إعلان

من معاني القرآن.. قوله تعالى: "وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ"

10:01 م الجمعة 30 أكتوبر 2020

القرآن الكريم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" الآية 267 من سورة البقرة، شرح الدكتور عبد الرحمن بن معاضة البكري، أستاذ الدراسات القرآنية السعودي معنى قوله تعالى: "ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون..."، موضحًا المقصود بكلمة "تيمموا"..

يقول البكري إن تيمموا تعني تقصدوا أو تتعمدوا، فيقال تيممت مكان كذا وكذا أي قصدته، وتأممته أيضًا تأتي بنفس المعنى، فالله يقول في هذه الآية لا تذهبوا إلى ما لديكم من رديء المال حتى تخرجوا منه الصدقة، وضرب مثلًا بذلك قائلًا بأنه لا يجب أن يأتي الإنسان إلى أسوأ ما لديه من شياه أو ثمار حتى يتصدق به، ولذا قال تعالى: "لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون".

وأشار البكري إلى أن التيمم المعروف في الطهارة والذي ينوب عن الوضوء عند انعدام الماء، هو مأخوذ من القصد، أي يقصد التراب ليتيمم، وتابع البكري شرح الآية قائلًا أن "ولستم بآخذيه" تعني لو أن أحدًا تصدق عليهم بهذا الخبيث لن يأخذوه إلا أن "يغمضوا فيه" أي يحاولوا ان يتجاوزوا عنه ويغمضوا أعينهم عنه تنازلًا للفقر أو الحاجة، ففي المعتاد لن يقبل الإنسان الشيء الرديء لذا فلا يجب أن يتصدق بالخبيث الذي لديه، فلا يتعمد أن يتصدق بالرديء مما يملك.

أما عن سبب نزول تلك الآية، فيذكر ابن كثير في تفسيره عن ابن جرير أنها نزلت في الأنصار، حيث كانوا إذا جاء يوم جذاذ النخل أخرجت من حيطانها "أقناء البسر" – والبسر هو البلح في بداية جفافه – فعلقوه على حبل بين الأسطوانتين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأكل فقراء المهاجرين منه، فيعمد الرجل منهم إلى الحشف فيدخله مع أقناء البسر يظن أن ذلك جائز، والحشف هو البلح الجاف الذي لا لحم فيه ولا طعم.

فيديو قد يعجبك: