إعلان

بعد سجال الخشت والإمام الطيب.. تعرف على مذهب الأزهر ومن هم الأشاعرة

10:06 م الثلاثاء 28 يناير 2020

فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كـتب - عـلي شـبل:

شهد اليوم الثانى من مؤتمر الأزهر حول تجديد الفكر الإسلامى جدلاً، عقب كلمة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، التى اعتبرها البعض تتعرض للمذهب الأشعري الذي يستند إليه الأزهر الشريف في عقيدته، مما دفع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف إلى التعقيب على كلمة رئيس جامعة القاهرة.

كان الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أوضح أنه لابد من تطوير العقل الدينى وفق متطلبات العصر، قائلاً "إننا مازلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة وأن العقيدة الأشعرية تقوم فى جزء كبير منها على أحاديث الآحاد"، ما دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى الرد موضحاً مذهب الأشاعرة، وأن منهجهم إنما هو منهج أهل السّنة والجماعة، ولا يقوم على أحاديث الآحاد، ويعتمدون على الأحاديث المتواترة.

في التقرير التالي يرصد مصراوي من هم الأشاعرة، وما هي أحاديث الآحاد والأحاديث المتواترة.

من هم الأشاعرة؟

الأشعرية تنسب إلى إمامها ومؤسسها أبي الحسن الأشعري، الذي ينتهي نسبه إلى الصحابي أبي موسى الأشعري، وهي مدرسة إسلامية سُنية، اتبع منهاجها في العقيدة عدد كبير من فقهاء أهل السنة والحديث، ومن كبار هؤلاء الأئمة: البيهقي، والباقلاني، والغزالي، والفخر الرازي، والنووي، والسيوطي، وابن حجر العسقلاني، وابن عقيل الحنبلي، وتلميذه ابن الجوزي وغيرهم كثير، حتى إنهم مثَّلوا جمهور الفقهاء والمحدثين من شافعية ومالكية وأحناف وبعض الحنابلة- وفق كتاب دكتور فخري بصول: الأشاعرة.

ويقول "بصول" في مقدمة كتابه: "الأشاعرة جماعة من أهل السنّة، لا يخالفون إجماع العلماء الأربعة (الشافعيّ وأحمد وأبي حنيفة ومالك) ولا يعارضون آية واحدة من القرآن الكريم ولا الحديث الشريف، وما ثبت عن الصحابة والعلماء الأعلام، ولا يكفرون أحدا من الجمهور كما يفعل البعض.. تنسب الأشاعرة لأبي الحسن عليّ بن إسماعيل الأشعريّ، وتعتبر منهجًا وسطًا بين دعاة العقل المطلق وبين الجامدين عند حدود النصّ وظاهره، رغم أنّهم قدموا النصّ على العقل، إلّا أنّهم جعلوا العقل مدخلًا في فهم النصّ، كما أشارت إليه آيات كثيرة التي وجهت إلى التعقل، والتفكير، والتدبر. وهي مدرسة سنية، ومن كبار أئمتها البيهقي والنوويّ والغزاليّ والعزّ بن عبد السلام وابن حجر العسقلانيّ والقرطبيّ والسبكيّ وغيرهم كثيرين. يعتبر من طوائف أهل السنة الثلاث: الأشاعرة، والحنابلة، والماتريديّة".

وفي كتابه "أبو الحسن الأشعري" يقول أبو الحسن الندوي: (وإلى جانب نصوص الكتاب والسنّة، فإن الأشاعرة استخدموا الدليل العقلي في عدد من الحالات في توضيح بعض مسائل العقيدة، ويقول أبو الحسن الندوي في الاختلاف الكامل بين الأشاعرة والمعتزلة من جهة، وعدم مطابقتهم تمامًا لبعض أهل الحديث والحنابلة واختلافهم معهم في جزئيات منهجية عدّة من جهة أخرى: «وكان الأشعري مؤمنًا بأن مصدر العقيدة هو الوحي والنبوة المحمدية.. وما ثبت عن الصحابة..وهذا مفترق الطريق بينه وبين المعتزلة، فإنه يتجه في ذلك اتجاهًا معارضًا لاتجاه المعتزلة، ولكنه رغم ذلك يعتقد.. أن الدفاع عن العقيدة السليمة، وغرسها في قلوب الجيل الإسلامي الجديد، يحتاج إلى التحدث بلغة العصر العلمية السائدة، واستعمال المصطلحات العلمية، ومناقشة المعارضين على أسلوبهم العقلي، ولم يكن يسوغ ذلك، بل يعدّه أفضل الجهاد وأعظم القربات في ذلك العصر).

ما هي أحاديث الآحاد والأحاديث المتواترة؟

يشتهر علم الحديث الشريف بأحد العلوم الإسلامية عالية الدقة، غاية في الإحكام، دُوِّنَت فيه آلاف الصفحات، وبُذلت في سبيله الأرواح والأموال والأعمار، حتى استطاع المسلمون الأوائل أن ينقلوا أقوال النبي- صلى الله عليه وسلم- وأفعاله وصفاته وأحواله لجميع العصور من بعدهم، حتى نقلوا ضحكاته وسكتاته، ونقلوا قيامه وقعوده، ونومه ويقظته، نقلوا تفاصيل كثيرة عن هذا النبي العظيم.

أما عن تحديد زمن كتابة الأحاديث النبوية، فقد ثبت بالأدلة القطعية أن كتابة الأحاديث وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياته، وأن الذي تأخر هو جمعها كلها في كتاب واحد، وترتيبها على الأبواب، والعناية بتأليفها وتصنيفها، وكان تدوينها – بمعنى تأليف الكتب الكبار في جمعها وتصنيفها والعناية بها – هو الذي تأخر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لما ورد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:

( كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيدُ حِفْظَهُ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ، وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشَرٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَوْمَأَ بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ فَقَالَ: اكْتُبْ ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ). رواه أبو داود (3646) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.

وعدّ كثير من العلماء أنواع الحديث باعتبار وصوله إلينا ينقسم إلى قسمين، هما: متواتر، وآحاد.

أما المتواتر فهو: ما رواه عدد كثير، ولابد من وجود هذه الكثرة في جميع الطبقات، وهذا النوع من الخبر مقبول كله، ولا حاجة إلى البحث عن رواته.

أما القسم الثاني وهو حديث الآحاد فهو: ما لم يجمع شروط المتواتر، وهو ينقسم من حيث عدد رواته إلى ثلاثة أقسام: مشهور، عزيز، غريب.

أما المشهور فهو: ما رواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة، ما لم يبلغ حد التواتر.

والعزيز: ما لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند.

والقسم الثالث: - وهو الغريب - هو ما ينفرد بروايته راو واحدٌ.

فيديو قد يعجبك: