إعلان

"سلخانة تعذيب" بسبب العيدية.. الأب قتل ابنه بالشومة عشان 50 جنيه

12:58 م السبت 09 سبتمبر 2017

الاب القاتل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- سامح غيث وطارق سمير:

كأي طفل في مثل سنه، كان "زياد" ينتظر أول أيام العيد ليتحصل على "العيدية" ويشتري بها ما يريد، ولم يكُ يعلم أنها ستكون سببًا في موته وإصابة شقيقه، بعد تعرضهما للتعذيب على يد والدهما الذى اعترف بوقوعه تحت تأثير المخدرات، ما جعله يتعدى على ابنه بالشومة حتى الموت.

وقتل الأبُ طفله "زياد" (8 سنوات) وأصاب ابنه الآخر، بعد وصلة تعذيب استمرت لساعات، وفي محاولة للهروب من المسئولية ادعى سقوطهما أثناء لهوهما.

بدأت الواقعة بعدما قالت الجدة لابنها: "عيالك خدوا 50 جنيه عدية صرفوها"، فنزلت هذه الجملة كالصاعقة على مسامع "السيد ح" سائق "التوك توك"، فأصابه الجنون وقيد طفليه وظل يعذبهما 3 ساعات متتالية حتى لفظ أحدهما أنفاسه.

وحسبما تروى "رشا" جارة المتهم، فإنه قبل 9 سنوات تزوج الأب القاتل البالغ من العمر 35 عامًا، من "حنان.م" (30 سنة) وأنجبا طفلين "زياد" و"مصطفى"، ومنذ 3 سنوات انفصلا، واشترط الزوج أن يبقى الطفلان برفقته.

"كان دايما بيضربهم" تستكمل الجارة حديثها، موضحة أن المتهم تزوج من سيدة أخرى، وانتقل الطفلان للعيش رفقة جدتهما، وطيلة تلك المدة كانا يترددان على والدهما الذي يضربهما ويعنفهما أمام المارة، ولا يسمح لأحد بالتدخل لمنعه عنهما .

ويوم الواقعة، استيقظ الطفلان في السابعة صباح أول أيام عيد الأضحى، وقبَّلا جبين جدتهما، مهنئين إياها بالعيد، فعيدت عليهما بـ50 جنيهًا، فانطلقا رفقة زملائهم للاحتفال بالعيد، لينتهى يومهما بعد صرف "العيدية" كاملة.

تلى ذلك أن صعد الطفلان إلى جدتهما، وأبلغوها أنهما أنفقا المال، وفي تلك اللحظة طرق الأب باب المنزل الكائن بـ"عزبة الوقف" التابعة لمركز بنها بالقليوبية، ففتح الطفل الضحية له، وحين وطأت قدمه مدخل الشقة، أبلغته والدته أن ابنيه أنفقا 50 جنيهًا، فأصيب بحالة من "الصرع"، ليسدد للأطفال ضربات متعاقبة لم يستطع أحد إيقافها.

عقب ذلك أوثق الجاني طفليه، وألقى بهما داخل "التوك توك"، ليبدأ مرحلة أخرى من تعذيبهما داخل منزله بعزبة أبوكيلة، حيث حبس ابنيه في إحدى الغرف، وجلب شومة وظل يضربهما لمدة 3 ساعات متواصلة، دون أن يتحرك أحد من الجيران لإنقاذهما.

ومع استمرار التعذيب، لم يتحمل الطفل الأكبر زياد وسقط جثة هامدة على الأرض وسط بركة من الدماء، بعد تلقيه ضربة قاضية على رأسه، وسقط الطفل الأصغر مصطفى متأثرًا بإصابة في الحوض، بحسب فاروق الديب عمدة القرية.

بعد رؤية طفله غارقًا في الدماء، هرع الأب واستنجد بالجيران وهو يصرخ: "ابني بيموت ألحقوني"، مدعيًا أنه سقط من على "دراجته" أثناء لعبه، وهو ما ارتاب الأهالي فيه لسماعهم صراخات الطفل قبيل ذلك.

وحين صعد الجيران إلى مسكن الأب، وجدوا جثة الطفل مسجاة على الأرض مقتولًا، وبفحصها لاحظوا وجود آثار تعذيب في جميع أنحاء جسده، كما أوضح محمد حسن أحد جيران المتهم.

واكتشفت إحدى الجارات اختفاء الطفل الآخر أسفل السرير، خوفًا من تعدى الأب عليه بعد رؤيته أخاه يموت، وتجمع الأهالى أمام المنزل، حتى حضرت الشرطة.

"الكل بيخاف منه" يتذكر "محمد" جار المتهم، أنه قبيل الواقعة بيوم وقف الأب يتعاطى الخمور وسط الشارع، مرددًا عبارة "عملت 20 جريمة ومحدش عرف يحاسبني"، مؤكدا أن المتهم سيئ السمعة وكان دائما يتشاجر مع شقيقه المحبوس على ذمة قضية سرقة بالإكراه.

"كنت عايزهم يتحملوا المسئولية" بهذا برر الأب المتهم جريمته في اعترافاته أمام النيابة العامة، مؤكدًا أنه عندما علم من والدته أنهما أنفقا "العيدية"، أغلق الحجرة عليهما، وبدأ في ضربهما، خاصة زياد، لـ "أنه هو اللي صرف الفلوس" .

وحسب اعترافه، ظل الأب يضرب في ابنه حتى سمع ابنه "مصطفى" يقول: "زياد بينزف.. زياد مات"، مدعيا أنه لم بشعر بنفسه أثناء ضربه للطفل، ولم ينصع لتوسلاته فـ"المخدرات جعلتنه لا يسمع ولا يدرى بشىء" .

فيديو قد يعجبك: