إعلان

خالد الجندي لـ"مصراوي": أهل الفساد هم من يذكرون الموتى بسوء.. وللأموات ملائكة ترد عليهم

08:33 م الأربعاء 26 فبراير 2020

الشيخ خالد الجندي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في حوار خاص لـ"مصراوي" تحدث خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في عدة قضايا أثارتها وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بين ذكر محاسن الموتى وبين إن المسلمين شهداء في أرضه، وحول حكم الترحم على الموتى حتى ولو ثبت فسادهم وجرائمهم في حق الآخرين.. وإليكم نص الحوار:

كيف نجمع بين حديث: "اذكروا محاسن موتاكم"، وحديث: "هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض"؟

"اذكروا محاسن موتاكم" هو ليس بحديث، وإن كان، فهو حديث شديد الضعف، لكنه قانون عام عند المسلمين، وهناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أصح من هذا الحديث وهو مروي عن عائشة رضي الله عنها في صحيح البخاري وهو يقول: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا".. وفي هذا نهي عن سب الموت، ولكن ليس معنى أن أهل الجنازة ذكروها بشر في حديثٍ، أنه مسموح لهم أن يسبوها، فإذا ذكروا الجنازة بسوء فهو يدل على أنهم ليسوا من أهل الصلاح والإيمان، فأهل الصلاح يذكرون الخير دائما ويسترون بألسنتهم مساوئ الآخرين.

هل هذا ينطبق على الشخصيات العامة والمسؤولين؟ فبعد وفاة الرئيس السابق مبارك تحدث الناس عنه وانقسموا فيما بينهم.

التلفظ بالكلام نوع من الشهادة، والشهادة لا تكون إلا على التأكد واليقين، فمن تكلم في أمر بغير تأكد ويقين فهو كاذب ومن أهل الإفك والضلال، فمن يتحدث لا بد أن يتيقن مما يقول، وذلك إذا كان كلامه يؤدي إلى نتيجة أو إلى إصلاح أو رفض للمنكر أو مصلحة، أما لو كان كلامه لا يؤدي إلى نتيجة فكلامه سيحاسب عليه بين يدي الله يوم القيامة، فهل هناك فائدة من تقييم عبدالملك بن مروان؟ أو الحجاج؟ وهل هناك فائدة من تقييم عمر بن عبد العزيز؟ أو ما حدث بين الصحابة؟ لا توجد فائدة غير إثارة القلاقل والفتن وهتك العورات والأسرار، وهذا لا يرضي الله سبحانه وتعالى، وأما ما يرضي الله سبحانه وتعالى هو أن يكون الكلام في مقام الشهادة أي أمام القاضي، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على مثل الشمس فاشهد أو فدع، أما غير ذلك فهو من الغيبة التي سيحاسب عليها العبد"، أما لو لم يكن متأكدًا من شهادته بدرجة يقينية فإنه سيحاسب بين يدي الله يوم القيامة، وللأموات ملائكة ترد عليهم وتدافع عن صاحبهم.

في حديث الرسول أن من يشهد له المسلمون بالصلاح فهو صالح.. فمن ينبطق عليه هذا الحديث؟

الحديث ينطبق على كل مسلم يقول لا إله إلا الله، فمن يشهد له المسلمون أنه من أهل الصلاح فهو من أهل الصلاح، أما إذا تكلم الناس عن رجل ميت بين يدي الله بأنه من أهل الفساد، فإن الله سوف يحاسبهم، وأهل الفساد هم الذين يذكرون الأموات بسوء ويتطاولون على من انتقل بين يدي الله عز وجل.

إذا توفي شخص وهو بالفعل آثم وارتكب جرائم في حق الناس عموما أو كان شخصية عامة وارتكب بالفعل آثاما.. هل الدعاء له بالرحمة خطأ شرعًا باعتباره معروفًا بأنه فاسد؟

بالعكس هذا ما يأمر به الإسلام، فالإسلام يدعو للترحم على الناس كافة ويأمر بالدعاء للناس كافة، وهو يأمر بستر الناس وستر عوراتهم كافة، وهو يأمر بطلب الرحمة لكل الناس، ويطلب العفو والصفح، فقال سبحانه وتعالى: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"، كلنا سنموت كما مات من قبلنا، والحديث يقول: "كما تدين تدان"، وكل من يذكر ميتًا بسوء ستذكر جنازته بسوء، وسوف يدعو الناس عليه بعد موته؛ لأنه فعل ذلك مع غيره في حياته.

فيديو قد يعجبك: