5 علامات بشرت بميلاد النبي

بقلم – هاني ضوه :

ها نحن دخلنا في شهر ربيع الأنوار.. شهر ميلاد الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي ملأ بمولده الكون نورًا أضاء المشارق والمغارب، وتهيأ الكون لاستقبال إنسان الكمال سيدنا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام.

لم يكن ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثًا عاديًا، بل كان لابد للكون أن يتهيأ لاستقبال خاتم الأنبياء والمرسلين، فكان لمولده صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بشائر وعلامات وإرهاصات سبقته لتدل على قرب مولده الشريف، روتها كتب السيرة وتناقلها العلماء في كتبهم، نستعرض بعضها باختصار في هذا المقال.

دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ورؤيا آمنة:

قال صلى الله عليه وآله وسلم: "سأنبئِّكُم بأوَّلِ أمري دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى ورُؤيا أمِّيَ رأَت حينَ ولدَتني كأنها خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لَه قصورُ الشَّامِ".

فقد سأل أبو الانبياء سيدنا إبراهيم الله أن يبعث رسولًا في أهل هذا البلد الحرام بعد أن أتم بناء بيت الله كما أمره فيها وعاونه ابنه إسماعيل عليهما السلام في رفع قواعد بيت الله الحرام ، وبعث الله فيهم سيدنا محمد ختم به أنبياءه ورسله وأكمل له الدين بما لم يؤت أحدا من العالمين.

قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهن إنك أنت العزيز الحكيم}.. [البقرة : 129].

وأما بشرى عيسى فذكرها قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ}.. [الصف : 6].

ورؤيا السيدة آمنة .. قيل: كان منامًا رأته حين حملت به، وقصته على قومها فشاع فيهم واشتهر بينهم.

رؤيا عبد المطلب الشجرة العظيمة:

وقبيل مولده الشريف رأى عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه رؤيا أفزعه نهايتها فذهب إلى من يفسرها له لتفسر له، يقول عبد المطلب ـ نقلا من كتب السير- : "رأيت كأن شجرة نبتت نال رأسها السماء وضربت بأغصانها المشرق والمغرب، ورأيت العرب والعجم لها ساجدين، وهي تزداد كل سعة وعظمًا ونورًا وارتفاعًا، ورأيت ناسًا من قريش تعلقوا بأغصانها ورأيت ناسًا من قريش يريدون قطعها، فأردت أن أدنو منها فأخذهم شاب ـ لم أر قط أحسن منه وجهًا ولا أطيب منه ريحًا ـ فيكسر أظهرهم ويقلع عيونهم، فرفعت يدي لأتناول منها نصيبًا فمنعت فقلت: لمن النصيب، فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك فانتبهت مذعورًا".

فقال من فسرها له بعد أن قص عليه الرؤيا: "ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب ويدين له الناس".

نور في وجه عبدالله ينتقل لآمنة:

لا يكاد يخلو كتاب من كتب السيرة من حديث النور وفيه: أن نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ظهر قبل الحمل به في جبين عبد الله والد النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم.

وكان قبل زواجه بالسيدة آمنة، مشهور بهذا النور في جبينه ورأته امرأة من قريش فدعت النساء إلى المسارعة لأخذ النور من جبين عبد الله بالزواج منه.

وقال أهل السير: "كان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وجهه "عبد الله" فلما خرج منه ذلك النور انتقل إلى وجه آمنة"، وقيل كان يرى النور في وجه عبدالله كالكوكب الدري .

شخصيات بشرت بالنبي في زمن الفترة:

هى الفترة ما بين رسالة سيدنا عيسى عليه السلام وبين رسالة خاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

وكان فى تلك الفترة شخصيات أدركت أن عبادة الأصنام باطلًا، وبحثوا عن الحقيقة، فمنهم من التزم بدعوة إبراهيم عليه السلام واتبع الحنيفية السمحاء انتظارا لمجئ النبى المنتظر من هؤلاء أميه بن أبى الصلت والقس بن ساعده.

اليهود قبيل ميلاد النبي:

روى حسان بن ثابت رضي الله عنه قال والله اني لغلام يفعـة، وابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمـة بيثرب يا معشر يهود حتى إذا اجتمعوا إليه قالوا له ويلك مالَكَ؟ قال طلع الليلة نجمُ أحمد الذي ولد به، ومن المعلوم أن أصحاب الديانات السابقة وخاصة النصارى واليهود كانت كتبهم تبشر بمبعث نبي يدعى أحمد.