علي جمعة: حب آل بيت النبي من أركان الإيمان.. وزيارة قبورهم أولى من زيارة قبور الأقرباء
كتب : علي شبل
الدكتور علي جمعة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، على أهمية ومنزلة حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدًا أنه كلما زاد حبُّ المسلم لأهلِ البيت، ارتقى بهذا الحبِّ في درجات الصالحين؛ لأن حبَّ أهلِ البيت الكرام علامةٌ على حبِّ رسولِ الله ﷺ، وحبَّ رسولِ الله ﷺ علامةٌ على حبِّ الله عز وجل، وذلك من أركان الإيمان.
وأضاف فضيلة المفتي الأسبق أن زيارة آلِ بيتِ النبوة من أقربِ القُرُبات، وأرجى الطاعاتِ قبولًا عند ربِّ البريّات؛ لأن في زيارتهم ومودتِهم برًّا وصلةً لرسولِ الله ﷺ، لافتا إلى أن زيارةَ الإنسان لقبورهم آكدُ من زيارته لقبور أقربائه من الموتى.
ودلل عضو هيئة كبار العلماء بقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}، على أن هذه هي التي لا يُسامِح فيها رسولُ الله ﷺ؛ فحبُّ الله، وحبُّ رسوله، وحبُّ أهلِ بيتِه من أركان الإيمان.
وقول ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسولُ الله ﷺ: «أَحِبّوا اللهَ لما يَغذوكُم به من نِعَمِه، وأَحِبّوني لِحُبِّ الله، وأَحِبّوا أهلَ بيتي لِحُبِّي».
وقوله ﷺ – فيما أخرجه الترمذي، وليس في الكتبِ الستةِ سواه –: «يا أيها الناس، إني قد تركتُ فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلوا: كتابَ الله، وعِترتي أهلَ بيتي».
ولم يقل: {وسنتي}، فالموجود في الكتب الستة: {وعترتي أهل بيتي}.
أما لفظ: {وسنتي}، فقد أخرجه الحاكمُ بلفظ: «تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتابَ الله وسنتي».
لكن {وعترتي} في الترمذي، والترمذيُّ مُقدَّمٌ على أحمد؛ لأنه من الكتب الستة المعتمدة.
وأضاف جمعة، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: أمرنا سيدُنا رسولُ الله ﷺ بحبِّ آلِ بيته والتمسكِ بهم، ووصَّانا بهم – عليهم السلام أجمعين –، قال ﷺ: «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يُوشك أن يأتي رسولُ ربي فأجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين؛ أولهما كتابُ الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به».
-فحثَّ على كتاب الله ورغَّب فيه-، ثم قال:
«وأهلُ بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي، أذكِّركم الله في أهل بيتي».
فقال له حُصَين: ومَن أهلُ بيته يا زيد؟ أليست نساؤه من أهل بيته؟
قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهلَ بيته مَن حُرِم الصدقةَ بعده.
قال: ومَن هم؟
قال: هم آلُ عليٍّ، وآلُ عقيل، وآلُ جعفر، وآلُ عباس.
قال: كلُّ هؤلاء حُرِّم الصدقة؟
قال: نعم. (رواه مسلم)
وتابع فضيلة المفتي الأسبق: فنحن نحبُّ الله حبًّا كبيرًا، وبحبِّنا لله أحببنا رسولَه ﷺ الذي كان نافذةَ الخير التي رحم اللهُ العالمين بها، وبحبِّنا لرسولِ الله ﷺ أحببنا آلَ بيتِه الكرام، الذين أوصى بهم ﷺ، وعظمت فضائلُهم، وزادت محاسنُهم.
وبيّن جمعة أن موقع محبةِ أهلِ بيتِ رسولِ الله ﷺ في أعماقِ قلبِ المسلم، وهو مظهرُ حبِّ رسولِ الله ﷺ؛ فبحبِّه أحببتُهم، كما أن محبةَ النبي ﷺ هي مظهرُ محبةِ الله، فبحبِّ الله أحببتُ كلَّ خير، فالكلُّ في جهةٍ واحدة، وسائلُ تُوصِّل إلى المقصود، واللهُ يُفهِمُنا مرادَه.
ولفت عضو هيئة كبار العلماء إلى أن المغالاة لا تكون في المحبة، وإنما تكون في الاعتقاد؛ فطالما أن المسلم سليمُ الاعتقاد، فلا حرجَ عليه في المحبة لرسولِ الله ﷺ وأهلِ بيتِه، مضيفا: فنحن نعتقد أنه لا إله إلا الله، وأن سيدَنا محمدًا هو رسولُ الله ﷺ، وأن الأنبياءَ معصومون، وغيرَ الأنبياء من العِترة الطاهرة والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين، وإنما هم محفوظون بحفظِ الله للصالحين.. ويجوزُ شرعًا وقوعُهم في الآثام أو الكبائر، ولكن يحفظهم الله بحفظه.
وأكد جمعة أنه طالما أن المسلمَ سليمُ الاعتقاد في هذه النواحي، فليُحبَّ أهلَ بيتِ رسولِ الله ﷺ من كل قلبه؛ فهي درجاتٌ يرزقها اللهُ لمن أحبَّه، مضيفا: فكلما زاد حبُّ المسلم لأهلِ البيت، ارتقى بهذا الحبِّ في درجات الصالحين؛ لأن حبَّ أهلِ البيت الكرام علامةٌ على حبِّ رسولِ الله ﷺ، وحبَّ رسولِ الله ﷺ علامةٌ على حبِّ الله عز وجل.
وشدد جمعة على أن زيارة آلِ بيتِ النبوة من أقربِ القُرُبات، وأرجى الطاعاتِ قبولًا عند ربِّ البريّات؛ لأن في زيارتهم ومودتِهم برًّا وصلةً لرسولِ الله ﷺ، كما قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.
وختم فضيلة المفتي الأسبق مؤكدًا أن زيارةَ الإنسان لقبورهم آكدُ من زيارته لقبور أقربائه من الموتى؛ كما قال سيدُنا أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه: «والذي نفسي بيده، لقرابةُ رسولِ الله ﷺ أحبُّ إليَّ أن أصلَ من قرابتي».. وقال رضي الله عنه أيضًا: «ارقبوا – سيدَنا محمدًا ﷺ – في أهلِ بيته».. ويقول الإمامُ الشافعي رضي الله تعالى عنه وأرضاه:
يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حُبُّكُمُ * فَرضٌ مِنَ اللهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ * مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
اقرأ أيضاً:
ما حكم الجهر بالنية عند الصلاة: جائز أم مكروه؟.. علي جمعة يوضح
بعد وفاة زوجي الأول والثاني تزوجت الثالث فمن يكون رفيقي في الجنة؟.. عالم أزهري يجيب
"واضربوهن".. أمين الفتوى يوضح معنى ضرب الزوجة المقصود شرعًا بالقرآن