إعلان

حديث ومعنى (20): " كَانَ النبى يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ "

02:10 م الأربعاء 13 مايو 2020

مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا كبيرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك.

ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»..أخرجه البخاري

وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف، أن الاعتكاف لزوم الشَّيء وحبس الَّنفس عليه ، وهو المقام في المسجد من شخص بنية ، والاعتكاف ليس بواجب، ومن هنا كان صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شمر عن ساعد الاجتهاد في العبادة، وقام الليل، ودعا نساءه لذلك، واستحب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، ينقطع المسلم فيها في المسجد ولا يخرج منه إلا لقضاء الحاجة، أو تحصيل الأمر الضَّروري من مأكل ومشرب ونحوهما، ثم يعود فور انتهاء مطلبه؛ ليشتغل بذكر الله والصَّلاة وقراءة القرآن، ولا بأس أن يتخذ لنفسه مكاناً في آخر المسجد إذا لم يضيق على الناس أو يؤذيهم.

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، يضرب خباء، يصلي، ثم يدخله، ليختلي بنفسه، ويتفرغ لمناجاة ربه، فنبينا صلى الله عليه وسلم بهديه في الاعتكاف يُحيي فينا عبادة التَّفكر والتَّدبر التي ذهبت مع الرِّيح عند غالب النَّاس اليوم إلا من رحم الله ، وما المقصود من الاعتكاف إلا تحقيق هذه العبادة، فالاعتكاف ضرب من العبادة الصَّامتة يُغنى بها الفِكر عن الذِّكر، والاستغراق عن المشاهدة ، والمُتأمِّل في الهدي العملي للرَّسول صلى الله عليه وسلم يجد في سُلوكه وحاله ومقاله وسيرته قبل البعثة وبعدها في خلواته في غار حراء ما يدعو إلى دقَّة الفَهم والوعي والتَّدبُّر، ويُمارسه ويستثمره ويُنجزه في أرض الواقع، والاعتناء الكثير بهذه العبادات المنسية فالوسيلة إلى محبة الله تعالى كثرة التَّفكر في آلائه ونعمه والتَّأمل في مدى جلاله وكماله ولا يتم ذلك إلا بالعزلة القليلة والابتعاد عن شواغل الدُّنيا في فترات متقطعة متكررة من الزَّمن ، من آثارها المثمرة زيادة المحبة الإيمانية والتَّعالي عن سفاسف الدُّنيا وشهواتها ، وهذه الدَّوافع القلبية الوجدانية أثارها أعظم بكثير من مُجرد الفهم العقلي المجرد ، فآثار هذه العبادة جليلة على النفس وكأنها إعادة برمجة للإنسان بالوقوف مع نفسه ومحاسبتها حتى يعرف ما لها وما عليها ومن عرف نفسه فقد عرف ربه كما قالوا .

فيديو قد يعجبك: