إعلان

من بيت النبوة.. "أم كلثوم" ابنة النبي التي تزوجت عثمان بن عفان بوحي من السماء

02:25 م الجمعة 21 ديسمبر 2018

من بيت النبوة.. "أم كلثوم" ابنة النبي التي تزوجت ع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه:

لا فخر ولا شرف يعلو فوق شرف أن يكون أبوها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وزوجها ذو النورين ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان رضي الله عنه .. إنها السيدة أم كلثوم ابنة الحبيب المحبوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمها السيدة خديجة بنت خويلد سيدة بيت النبوة وحبيبة النبي الأولى.

وفي التقرير التالي يرصد مصراوي ضمن حلقات (في بيت النبوة) قصة السيدة أم كلثوم- رضي الله عنها:

ولدت السيدة أمّ كُلثُوم في مكة سنة 19 قبل الهجرة النبوية المشرفة، أي ما يوافق سنة 604 ميلاديًا، وتحديدًا قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بستة أعوام.

وذكر الإمام ابن حجر العسقلاني في كتابه "الإصابة في تمييز الصحابة" وكذلك الإمام القسطلاني في كتابه "المواهب اللدنية بالمنح المحمدية" والإمام ابن عبدالبر في كتابه "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" أن السيدة أم كلثوم رضي الله عنها لما بلغت وأختها رقية التي تكبرها بأعوام خطبهما أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لابني أخيه عبد العزى (أبى لهب): عتيبة وعتبة، فوافق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما لعمه أبو طالب من مكانة عنده ولأن الخاطبين ابنا عمه، وقد خطبت أم كلثوم لعتيبة.

ولمّا بُعث النَّبي محمد، أسلمت السيدة أم كلثوم، إلا أن زوجها عتبة قد ظل على كفره، ولمّا أُنزلت سورة المسد في ذم أبوه أبي لهب وزوجته، أجبر أبو لهب ابنه عتيبة على طلاق أم كلثوم ولم يكن قد دخل بها.

وتروي كُتب السير ومنها كتاب الإمام القسطلاني أنّ عتيبة لمّا فارق أم كلثوم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائلاً: «كفرت بدينك، وفارقت ابنتك، لا تحبنى ولا أحبك»، ثم سطا عليه وشق قميصه وهو خارج للشام تاجرًا، فدعى عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «أما إني أسأل الله أن يسلط عليك كلبه»، فلمّا خرج في تجارته هجم عليه أسد فافترسه.

وبعد طلاق السيدة أم كلثوم رضي الله عنها عاشت في كنف الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأمها السيدة خديجة رضي الله عنها، وتزوجت أختها الكبرى السيدة رقية رضي الله عنها من سيدنا عثمان بن عفان وهاجرت إلى الحبشة.

وشهدت السيدة أم كلثوم الأحداث العظام لبداية الدعوة الإسلامية من اضطهاد وحصار في شُعب أبي طالب وإيذاء أبيها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل كفار قريش، ثم وفاة أمها السيدة خديجة رضي الله عنها الذي كانت خسارة كبيرة لبيت النبوة.

ومن المواقف المؤثرة عندما تمادى كفار قريش في إيذاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فنثر أحدهم ترابًا على رأس النبي الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم، فدخل رسول الله إلى بيته فأقبلت عليه السيدة أم كلثوم لتغسل عنه التراب وهي تبكي، فقال لها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "لا تبك يا بنية إن الله مانع أباكِ".

وعندما جاءت الهجرة النبوية المشرفة هاجر النبي وتركها واختها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما في رعاية أم المؤمنين السيدة سودة، وبعد وصوله إلى المدينة واستقرار الأمور أرسل إليهما زيد بن حارثة ليصحبهما وآل سيدنا أبي بكر الصديق إلى المدينة المنورة.

أما عن زواجها من ثالث الخلفاء الراشدين سيدنا عثمان بن عفان فلذلك قصة .. بعد وفاة أختها رقية زوجة عثمان بن عفان في أحد الأيام رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عثمان مهمومًا فقال له: "مالى أراك مهموما؟"، فقال: يا رسول الله وهل دخل عليَّ أحد ما دخل عليَّ؟ ماتت ابنة رسول الله التي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بينى وبينك.

فبينما هو يحاوره إذ قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم "يا عثمان هذا جبريل يأمرني عن الله عز وجل أن أزوجك أختها أم كلثوم، على مثل صداقها، وعلى مثل عشرته" فتزوجت السيدة أم كلثوم من سيدنا عثمان بن عفان، ليلقب من حينها بـ "ذو النورين".

وظلت السيدة أم كلثوم بعد زواجها سنوات ولم تنجب، حتى أصابها المرض فتوفيت رضي الله عنها في شهر شعبان من سنة 9 هجريًا، وغسلتها أسماء بنت عميس، وصفية بنت عبد المطلب، وشهدت أم عطية الأنصارية غسلها، وصلى عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، و جلس على قبرها وعيناه تذرفان بأبي هو وأمي، ونزل في حفرتها علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد وأبو طلحة الأنصاري.

فيديو قد يعجبك: