إعلان

بعد مشاركة الإمام الطيب في مؤتمرها.. ما لا تعرفه عن "الماتريدية" وأبرز آرائها في العقيدة

03:03 م الثلاثاء 03 مارس 2020

الدكتور أحمد الطيب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

في سمرقند، اليوم، يشارك الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في المؤتمر الأوزبكستاني "الإمام أبو منصور الماتريدي والتعاليم الماتريدية: التاريخ والحاضر"، وقد وصف الإمام الأكبر المؤتمر في كلمته التي ألقاها اليوم بأنه "ضوء يسطع في نهاية نفق شبه مظلم" معتبرًا أياه بعث للتراث وإحياء له مع الإلتزام بحدود ومعايير الإنتقاء منه... وأوضح الإمام الأكبر مفهوم مذهب "أهل السنة والجماعة" الذي تقع تحت مظلته الماتريدية أيضًا.

وأوضح الإمام الأكبر خلال كلمته أن المؤتمر يعبر عن مذهبِ "أهل السُّنَّة والجماعة" وعرف الطيب المذهب بقوله أنه: مذهبُ السوادِ الأعظمِ من المسلمين، ويَعني هذا المفهومُ في المقام الأوَّل: الأشاعرةَ والماتريديَّةَ وأهلَ الحديثِ من الأحنافِ والمالكيةِ والشافعيَّةِ والحنابلةِ، وأئمَّةَ علومِ الذَّوْقِ والسُّلوكِ، وأهلَ اللغةِ والبيان. ولفت الإمام النظر إلى أن اضطراب مفهوم أهل السنة والجماعة في أذهان البعض جعلهم يرونه دلالة على التشدد والتطرف والغلوم والتكفير...وفي السطور التالية نوضح ما هو مذهب أهل السنة والجماعة ومن هم الماتريدية وما هي أبرز آرائهم العقائدية التي تختلف عن الأشاعرة:

دار الإفتاء توضح مذاهب "أهل السنة" العقائدية

وفي فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية منشورة على موقعها الرسمي ردًا على طلب ذكر تعريف "جامع مانع" لـ "أهل السنة والجماعة"، عرفته دارالإفتاء قائلة:

أهل السنة والجماعة هم أصحاب ذلك المنهج الوسطي عبر القرون؛ شريعة، وعقيدة، وسلوكًا. ففي الشريعة: يعتمدون المذاهب السنية الأربعة للأئمة المتبوعين (ويستقون من المذاهب الأخرى أيضًا في فسيح الفقه الإسلامي الواسع)، وفي العقيدة: العقيدة الأشعرية للشيخ أبي الحسن الأشعري والماتريدية للشيخ أبي منصور الماتريدي، وفي السلوك: التصوف السني المقيد بالكتاب والسنة الذي كان عليه سَلَفُ الأمة وخَلَفُها جيلًا بعد جيل، وهو يعني الأدب مع الله تعالى وتزكية النفس والترقي في مقامات الكمال ودرجات الرجال.

وأهل السنة والجماعة على هذا النحو هم السواد الأعظم من المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَاتَّبِعُوا السَّوَادَ الْأَعْظَمَ، فَإِنَّهُ مَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ» رواه الحاكم في "المستدرك".

يتوافق أهل السنة والجماعة في الغالب إلا في مسائل بسيطة، والاختلاف بين الماتريدية والأشعرية طفيف، حسب دار الإفتاء المصرية، فبينما طريقة الأشعري في تقرير العقائد الإسلامية والرد على الطوائف المبتدعة هي الطريقة المعتمدة في الأزهر الشريف بمصر وكذلك بالزيتونة في تونس والقرويين بالمغرب، فالماتريدية هي الطريقة المعتمدة في عدة بلاد.

فما هي الماتريدية؟ وما أبرز آرائها في العقيدة التي تختلف عن الأشاعرة؟

نشأت الماتريدية في بلاد ما وراء النهر والتي عرفت فيما بعد باسم تركستان، على يد محمد بن محمد بن محمود، أبو المنصور الماتريدي، السمرقندي، وكان يلقب بإمام الهدى وإمام المتكلمين، ورئس أهل السنة، والإمام الزاهد، وغيرها من الألقاب، وماتريدي نسبة إلى ماتريد ويقال لها ماتريت وهي محلة قرب سمرقند، فإلى الماتريدي تنسب الماتريدية، وإلى ماتريت ينسب الماتريدي، وقد ولد الماتريدي عام 238 هـ، وتوفي عام 333هـ.

أما المنهج الماتريدي والأشعري في المذهبين فهما يلتقيان في المنهج كما يلتقيان في المذهب حسب الدكتور فتح الله خليف، ، في تحقيقه لكتاب "التوحيد" للماتريدي، حيث يلتقيان في إثبات صفات الله وفي كلامه الأزلي وفي جواز رؤيته وبيان عرشه واستواءه وفي أفعال عباده، وفي أمر مرتكب الكبيرة منهم، وفي شفاعة الرسول، ويقول خليف، أن تلك هي ابرز الموضوعات التي اختلفت فيها فرق المسلمين وأهم موضوعات علم الكلام.

ومصدر الماتريدية في التلقي هو التوسط بين العقل والنقل حسبما ينقل احمد بن عوض الحربي في دراسته "الماتريدية دارسة وتقويمًا"، وذهب الماتريدية إلى القول بأن معرفة الله واجبة بالعقل قبل ورود السمع وهو من نقاط أختلافها مع الأشعرية، حيث يرى المذهب الأشعري أن معرفة الله تعالى واجبة بالشرع، فلايجب إيمان ولا يحرم كفر قبل ورود الشرع، واختلفوا كذلك في صفة كلام الله، حيث قال الماتريدية أن كلام الله لا يسمع إنما يسمع ما هو عبارة عنه، فموسى سمع صوتها وحروفا خلقها الله دالة على كلامه، أما الأشاعرة فرأوا جواز سماع كلام الله تعالى، وأن ما سمعه موسى هو كلام الله تعالى النفسي، ومن مواطن الاختلاف أيضًا قضية حكمة وتعليل أفعال الله، فذهب الماتريدية إلى القول بلزوم الحكمة في أفعاله سبحانه وتعالى، بينما نفى الأشاعرة الحكمة والتعليل وقالوا بأن أفعال الله تعالى ليست معللة بالأغراض.

الماتردية

الأشاعرة

فيديو قد يعجبك: