إعلان

كعك العيد .. احتفل به المصريون القدماء وزينه الإخشيديون بالذهب وخصص له الفاطميون مصنعًا وآلاف الدنانير

05:22 م الخميس 06 يونيو 2019

كعك العيد

كتب – هاني ضوه:

مما تتميز به الأعياد وحث عليه الإسلام التوسعة على الأهل في هذه الأيام حتى تعم الفرحة والسعادة بين الجميع، ويكون ذلك بكافة الوسائل من طعام وشراب وابتهاج.

وفي مصر يمتاز العيد بشكل كبير بهذه المظاهر المبهجة، حتى أن لكل مناسبة وعيد أطعمة وأشربة ارتبطت به، ومن أمثال ذلك كعك العيد الذي ارتبط بعيد الفطر المبارك، وهو أمر ليس بجديد، فكعك العيد تعود فكرة الاحتفال به إلى المصريين القدماء وتطور عبر السنين حتى أصبح يخصص له مبالغ طائلة ويوزعه الحكام على الناس في العيد.

كعك الفراعنة في الأعياد

منذ عهد الفراعنة ظهر كعك العيد حيث اعتادت زوجات الملوك في مصر القديمة على تقديم الكعك للكهنة القائمين على حراسة هرم خوفو، وكان الخبازون في البلاط الفرعوني يتقنون صنعه بأشكال مختلفة كاللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير حتى وصلت أشكاله إلى ما يقرب من 100 شكل نقشت بأشكال متعددة بحسب الباحث الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية.

وقد وردت صور مفصلة لصناعة كعك العيد في مقابر طيبة ومنف من بينها ما صور على جدران مقبرة (رخمي _ رع) من الأسرة الثامنة عشر وتشرح كيف كان عسل النحل يخلط بالسمن ويقلب على النار ثم يضاف على الدقيق ويقلب حتى يتجول إلى عجينة يسهل تشكيلها بالأشكال التي يريدونها ثم يرص على ألواح الاردواز ويوضع في الأفران كما كانت بعض الأنواع تقلى في السمن أو الزيت.

وكانوا يشكلون الكعك على شكل أقراص أو بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية كما كان البعض يصنعه على شكل حيوانات أو أوراق الشجر والزهور ولا تختلف كثيرا عما هو مألوف حاليا.

كل واشكر

أولت الدولة الطولونية (868-905م) اهتماما بمظاهر الاحتفال بعيد الفطر وما يصنع فيه من كعك وحلوى، حيث اهتموا بشكل كبير بصناعة الكعك والحلوى التي ارتبطت بهذا العيد فخصصوا لصناعة الكعك قوالب مخصوصة لصناعته نقش فيها عبارة "كل واشكر"

كعك بالذهب

أما في عهد الدولة الإخشيدية ( 935-969م ) فزادت مظاهر البذخ في الاحتفال بعيد الفطر، لدرجة أن الوزير "أبوبكر المادرالي" كان يحشو كعك العيد بالدنانير الذهبية ويوزعه على الناس، وسماه بكعك "أنطونلة".

مصنع مخصوص

وأتت الدولة الفاطمية بمزيد من الاهتمام والاستعداد لعيد الفطر وكان هذا من عادة الدولة الفاطمية، حيث اهتم الخلفاء الفاطميون بالمناسبات الدينية وأبدعوا في أصناف الطعام.

ومن أجل ذلك أنشأ الخليفة العزيز بالله مصنعًا مخصصًا لصناعة حلوى عيد الفطر وأسماه "دارة الفطرة" كانت تتفرغ لصنعها بداية من منتصف شهر رجب وملء مخازن السلطان به، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه، ويخصص ما يقرب من 20 ألف دينار من أجل صناعة كعك العيد، وكان يوزع على جميع موظفي الدولة وتقام الموائد الضخمة في قصر الخلافة.

كما اهتم كذلك خلفاء الدولة الفاطمية بكسوة الشعب وتوزيع الملابس الجديدة عليهم بمناسبة عيد الفطر، حتى أنهم أطلقوا على عيد الفطر اسم "عيد الحلل"، حتى أن الخليفة الفاطمي سنة 515ه قد خصص لذلك 16 ألف دينار لتقديم الكساء للشعب في عيد الفطر المبارك.

كما برع الفاطميون في صناعة الغريبة والبيتي فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر.

وبالطبع استمرت عادة صناعة الكعك وحلوى العيد في العصر العثماني (1261-1517م، واهتم سلاطين العثمانيين بتوزيع الكعك في العيد على المتصوفين والتكيات والخانقات، المخصصة للطلاب والفقراء ورجال الدين وظل التراث العربي معبراً عن حاله حتى يومنا هذا خاصة بمصر وبلاد الشام بحكم الارتباط الجغرافي والتاريخي بحسب الباحث الأثري سامح الزهار.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: