إعلان

لم أستطع الحضور لرؤية أبي قبل وفاته لأني كنت "مشغولًا" في الغربة.. فهل أنا آثم؟

04:49 م الجمعة 18 سبتمبر 2020

مبروك عطية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"توفي أبي وانا في إحدى البلاد العربية وطلب مني أن أعود لكني كنت مشغولًا في عملي ومع أبنائي فلم أعد، وكانت النتيجة أن مات أبي وأنا في الغربة، وأنا أحمل حزن الأولين والآخرين لأني لم اعود لأراه..." تلقى هذه الكلمات الدكتور مبروك عطية، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، من أحد متابعيه الذي يسأله هل ارتكب بذلك إثما وأصبح عاقًا لوالده؟ ليجيب مبروك عطية عبر فيديو نشره على قناته الرسمية على اليوتيوب..

فرق عطية بين كون الابن قد عجز عن العودة فعلًا إلى بلاده بسبب ظروف اضطرته إلى ذلك، وكان أبيه لا يحتاج إلي خدمته ورعايته وكان معه إخوته الآخرين وزوجته لكنه فقط كان يرغب في رؤيته، وما بين كونه قريبًا منه لا يمنعه شيء من رؤيته لكنه امتنع عنها قائلًا ان في الحالة الأخيرة يكون "عاص بالتأكيد"، وأضاف عطية أن كل أب وام يريدون أن يرون أبناءهم في حياتهم وليس قبل أن يتوفوا فقط، لكنه نبه أن الأجل لا يؤخر سواء بحضور الأبن أو غيره، ولا حتى في حال الصحة والمرض قائلًا: "فإذا كنت تعلم أنه في حالة طيبة ولا ينقصه شيء وكنت طوال عمرك بارًا به، وجاء الأجل، ولم تستطع أن تكون معه، لكن إذا عدت إلى البلاد بعد ذلك فلا معنى لزيارة تربته فيما بعد عندما تعود".

يقول عطية إن الأمر الوحيد الذي ينفعه بعد وفاته هو الصدقة الجارية أو العلم الذي ينتفع به أو الدعاء، فهو يحتاج منه الدعاء والصدقة وغيره لكن زيارة القبور تكون للعظة وللتذكرة بالموت، "لست بعاص متى كنت غير مستعد للعودة إلى البلد، لكن إذا كان والدك بخير ولا يحتاج إليك مطلقًا لكن كان بحاجة إلى رؤيتك شوقا لا أكثر وكنت تستطيع أن تراه ولم تفعل فأنت عاص، وانت الحكم على عصيانك وعلى عدم عصيانك".

وضرب مبروك عطية مثالًا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في التعامل مع أصحابه، كدليل على أهمية "الشوق" في حد ذاته بصرف النظر عن الحاجة، راويًا حديث أحد شباب الصحابة وهو الصحابي مالك رضي الله عنه، حيث صحبه مجموعة من الشباب واقاموا عنده لكنهم اشتاقوا إلى أهليهم، فلما أحس منهم ذلك أمرهم بالعودة إليهم، ونص الحديث هو: "أتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شَبَبَةٌ متقاربون، فأقمنا عنده عشرين ليلةً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رفيقًا، فلما ظن أنَّا قد اشتهينا أهلنا - أو قد اشتقنا - سألنا عمن تركنا بعدنا فأخبرناه، قال: ارجعوا إلى أهليكم، فأقيموا فيهم وعلموهم، ومروهم - وذكر أشياء أحفظها أو لا أحفظها - وصلوا كما رأيتموني أصلي، فإذا حضرت الصلاة، فليؤذِّنْ لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم".

فيديو قد يعجبك: