إعلان

بعد وفاة اليوتيوبر مصطفى الحفناوي وطالب الثانوية المتفوق.. هل يتسبب الحسد في زوال النعمة؟

04:47 م الإثنين 10 أغسطس 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

عقب وفاة طالب الثانوية العامة المتفوق الذي كاد أن يحقق حلمه ويدخل كلية الطب في حادث طريق، انتشر الحديث على السوشيال ميديا حول "الحسد" وكيف يمكن أن يقتل وينهي حياة المحسودين، تكرر الأمر عقب وفاة اليوتيوبر مصطفى الحفناوي إثر اصابته بجلطة في المخ تأخر تشخيصها، وتحدث بعض رواد السوشيال عن تسبب الحسد على النجاح في إصابته.. فهل يمكن أن ينهي الحسد حياة البشر؟

الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود، وهو حرام بإجماع الأمة، لأنه اعتراض على الحق سبحانه وتعالى ومعاندة له ومحاولة لنقض ما فعله وإزالة فضل الله عمن أهله له، هكذا عرفت دار الإفتاء المصرية الحسد في إجابتها على سؤال حول الحسد وحكمه وكيفية العلاج منه، وأكدت الدار في فتواها أن الحسد ضرر على الحاسد في دينه ودنياه، فهو بالحسد يسخط على قضاء الله ويكره نعمته التي قسمها بين عباده وعدله، وضرر عليه في الدنيا، فالحاسد يتعذب به ويعاني الهم والغم فيتألم لكل نعمة يراها ويتألم لكل بلية تصرف عن اعداءه، فيقول الغزالي في احياء علوم الدين: " وأما كونه ضررًا عليك فِي الدُّنْيَا: فَهُوَ أَنَّكَ تَتَأَلَّمُ بِحَسَدِكَ فِي الدُّنْيَا أَوْ تَتَعَذَّبُ بِهِ، وَلَا تَزَالُ فِي كَمَدٍ وَغَمٍّ؛ إِذْ أَعْدَاؤُكَ لَا يُخْلِيهِمُ اللهُ تَعَالَى عَنْ نِعَمٍ يُفِيضُهَا عَلَيْهِمْ، فَلَا تَزَالُ تَتَعَذَّبُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ تَرَاهَا، وَتَتَأَلَّمُ بِكُلِّ بَلِيَّةٍ تنصرف عنهم، فتبقى مغمومًا محرومًا متشعب القلب ضيق الصدر"

لكن ما تأثير الحسد على المحسود؟

تنقل دار الإفتاء المصرية في فتواها قول الغزالي بأنه لا ضرر على المحسود في دينه ودنياه، وهو أمر واضح لأن النعمة لا تزول عنه بالحسد ولكن بما قدره الله تعالى له فيقول: "وأما أنه لا ضَرَرَ عَلَى الْمَحْسُودِ فِي دِينِهِ وَدُنْيَاهُ: فَوَاضِحٌ؛ لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك، بل ما قدره الله تعالى من إقبال ونعمة فلا بد أن يدوم إلى أجل غير معلوم قدره الله سبحانه، فلا حيلة في دفعه، بل كل شيء عنده بمقدار، ولكل أجل كتاب".

وفي نهاية فتواها، حذرت الإفتاء من اطلاق جانب الأوهام والظنون في الناس، مؤكدة أنه لا يجوز للمسلم أن يسيء الظن بإخوانه وأن يتهمهم بأنهم حسدوه لتصادف أحداث تقع له قد لا يكون لها علاقة بمن يظن فيهم أنهم حسدوه.

وقد تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، قبل ذلك عن الحسد على صفحته الشخصية على فيسبوك، مؤكدًا أن الحسد لا يسبب ضررًا على المحسود بل ينتفع به، قائلًا: "إنه لا ضرر على المحسود؛ بل ينتفع، يعني ما الذي فعلته أنت في المحسود؟ لا شيء عاكسته فقط، وهو من أقرب طريق يعالج من هذا الحسد، إنه يقرأ المعوذتين وينتهي الأمر، ثم إنه خصيمك يوم القيامة ،وسيأخذ منك الحسنات"، بل أن الضرر يقع على الحاسد لأن الله سبحانه وتعالى يغضب عليه، ويذمه الناس في الدنيا ويبتعدون عنه فالمواقف تفضحه والملائكة تلعنه.

فيديو قد يعجبك: