إعلان

حديث ومعنى (6): "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

11:10 ص الأربعاء 29 أبريل 2020

مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الالكتروني (خاص مصراوي) تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك.

ورد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ: « فَيُشَفَّعَانِ » [رواه أحمد(6626)].

وجاء في تفسير مختصي المركز لمعنى الحديث النبوي الشريف أنَّ شهر رمضان المبارك يجمع بين فضيلتين: إحداهما فضيلة الصِّيام بمعنى مقاومة الصائم لهوى النفس وشيطانها. حتى تصفو روحه، وتتهذب نفسه، ويصح جسده، ويقوى بدنه، وثانيهما: فضيلة قراءة القرآن في شهر اختصه الله تعالى بنزول كتابه المقدس لهداية الناس بقيمة الأخلاقية، ومبادئه التشريعية والإنسانية، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ؛ ولما لهذا الشهر من خصائص ليست في غيره من الشهور استحق الشَّفاعة من أداهما ابتغاء مرضاة الله تعالى؛ فالصِّيام والقرآن يشفعان لصاحبهما يوم القيامة، فالجزاء من جنس العمل، وكأن الصَّوم له لسان ينطق ويبين عن الصَّائم محاماة عنه بقوله : أي ربِّ منعته الطَّعام والشَّهوات ابتغاء مرضاتك ورغبة في إحسانك ، فبهذا العمل الخالص شفعني فيه ، ويأتي القرآن وله أيضًا لسان ينطق ويبين فيقول أي ربِّ نام الناس وخلا كل حبيب بمحبوبه ، لكن صاحبي ما خلا بحبيب غيرك ، فالقرآن كتابك لا يسعد ولا يسر إلا بتدبره وتفهمه ، فبهذا العمل الخالص لوجهك، فما قرأني ليقال قارئ كغيره فشفعني فيه ، ويأتي الحديث مبشرًا للصَّائم بقبول الشَّفاعة بقوله صلى الله عليه وسلم «فيشفعان»:

وفي الحديث : ارتباط صيام رمضان بالقرآن الكريم دليل على أنهما متلازمان، لا ينفصل أحدهما عن الآخر؛ فنزول القرآن في شهر رمضان، رفع منزلة فريضة الصِّيام ومنزلة الشهر المبارك، وأنَّ الصِّيام يشفع لصاحبه يوم القيامة، فأداء فريضة الصِّيام على وجهها المشروع من المشرع الحكيم بمثابة السَّماح له بالشَّفاعة لصاحبه ، كذلك القرآن الكريم يشفع لمن يحفظه أو يتلوه ويرتله، ويستقيم على أوامره ونواهيه.

فيديو قد يعجبك: