إعلان

يأثم شرعًا؟.. إليك الرأي الشرعي في عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وإخفاء الإصابة بكورونا

05:30 م الجمعة 29 مايو 2020

الشيخ خالد الجندي

كتبت – آمال سامي:

تفرض الدولة قيودًا مختلفة في الفترة القادمة كإجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا مع عودة الحياة بشكل جزئي لكن بشروط كارتداء الكمامات في الأماكن العامة اجباريًا، والإلتزام بالاجراءات الاحترازية التي ذكرتها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية وما ينصح به الأطباء كمحاولة للوقاية وتجنب انتشار الفيروس، لكن على الرغم من ذلك هناك من لايزال يتجاهل تلك الإجراءات ولا يلتزم بما تنصح به الدولة ولا بقرارات العزل، كذلك بعض من يصاب بكورونا لا يفصح عن تلك الإصابة ويخالط الأطباء والممرضين ومن حوله دون أن يخبرهم بحقيقة إصابته، وهو ما دفعنا للتساؤل حول الحكم الشرعي لمن يقوم بمثل هذه الأفعال في هذه الظروف..

ما حكم من لا يلتزم بالإجراءات الاحترازية ويخالف التعليمات الخاصة بالسلامة الشخصية؟

في تصريح خاص لمصراوي، أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هذه الاجراءات اختيارية وليست اجبارية إلا في التعليمات العامة للدولة، وما يترتب على مخالفتها امران، أولهما مخالفة أوامر ونصيحة ولي الأمر وهو الذي قال فيه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ".

أما الأمر الآخر الذي أكد عليه الجندي أن في تجاهل الإلتزام بالاجراءات الاحترازية تعريض النفس للتهلكة، وهو ما نهى الله عنه في قوله تعالى: "وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة"، وقوله: " وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا".

وأكد الجندي أن عدم الالتزام بالتعليمات الصحية والوقائية فيه قتل للنفس واضرار بالغير لقوله صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار ومخالفة لولي الأمر، يقول الجندي "ولا عذر لك يوم القيامة بين يدي الله لأنها اجراءات اختيارية انت الذي تختار ان تدخل الجنة أو تدخل النار وانت الذي يختار طاعة ولي الأمر ابتغاء مرضاة الله أو غير ذلك، فالقرار لك وانت الذي ستحاسب أيها المواطن" ، واعتبر الجندي من لا يلتزم بهذه الإجراءات آثم شرعًا ويحاسب حسابًا عسيرًا بين يدي الله يوم القيامة..

وأكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية من المرض مطلوب شرعا للوقاية ودفعا للضرر، وأضاف ممدوح أنه إذا ما تحقق الإنسان من أن تقصيره في الأخذ بها يمكن أن يصيبه بالمرض وقصر فيها فيكون في هذه الحالة آثما شرعا.

يخفي إصابته بكورونا ويتسبب في إلحاق الضرر بالآخرين فلا يخبر الأطباء ولا من يخالطهم، فما حكمه الشرعي؟

أكد خالد الجندي في حديثه مع مصراوي أن اخفاء الإصابة بكورونا فيه تعريض لحياة الآخرين للخطر ومخالفة لنصيحة وطلب وأمر ولي الأمر، وفيه أيضًا تعريض نفسه للقتل، فالحالة قد تتفاقم، يقول الجندي، ولن يستطيع أحد أن ينقذها في التوقيت المناسب، وأضاف أن في ذلك أيضًا كتمان للشهادة لقوله تعالى: "وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ" وهو أيضًا تقصير عن أداء واجب لقوله تعالى: "وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ"، وفيه عصيان لله تعالى كذلك، يقول الجندي: "من يفعل ذلك آثم آثم وسوف تتحقق عليه العقوبة يوم القيامة".

واتفق معه كذلك أحمد ممدوح في حكم من اخفى اصابته بكورونا، فيقول أن من أصيب بالفيروس وعلم بذلك ثم تسبب عمدا في الإضرار بالغير ونقل العدوى لهم كان مفسدا وآثما شرعا فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا ضرر ولا ضرار.

فيديو قد يعجبك: