إعلان

في ذكرى ميلاد مؤسس علم الاجتماع.. كيف غير "الطاعون" مجرى حياة "ابن خلدون"

07:48 م الأربعاء 27 مايو 2020

ابن خلدون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

تحل اليوم، السابع والعشرين من مايو، ذكرى ميلاد ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي المعروف بـ "ابن خلدون" المولود بتونس عام 1332م، يعد أشهر كتبه "مقدمة ابن خلدون" وهو من أساسيات مكتبة علم الاجتماع، وكتب ابن خلدون قصة حياته بنفسه في كتاب "التعريف بابن خلدون ورحلته غربًا وشرقًا" وفي السطور التالية يعرض مصراوي أبرز محطات حياته وأهمها:

· ولد ابن خلدون لأسرة عريقة النسب معروفة بالعلم والمجد وحفظ القرآن في بداية طفولته وكان أبوه أول من تلقى على يديه العلم.

· درس ابن خلدون على العديد من العلماء المشهورين في عصره من علماء الأندلس الذين جاءوا تونس، فتعلم علوم القرآن والحديث والأصول والتوحيد وكذلك علوم اللغة والمنطق والفلسفة والرياضيات، وأهم شيوخه: محمد بن سعد بن بر ال الأنصاري، ومحمد بن العربي الحصايري، ومحمد بن الشواش الزرازلي، ومحمد بن عبد الله الجياني، وغيرهم.

· في عام 749 هجريًا، انتشر الطاعون الأسود في معظم انحاء العالم وطاف بالبلاد الإسلامية من سمرقند إلى المغرب، ودخل أوروبا والأندلس كذلك، وهو ما أسماه ابن خلدون بـ "طاعون الجارف" وبأنه كان نكبة كبيرة "طوت البساط بما فيه" كما يروي لنا علي عبد الواحد وافي في كتابه "عبد الرحمن بن خلدون: حياته وآثاره ومظاهر عبقريته"، فكان له أكبر الأثر على حياته، حيث راح ضحية الطاعون والداه وكل من كان يأخذ عنهم العلم، فيقول ابن خلدون: "لم أزل منذ نشأت وناهزت مكبًا على العلم حريصًا على اقتناء الفضائل، متنقلًا بين دور العلم وحلقاته، إلى أن كان الطاعون الجارف، وذهب بالأعيان والصدور، وجميع المشيخة، وهلك أبواي رحمهما الله".

· من لم يأخذه الطاعون في تلك الفترة من العلماء والأدباء، آثر الهجرة من تونس إلى المغرب الأقصى عام 750 مع سلطان دولة بني مرين أبي الحسن، وكان لذلك تأثير كبير على حياة ابن خلدون، فتعذر عليه بعد ذلك متابعة الدراسة، لانقباض نفسه وضيق صدره من ناحية ولهلاك العلماء وهجرة من بقى منهم من ناحية أخرى، وأراد ابن خلدون أن يهاجر كما فعل العلماء والأدباء إلى المغرب الأقصى ليتابع دراسته، لكن أخاه الأكبر محمد نهاه عن ذلك مما جعله يغير مجرى حياته تمامًا فتطلع إلى تولي الوظائف العامة وتوقف عن متابعة دراسته لتعذر ذلك في تونس.

· عانى ابن خلدون من محنة السجن عام 759 هجريًا لاتصاله بأمير بجاية الذي تم تنحيته وعزله، وبلغ السلطان أبو عنان أن ابن خلدون اتصل به ليدبر معه مؤامرة ليستعيد ملكه، ومكث في السجن عامين، ولما تولى السلطان أبي سالم أبي الحسن الحكم، نال ابن خلدون مكانة عظيمة لديه فولاه مهمة كتابة السر والرسائل عنه واصبح بعد ذلك ابن خلدون يتنقل ما بين الوظائف العامة.

· دخل ابن خلدون مصر في شوال 784 هـ/ 1382م، أثناء رحلته إلى مكة طالبًا الحج،والتي يقول عنها علي عبد الواحد وافي في كتابه السابق ذكره أن الحج لم يكن السبب الحقيقي وراءرحلته إلى مصر، بل كان يخفي أنه رحل فرارًا من اضطراب السياسة في المغرب، فدخل الإسكندرية في يوم عيد الفطر عام 784هـ، ثم انتقل إلى القاهرة التي وصفها قائلًا: "فرأيت حضرة الدنيا وبستان العالم ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر وايوان الإسلام وكرسي الملك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانك والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه".

· بين أروقة الأزهر، تلاقى ابن خلدون مع طلابه يتدارسون، فتلقى عنه العلم عدد كبير من الأعلام والعلماء المشهورين ومنهم: تقي الدين المقريزي وابن حجر العسقلاني، وكان السلطان المصري الظاهر برقوق يقدر ابن خلدون تقديرًا شديدًا فولاه قضاء المالكية وأعطاه لقب ولي الدين وخلع عليه، لكنه لم يسلم من الوشايات حتى عزله السلطان ليرحل ابن خلدون مرة أخرى إلى فلسطين لزيارة بيت المقدس لكنه عاد مرة أخرى إلى مصر متوليًا منصب القضاء ليتولى منصب قاضي القضاة ليعزل منه عام 804 هـ/ 1402 م، ثم يتولاه مرة أخرى في ذي الحجة 804 هـ/ يناير 1402م ويظل به حتى وفاته.

· توفى ابن خلدون في مصر عن عمر يناهز 76 عامًا في السادس والعشرين من رمضان عام 808 هـ الموافق 16 مارس 1405م.

فيديو قد يعجبك: