على مساحة 460م2 بواقع 14 محلا تجاريا، ومسجد على مساحة 150م2 بتكلفة إجمالية 35 مليون جنيه، بالإضافة لإنشاء سور حول محيط القرية لحمايتها من أى سيول محتملة، بالإضافة لاختيار الموقع بعد عمل الدراسات اللازمة ليكون بعيدا عن مسار أى سيول.

 

ومع تصميم الأهالي بعدم مغادرتهم القرية، شهدت الأيام الأخيرة عملاً مكثفًا للانتهاء من تشطيب عدد من الوحدات بالقرية الجديدة على وجه السرعة ليتم نقل المواطنين المقيمين بالأماكن الأكثر خطورة.

قال رئيس المدينة:" تم تصنيف قرية عفونة إلى ثلاث قطاعات "أ،ب،ج" بحسب خطورة المكان، وسيتم اليوم تسليم عدد 20 وحدة تم الانتهاء من تشطيبها على قاطني القطاع الأكثر خطورة والذي يقع في أكثر الأماكن انخفاضًا بالقرية.

 

وشهد الدكتور محمد سلطان، محافظ البحيرة، اليوم السبت تسليم الوحدات التي تم الانتهاء منها وقال إن العمل يجرى على قدم وساق لسرعة الانتهاء من باقي الوحدات السكنية.

 

وأشار سلطان، إلى أن تلك الوحدات تم تنفيذها بصورة حضارية وجمالية وعمل التشطيبات اللازمة لها وتوصيل المرافق الخاصة بها، وتم توفير الأثاث والفرش والأجهزة الكهربائية اللازمة لتلك الوحدات لتوفير حياة كريمة وآمنة للمواطنين المتضررين. 

 

إذ تم تزويد كل وحدة سكنية بـ 3 أسرة، ودولاب، و 2 كنبة، ومطبخ 2 قطعة ، وعدد 3 مراتب، بالإضافة للفرش الخاص بهذا الأثاث، كما تم توفير غسالة وبوتاجاز وثلاجة بكل وحدة بتكلفة 15 ألف جنيه للوحدة الواحدة وتكلفة إجمالية 300 ألف جنيه لعدد 20 وحدة مقدمة من جمعية الأورمان بالتعاون مع حديد المصريين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان