إعلان

لماذا كان أبو هريرة من أكثر الصحابة رواية عن رسول الله؟.. تعرف على السبب

04:19 م الإثنين 13 يوليه 2020

ابو هريرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

أثيرت الكثير من الشبهات حول إكثار الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس هذا في العصر الحديث فقط فيما يبدو، حيث يروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه حديثًا في رده على من يقولون لم لم يرو أحد من المهاجرين والأنصار مثلما روى أبو هريرة؟ يعلل لنا أبو هريرة رضي الله عنه في الحديث التالي، سر حفظه عن الرسول الكثير من الأحاديث بمعجزة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم..

يروي البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا ، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي ، وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ القِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ ، وَقَالَ : مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي ، ثُمَّ يَقْبِضْهُ ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ".

يفسر أبو هريرة رضي الله عنه علة خفاء بعض السنن على بعض كبار الصحابة وبعض الأحاديث عنهم أيضًا، بقوله إن المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق (أي الخروج للتجارة) وهو ما يوافق ما قاله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في تعليقه على أحد الأحاديث: "خفي علي هذا من أمر النبي صلى الله عليه وسلم ألهاني الصفق بالأسواق"، وعلل أبو هريرة بكثرة إخباره عن الرسول في الحديث بسبب أن كتمان العلم محرم، وإظهاره واجب، فيقول ابن حجر: لما كان الكتمان حراما وجب الإظهار ، فلهذا حصلت الكثرة لكثرة ما عنده.

ويروي ابن حجر كيف كان أبو هريرة رضي الله عنه مسكينًا من أهل الصفة لذا كان ملازمًا للرسول صلى الله عليه وسلم ضيفًا دائمًا عليه، سمع منه ما لم يسمع غيره وحفظ عنه ما لم يحفظ غيره، حتى شهد له الصحابة بذلك، فيروي ابن حجر عن طلحة ابن عبيد الله قوله: " لا أشك أنه سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لا نسمع ، وذلك أنه كان مسكينا لا شيء له ضيفا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم –"، وأيضًا روي عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال لأبي هريرة : كنت ألزمنا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأعرفنا بحديثه، وهو ما رواه عنه أحمد والترمذي.

أما الآية التي كان يعنيها أبو هريرة في حديثه هي قوله تعالى: " إنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَات وَالْهُدَى مِنْ بَعْد مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَاب أُولَئِكَ يَلْعَنهُمْ اللَّه وَيَلْعَنهُمْ اللَّاعِنُونَ"، ويقول القرطبي في تفسيره ان هذه الآية التي بها استدل العلماء على وجوب تبليغ العلم الحق ، وشرح العلم وبيانه بشكل عام دون أخذ أجر عليه.

فيديو قد يعجبك: