إعلان

خواطر رمضانية مع الشيخ محمود الهواري.. رب مُذنب تائب (3)

01:19 م الإثنين 13 مايو 2019

الشيخ محمود الهواري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-محمد قادوس:

اختص الدكتور محمود الهواري، عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف، مصراوي بالحديث عن خواطر إيمانية رمضانية، وفي الحلقة الثالثة يتحدث الهواري عن الخاطرة الثالثة بعنوان "رب مذنب تائب"

يقول الهواري: إن كثيرا ما ينشغل المسلم بذنوبه، خاصة إذا أقبل شهر الطاعة، فهو يحب أن يكون بعيدا عنها، متجنبا لها، خائفا على طاعته الرمضانية من مزاحمة السيئات لها، ومن رحمة الله بنا أنه يُقبِل علينا بالتوبة، ويدعونا إليها، حتى لو كان العبد مسرفا على نفسه في المعاصي، وقد شرع رب العالمين التوبة لعباده المقصرين، بل لعباده المسرفين على أنفسهم في المعاصي، قال تعالى: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»

وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: «هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ، هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ، حَتَّى يَنْشَقَّ الْفَجْرُ أَوْ يَرْتَفِعَ»

وأوضح الهواري أن شهر رمضان شهر العتق من النيران، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لله عتقاء من النار، وذلك كلَّ ليلة».

وإذا كان هذا هو حال العبد مع ربه، وحال ربه معه، ذنوب فتوبة واستغفار، ودعوة من رب رحيم غفار، كانت الذنوب طريقا إلى الجنة.

ولا يستغربنَّ أحدنا هذا الكلام، فقد تكون الذنوب مع الندم عليها، والفرار منها، والإصرار على عدم العود إليها طريق العبد التائب إلى الجنة!

وقد تكون الطاعة مع الافتخار والرياء وطلب الشهرة وحظ النفس منها طريقا لعدم القبول!

ويرحم الله ابن عطاء الله السكندري إذ قال: رُبَّ معصية أورثت ذلًا وانكسارًا، وربَّ طاعة أورثت عزًّا واستكبارًا.

وأضاف عضو المكتب الفني لوكيل الأزهر الشريف: أن من عجائب الأحوال حال التائبين.

وبين أن بعض السَّلَف قالوا إن العبد ليَعمل الخطيئة فيَدخل بها الجنَّة، ويعمل الحسنةَ فيدخل بها النار، قالوا: كيف؟ قال: يعمل الخطيئةَ فلا تزال نصبَ عينيه؛ إذا ذكرها ندِم واستغفر وتضرَّع إلى الله، وبادر إلى مَحوها، وانكسر وذلَّ لربه، وزال عنه عُجبه وكِبره، ويعمل الحسنةَ فلا تزال نصبَ عينيه؛ يراها ويمنُّ بها، ويعتد بها ويتكبَّر بها، حتى يدخل النار.

وهذا لا يعني أن ندعو إلى ارتكاب الذنب، لكننا ندعو المذنب إلى أن يعظم الله في قلبه فيتوب إليه، ويندم على تقصيره في حقه، لتكون توبته من ذنوبه بداية قبول وصلة بالله.

وفي نهاية خاطرته الثالثة، قال الهواري: إذا أراد الله بعبد خيرًا سلبه رؤيةَ أعماله الحسنة من قلبه، والإخبار بها من لسانه، وشغله برؤية ذَنبه، فلا يزال نصبَ عينيه خائفا من عقوبته حتى يدخل الجنَّةَ.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إن المؤمن يرى ذنوبَه كأنه قاعد تحت جبَل يخاف أن يقَع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبَه كذُباب مرَّ على أنفه فقال به هكذا».

وهكذا المؤمن الخائف الذي يعظم ربه، ويخشى ذنبه، وينسى طاعته، ويذكر إساءته.

ندعو اللهَ تعالى أن يَحفظنا وإيَّاكم من الذنوب صغيرها وكبيرها، سرها وعلانيتها، حقيرها وعظيمها، إنه سبحانه وتعالى وليُّ ذلك والقادر عليه

فيديو قد يعجبك: