"تماثيل المتحف أصنام يجب هدمها".. أمين الفتوى يرد على المتشددين
كتب : علي شبل
الدكتور هشام ربيع
هاجم الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، مقولة بعض المتشددين إن "تماثيل المتحف أصنام يجب هدمها"، مؤكدًا أن المحافظة على الآثار حَثَّت عليها شريعتنا الإسلامية؛ فهي تُذَكِّر المسلمين بماضيهم وتربط قلوبهم بوقائع الله تعالى وأيّامه.
ولفت أمين الفتوى إلى أن المقولة السابقة مترسِّخة في أذهان المتشدِّدين وإن لم يقدروا أن يتفوَّهوا بها، تلك المقولة التي تتماشى مع أدبياتهم التي ترى تحويل الإرث الحضاري العظيم إلى مجرد أصنام يجب كسرها!!
وأضاف ربيع، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، أن هذه المقولة الخاطئة فضلًا عن مخالفتها الشرعية فهي طعنة في قلب الهُوية وجريمة بحق ذاكرة الأمة، فهي:
- تَقْطَع الأجيال عن جذورها؛ إذ هذه الآثار هي صلة الوصل بين الحاضر والماضي، وبتحطيمها ننشئ أجيالًا بلا ذاكرة، مقطوعة عن تاريخها، وسهلة الانقياد لأي فكر دخيل.
- وتُقدِّم صورة همجية عن الإسلام، إذ يرى العالم في هذه الدعوات بربرية وجهلًا، فتتحول رسالة الإسلام من نور وهداية إلى دعوة للخراب والدمار، وهو ما يسعى إليه أعداء الدين لتشويه صورته.
- وتُدمِّر مصدرًا للعلم والاقتصاد، فهذه المتاحف هي مراكز للعلم والمعرفة، ومصدر رزق لملايين البشر من خلال السياحة التي أقرها الشرع كوسيلة للاعتبار والسير في الأرض.
ومِن الناحية الشرعية - يقول ربيع: فالمحافظة على هذه الآثار حَثَّت عليها شريعتنا الإسلامية؛ فهي تُذَكِّر المسلمين بماضيهم وتربط قلوبهم بوقائع الله تعالى وأيّامه؛ وقد قال سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ﴾ [إبراهيم: 5]، فهذا أمر مُطْلَق؛ والمُطْلَق يجري على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده، وكُلّ ما يَحْصُل به هذا التذكير يكون وسيلةً لتحقيقه، فيكون مطلوبًا شرعًا؛ والقاعدة الشرعية أنَّ -الوسائل تأخذ حكم المقاصد-.
وأشار أمين الفتوى إلى أنَّ إقامةَ المتاحف أمرٌ ضروريٌ في عصرنا الحاضر؛ لأنَّه الوسيلة العلمية الصحيحة والوحيدة لحفظ آثار الأمم والحضارات السابقة، ومن شأن العقلاء في كل الأمم احترام آثار سَلَفهم ومقدميهم، وجرى على هذا عملُ السلف والخلف، ولم يَقُل أحدٌ مُعتَبَر بمَنْعِ ذلك لأنَّه شركٌ أو يؤدي إلى الشرك.
ونصح ربيع: لا تقل "إنَّه مجرد تمثال"، فالتاريخ العظيم ما هو إلَّا قصص وشواهد، والحضارة الكبرى تَبْدَأ باحترام أثرٍ... فبصنيعك هذا إمَّا أن تكون حارسًا أمينًا على ذاكرة أمتك، أو أداة في يد مَن يسعى لمحو هويتها... فاجعل عقلك حارسًا على تاريخك مِن دعوات الجهل، لا مِعْولًا لهدم ذاكرة وطنك، فإنَّ مَن يهدم تاريخه اليوم يَعِش بلا هُوية غدًا.
وفي الخاتمة، يقول الدكتور هشام ربيع: قُل لي: "هتزور المتحف المصري إمتى؟".
اقرأ أيضاً:
زوجي يفشي أسرارنا لأهله وحلف عليَّ بالطلاق ما أزور أمي.. فما الحكم؟.. عالمة أزهرية تجيب
حق الزوج أم الزوجة؟.. أمين الفتوى يوضح حكم الذهب المشترى من مصروف البيت