إعلان

هل ثبت أن رسول الله ﷺ صام العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. حديث ينفي وآخر يثبت

07:04 م الجمعة 09 يوليو 2021

الدكتور علي جمعة

كتبت- آمال سامي:

مع اقتراب أول أيام شهر ذي الحجة، يتداول البحث والسؤال حول حكم صيامها، وهل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومها فعلًا أم لا؟.

يجيب عن ذلك الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، موضحًا سبب الالتباس الذي حدث حول صومها.

يقول جمعة: إن رواية مسلم هي الرواية الراجحة، وهي: عن السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم هذه الأيام.

لكن في حديث السيدة حفصة رضي الله عنها، وأخرجه النسائي، قالت فيه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ثلاثة أيام والعشر، أي ثلاثة أيام من كل شهر، وهي 13، و14، و15، والعشر، فالمقصود بها العشر الأوائل من ذي الحجة.

وقال جمعة: إن حديث عائشة رضي الله عنها، أكثر صحة في إسناده، وأخرجه مسلم، أما الحديث الآخر فأخرجه النسائي.

وقال جمعة: إنه يختار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم، ولكنه أكد على فضل هذه الأيام، وفضل الصيام فيها: "مش معنى إن النبي ﷺ لم يصم فأنت ما تصومش"، قائلًا: إن من أمثال ذلك صلاة الضحى، فقد أوصى رسول الله عليه وسلم بصلاة الضحى ولكنه لم يصلها أبدًا، مؤكدًا أنه ليس معنى ذلك ألا يصل المسلم الضحى.



وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية حول هذا الأمر، أكدت أنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم التسعة من ذي الحجة.

ففي سنن أبي داوود وغيره، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس".

واضافت أنه ورد عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صيام يوم عاشوراء، والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة"، رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه.

وذكرت أمانة الفتوى عبر بوابة الدار الرسمية أنه قد ورد عن عائشة رضي الله عنها، في صحيح مسلم أنها قالت: "ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط".

ورغم أن هذا يوهم الكراهة، بل إنه ليس كذلك، مؤكدة أنه ليس في صوم أوائل ذي الحجة كراهة على الإطلاق، فيتأول قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "لم يصم العشر"، أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، أو أنها لم تره صائمًا فيه، ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر، ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس".

فيديو قد يعجبك: