قصة المرأة التي قال عنها الرسول: "هي أمي بعد أمي"

كتبت – آمال سامي:

ربما ولد النبي صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وبعد سنوات قليلة فقد أمه، لكنه لم يعدم أن يجد عاطفة الأمومة في حياته، فكانت حاضنته "أم أيمن" من عوضته عن حنان الأم، وأم ايمن هي حبشية الأصل، مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته، ورثها من أبيه واعتقها بعدما تزوج بخديجة، وكانت رضي الله عنها من أوائل المهاجرين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عنها كما ذكر ابن كثير في "البداية والنهاية": "أم أيمن هي أمي بعد أمي".

يروي لنا الذهبي في سير أعلام النبلاء قصة المرأة الوحيدة التي كان يقول لها النبي رضي الله عنه: "يا أمه" ويخبر أصحابه أنها بقية أهل بيت النبوة، فيخبرنا أن اسمها "بركة" تزوجت من عبيد الله بن الحارث وانجبت أيمن، وهو أحد المجاهدين العظام الذي استشهد يوم حنين، وتزوجت بعده زيد بن حارثة وانجبت منه أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

"إن هذه الأمة الحبشية وقد ورثها اليتيم عن أبيه الفقيد، لا تكاد ترى هذا الوليد حتى يلقي الله حبه في قلبها، وحتى يعطفها الله عليه، وحتى يجعله لها قرة عين" هكذا يصف محمد إبراهيم سليم قصة الشعور الفياض بالأمومة الذي كنته أم أيمن للنبي صلى الله عليه وسلم من أول لحظات مولده، وقبل وفاة أمه السيدة آمنة، وكانت أم أيمن مع النبي صلى الله عليه وسلم في آخر رحلات أمه معه إلى بني النجار لتزور أهلها في يثرب، وفي رحلة العودة توفت السيدة آمنة عند الأبواء، لتعود أم أيمن به وحدها، يتيم الأب والأم، إلى جده وأعمامه وتمكث معه حتى تزوج خديجة رضي الله عنها.

كانت لأم أيمن مكانة خاصة عند النبي، فكان يقول لأصحابه: "من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن"، فاسرع مولاه زيد بن حارثة حينها وتزوجها. كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاة أم ايمن، ويروي أن أم أيمن بكت حين مات النبي صلى الله عليه وسلم . قيل لها : أتبكين ؟ قالت : والله ، لقد علمت أنه سيموت ؛ ولكني إنما أبكي على الوحي إذ انقطع عنا من السماء.

روت أم أيمن خمس أحاديث فقط عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عنها أنها بكت حين قتل عمر وقالت: اليوم وهي الإسلام، وتوفيت في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه.