4 أمور للاحتفال بميلاد النبي

06:43 م السبت 10 ديسمبر 2016

4 أمور للاحتفال بميلاد النبي

بقلم – هاني ضوَّه :

نائب مستشار مفتي الجمهورية :

شهر ربيع الأول هو شهر الأنوار والبركات، ففيه أشرقت الدنيا بميلاد الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، فحلت بركاته على الكون أجمع، وهذا الشهر هو فرصة عظيمة لنحيي معاني محبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفوسنا، ونعلم أطفالنا محبته وأخلاقه، ونعلق قلوبهم بحضرته عبر الاحتفال بمولده الشريف وذكر شمائله وأوصافه.

وهنا يبرز سؤال .. كيف نحتفل بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

الاجتماع وذكر قصة المولد ومعجزاته

درج الناس والعلماء خصوصًا في مصر والشام والحجاز والمغرب وغيرها من البلدان على الاجتماع في المساجد والمنازل يتذاكرون قصة مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعجائب التي حدثت فيها والإرهاصات التي سبقتها، وكذلك ذكر أوصافة الخَلقية صلَّى الله عليه وآله وسلم فقد كان كالقمر المنير، وذكر صفاته الخُلقية وشمائله حتى نقتضي به وتكون تذكرة لنا وتحفيزاً للإقتداء بحضرته، وأيضًا ذكر مواقف من سيرته العطرة وغزواته، وكذا والاجتماع لقرائه القرآن والتعرض لتفسير الآيات التي مدح الله سبحانه وتعالى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وشرحها للناس حتى يقتدوا بنبيهم الكريم عليه الصلاة والسلام.

وبعض الناس يجتمعون ويمدحون النبي صلَّى الله عليه وآله وسلم بأجمل الأصوات، ويتفننون في نظم القصائد في مدحه، وهي طريقة جميلة جدًا للاحتفال بمولد الحبيب الهادي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، ووسط كل هذا تعقد المسابقات بين الأطفال في حفظ القرآن الكريم وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

توزيع الحلوى على الأطفال

من المهم جدًا أن نجعل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فرصة لتعريف الأطفال بسيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك عن طريق جمعهم وإدخال السرور على قلوبهم بتوزيع الحلوى والهدايا عليهم، وتعميق لمعنى انشراحهم واحتفالهم بمولد الحبيب المحبوب صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وربطهم بسنته المشرفة عبر سرد شمائله العطرة النبي حتى يشعروا بقدر الحبيب محمد صلَّى الله عليه وآله وسلم.

إطعام الفقراء وقراءة القرآن والسيرة

للحافظ الإمام السيوطي رسالة سماها "حسن المقصد في عمل المولد"، ذكر فيها جانب من مراسم احتفال المسلمين بميلاد خير خلق الله صلى الله عليه وآله وسلم قال فيها:

"فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟ والجواب عندي: أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلَّى الله عليه وسلم وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلَّى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. وأول من أحدث فعل ذلك صاحب إربل الملك المظفر أبو سعيد كوكبري بن زين الدّين علي بن بكتكين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عمَّر الجامع المظفري بسفح قاسيون".

الاجتماع لمدح النبي

درج المسلمون في احتفالهم بميلاد الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يجتمعوا في مجالس لمدح النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بالأشعار التي نظمها الشعراء قديمًا وحديثًا، ويتبارى المادحين في إنشادها بأصواتهم العذبة، وسط تواجدٍ من الناس الذين طربهم أرواحهم بذكر الحبيب المحبوب صلى الله عليه وآله وسلم.

وقد وصف الله من يوقرون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويمدحوه بالمفلحين، فقال سبحانه وتعالى: ﴿فَالَّذِينَ ءامَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .. [الأعراف : 157].

فقولـه عزّ وجلّ ﴿ وعزّروه ﴾ معناه أثنوا عليه ومدحوه وعظمّوه، فاحترامه وتوقيره وإجلاله وتعظيمه صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله فرض من مهمات الدين وعمل من أعمال المفلحين ونهج الأولياء والصالحين، وأما من يعتبر مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم غلوًا فهؤلاء من الخاسرين الذين لم يعرفوا قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

إعلان