إعلان

السيد البدوي.. ولد في المغرب وتربى في الحجاز وأصبح "شيخ طريقة" في مصر

03:16 م الأحد 13 أكتوبر 2019

مسجد السيد البدوي - ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آمال سامي:

يحتفل الصوفية هذه الأيام في طنطا بمولد السيد البدوي، واحد من أشهر الأئمة الصوفية في مصر، وإليه تنسب الطريقة الصوفية المسماه بالبدوية ورايتها حمراء.. فمن هو السيد البدوي؟

ولد احمد بن على ابراهيم البدوى بمدينة فاس بالمغرب عام 596 هـ. وهو من أسرة عربية أصيلة قيل ان أن نسبها يعود للإمام علي رضي الله عنه، هاجرت للمغرب بعد اضطهاد العلويين في المشرق. وقد رأت أمه رؤيا بعد ولادته فجاء لها من يقول: "أبشري فقد ولدت غلامًا ليس كالغلمان"، وبدأ بتعلم القرآن في بداية حياته حتي قيل أنه اتم حفظ القرآن وهو في السابعة من عمره، وأخذ أحمد في التفقه في الدين وتعلم العلم مع ابيه واخوته، لكن أباه قرر أن يرحلوا إلى الحجاز وخرج موكبهم بالفعل منها عام 603 وفي طريقهم إليها مروا بعدة بلدان منها مصر واستمرت الرحلة خمسة أعوام حتى وصل موكب العائلة مكة، ويقول صلاح عزام، مؤلف أقطاب التصوف الثلاثة، أن موكب الشريف علي "استقبل بالترحاب من أهل مكة وأحتفى به المسلمون هناك وأنزلوه أرحب مكان".

بعد أن تلقى السيد احمد البدوي الفقه على مذهب المالكية في المغرب، تلقاه مرة أخرى على مذهب الإمام الشافعي، واتقن البدوي فن التجويد وعلم القراءات فكان يقرأ القرآن بالقراءات السبع، وكان في نفس الوقت كان يتعلم فنون الفروسية حتى قال عنه أخاه "لم يكن في مكة والمدينة من الفرسان أشجع ولا أفرس من أخي أحمد"، وقد سماه أهل مكة "محرش الحرب" وأطلق عليه كذلك "العطاب"، أي الفارس المقدام، و "أبو الفتيان".

لكن رغم ذلك جنح أحمد البدوي إلى العبادة وبدأ يعتزل الناس وقرر ألا يتزوج، وفي تلك المرحلة توفى والده، وكان لذلك أثر كبير على نفسه، فيقول الشيخ عبد الحليم عبد الله في كتابه "السيد أحمد البدوي رضي الله عنه": هز الحادث نفس السيد في قوة، وفي لحظات تكشفت له قيمة الدنيا وانجلى عن بصيرته زيفها...، لما توفى والده، زاح عنه الباطل، وخفت لمعان السراب، وظهر الحق واضحًا لألاء.

ازداد السيد أحمد البدوي من عباداته، وازداد كذلك اعتكافه واعتزاله، فكان يتحدث أحيانًا بالاشارة وكان يلجأ إلى مغارة جبل أبي قبيس بالقرب من مكة يتعبد فيها وحده، حتى شعر البدوي بحاجته إلى مزيد من علوم المتصوفة خاصة الرفاعي وعبد القادر الجيلاني، ويرغب في أن يسلك مسلكهم الصوفي، حتى شاهد أكثر من رؤيا وشاهد الرفاعي والجيلاني متجسدان أمامه يتحدث معهما، حتى جاءت إحدى الرؤى التي جعلته يحسم أمره ويقرر الرحيل إلى العراق، حيث رأى احدهم وهو يقول له: "لا تنم فمن طلب المعالي لا ينام..وحق آبائك الكرام سيكون لك حال ومقام".

واصطحب أحمد معه في تلك الرحلة أخاه الشريف حسن، وبدأت تلك الرحلة عام 634 هـ، ورأى السيد البدوي الرفاعي والجيلاني في الرؤيا يرحبان به ويقولان "يا أحمد لقد جئناك بمفاتيح العراق واليمن والهند والسند والروم والمشرق والمغرب بأيدينا، فإن كنت تريد أي مفتاح منها شئت أعطيناكه، فيرد قائلًا أنا منكما ولكن أنا ما آخذ المفتاح إلا من يد الفتاح".

قصته مع فاطمة بنت بري

يقول الإمام الشعراني في طبقاته: كانت بنت بري امرأة لها حال عظيم وجمال بديع وكانت تسلب الرجال أموالهم فسلبها سيد أحمد البدوي حالها وتابت على يديه، وتفرقت القبائل الذين كانوا اجتمعوا حولها أعوانا وكان يومًا مشهودًا بين الأولياء..

وكان ذلك في رحلته للعراق، وعاد بعدها للحجاز عام 635 حتى جاءته الرؤيا بالسير إلى طنطا، فرأى من يقول له: "سر إلي طنطا، فإنك تقيم بها وتربي أبطالًا ورجالًا".

ففي نفس العام بدأ الرحيل إلى مصر ، ليصل إلى طنطا وينزل عند أحد الصالحين ويختار أن يسكن سطح منزله لئلا يحجبه عن السماء شيئًا.

قبس من تعاليم السيد أحمد البدوي

أورد صلاح عزام في كتابه "أقطاب التصوف الثلاثة" بعض من تعاليم السيد أحمد البدوي، وروى عن عبد العال عنه قوله أن الولي الشرعي له اثنتا عشر علامة وأولها أن يكون عارفًا بالله، ومراعيًا لأوامره، متمسكًا بسنة نبيه، ودائم الطهارة، وراضيًا عن الله تعالى، وأن يكون موقنًا بما وعده الله به، وأن ييأس بما في يدي الناس،وأن يتحمل أذاهم، وأن يكون مبادرًا لأوامر الله، شفوقًا على خلقه، وأن يكون متواضعًا للناس، عالمًا أن الشيطان عدوه كما أخبره الله سبحانه وتعالى.

ولا يكون أحد تلامذة البدوي إلا إذا تغلب على تسع عقبات وهي: التعلق بالدنيا، عدم مراعاة الإحسان في العمل، شح النفس بالعطاء، عدم استدامة ذكر الله، الغفلة عن قيام الليل، سوء الخلق في المعاملة، عدم الصبر على تحمل أذى الناس، عدم ملازمة الصدق، وأخيرًا خلو القلب من الصفاء وحسن الوفاء وحفظ العهود.

من أقوال السيد أحمد البدوي

من لم يكن عنده علم، لم تكن له قيمة فى الدنيا و لا فى الآخرة، و من لم يكن عنده حلم ، لم ينفعه علم، ومن لم يكن عنده سخاء، لم يكن له فى ماله نصيب ، ومن لم يكن عنده شفقة على خلق الله، لم تكن له شفاعة عند الله، ومن لم يكن عنده صبر، لم يكن له فى الامور سلامة، ومن لم يكن عنده تقوى، لم تكن له عند الله منزلة، ومن حرم هذه الخصال فليس له منزلة فى الجنة.

قال عن حقيقة الصبر: رضى بحكم الله وتسليم لأمره وفرح بالمصيبة كالفرح بالنعمة.

ومن الصلوات المأثورة عنه على النبي صلى الله عليه وسلم:

توفى السيد البدوي في الثاني عشر من ربيع الأول عام 675 هـ في طنطا، وهناك يرقد في قبره وضريحه وحوله أقيم مسجد السيد البدوي الشهير.

فيديو قد يعجبك: