إعلان

جمعة: من قلة الحياء أن يطلب المناصب القيادية أسافل الناس.. و(لا حياء في الدين) عبارة خاطئة

09:38 م الأحد 09 يونيو 2019

الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام حث على الحياء باعتباره خلقًا محمودًا على مستوى الفرد وعلى مستوى المجتمع حتى شاع الذم بعبارة (قليل الحيا) في الاستعمال اليومي، مع حذف همزة الحياء؛ لأن العرب تقصر كل ممدود ولا تمد بالضرورة كل مقصور.

وأضاف جمعة: وقد تفشت قلة الحياء بين الأفراد والمجتمعات وعلى المستوى الدولي كذلك، فصار الناس لا يستحيون من الله، ولا من الناس، وعلى المستوى الدولي فمن قلة الحياء التي نراها في التصرفات الدولية، حيث يحتل المحتل الأراضي ويسلب الخيرات ويسرق الوثائق والمستندات التاريخية ويعذب السجناء ويلتقط لهم الصور أثناء التعذيب حتى يبعثها لأهله مفتخرًا بنفسه أن عذب البشر. وهذا من خسة أخلاقه حيث ذهب الحياء.

وكتب فضيلة المفتي السابق، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك: من قلة الحياء على مستوى المجتمع أن يطلب المناصب القيادية أسافل الناس، بعد كل ما قدموه من فاحشة وسمعة سيئة، ويصدق فيهم قول النبي ﷺ في علامات فساد الزمان وأهله : (يأتي على الناس سنوات خدعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيهم الرويبضة. قيل يا رسول الله- ﷺ- : وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) [وابن ماجة]. وقال (ص): (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه البخاري] وكان الحياء ينشئ ثقافة سائدة تمنع من الانحراف وتضبط إيقاع العمل على المستوى الشخصي والمستوى الجماعي، وانعدام الحياء يوصلنا إلى فقد المعيار الذي به التقويم والذي به القبول والرد والذي به التحسين والتقبيح، وفقد المعيار هذا يؤدي إلى ما يشبه الفوضى وهي الحالة التي إذا استمرت لا يصل الإنسان إلى غايته، ويضيع الاجتماع البشري وتسقط الحضارات في نهاية المطاف حيث لا ضابط ولا رابط.

وتابع جمعة: على ذلك فمن العبارات الشائعة - وهي خطأ- قولهم (لا حياء في الدين) ويقصدون أن الإنسان يجب عليه أن يسأل في كل شيء دون خجل يصده عن التعلم فلا يخجل من عدم معرفته ولا يخجل أن يعرف كل شيء في جميع المجالات، فليس هناك حدود للمعرفة والعبارة الصحيحة التي حرفت من أصلها إلى هذه العبارة الجديدة الخاطئة هي (لا حرج في الدين) وهناك فارق كبير بينهما؛ فصحيح أنه لا حرج في الدين، فإن اليسر يغلب العسر، ومن طبق الدين لا يجد فيه ضيقًا ولا تضيقًا فقد قال الله تعالى : (فإن مع العسر يسراً * إن المعسر يسرا) وفي الحديث الشريف : ( أنه ﷺ ما خير بين أمرين إلا أخذ أيسرهما) [رواه مسلم]. والقاعدة الفقهية الأم (المشقة تجلب التيسير).

فيديو قد يعجبك: