إعلان

علي بن رضوان المصري.. إمام الطب وأحد كبار علماء الفلك والفلاسفة في الإسلام

07:18 م الثلاثاء 29 يناير 2019

علي بن رضوان المصري.. إمام الطب وأحد كبار علماء ال

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من النماذج التي أثرت الحياة العلمية في مجالاتها المختلفة، وتركت بصماتها كصفحات مضيئة في الموروث العلمي الإسلامي.. ومن ضمن هذه الأمثلة الناجحة عالم تميز في عدة مجالات، ولكنه بزغ وسطع اسمه في مجال الطب حتى أطلق عليه (إمام الطب)، هو ابن رضوان المصري.


يقول عنه مؤرخ الإسلام الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء): "إنه صاحب المصنفات، من كبار الفلاسفة الإسلاميين"، ويقول عليه أيضا: "الفيلسوف الباهر.. واشتغل في الطب، ففاق فيه، وأحكم الفلسفة ومذهب الأوائل وضلالهم، صنف كتابا في تحصيل الصناعة من الكتب، وأنها أوفق من المعلمين، وكان مسلما موحدا".

ويتحدث عنه ابن العماد الحنبلي في كتابه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب): "الفيلسوف صاحب التصانيف كان رأسا في الطب"، وكما يقول عنه ابن تغردي بردي في كتابه (النجوم الزاهرة في تاريخ مصر والقاهرة): "كان من كبار الفلاسفة في الإسلام، كان إماما في الطب والحكمة، كثير الرد على أرباب فنه".

هو أبو الحسن بن رضوان بن علي بن جعفر، ولد في العقد الأخير من القرن الرابع الهجري وتوفي في سنة 453 هجرية الموافق 1061م بالجيزة في مصر، وبها نشأ ونبغ في الطب فيها، وقد عاش ابن رضوان في ظل حكم الدولة الفاطمية في مصر، وتعاقب خلال فترة حياته عدة خلفاء، فكان ابن رضوان مجاهدا يشق طريقه بصعوبة متغلبا على ظروف فقره ويتمه المبكر مواصلا دراسته بنفسه دون تلقيه من أستاذ حتى وصل إلى درجة عالية من الشهرة ومكانة عالية بسبب نبوغه في مجال الطب حتى صار رئيس الأطباء للحاكم صاحب مصر آنذاك، وفقا لما جاء في بحث قدم في عام 2018 بعنوان (إسهامات الأطباء العرب في الحضارة العربية الإسلامية - علي بن رضوان نموذجا) لأوراس عبد الحسين مهدي.


"كان أبو الحسن علي ابن رضوان يبذل مجهودا كبيرا عند محاولته لتشخيص العلة التي تصيب المريض، وقد نهج منهجا رائعا في فحص المريض، يدل على طول باعه في ميدان العلوم الطبية، لقد اندهش أطباء العصر الحديث من الطريقة التي سلكها ابن رضوان في فحصه لجسم العليل، حيث إن طريقته التي كان يطبقها لا تختلف كثيرا عن الفحص الإكلينيكي المتبع في هذه الأيام"، وفقا لما جاء في (رواد علم الطب في الحضارة العربية والإسلامية) لعلي عبد الله الدفاع، (قصة العلوم الطبية فى الحضارة الإسلامية) لراغب السرجاني.

- مؤلفاته وإسهاماته:

وكانت كتبه تجمع بين العلوم والمعارف الطبية بالإضافة إلى الجانب التربوي والأخلاقي، حيث تحدث في أبرز وأشهر مؤلفاته الذي يحمل اسم (النافع في كيفية تعليم صناعة الطب) يتحدث فيه عن طريقة تعليم الطب بالنسبة للمتعلم، والصفات الواجب توافرها فيمن يرغب في دراسة الطب، بالإضافة إلى علامات كفاءة الممارس في صناعة الطب.

وقد تحدث ابن رضوان عن خصال – من وجهة نظره - يجب توافرها في الطبيب ينقلها ابن أبي أصيبعة في كتابه (عيون الأنباء في طبقات الأطباء) ألا وهي: "أن يكون تام الخلق، صحيح الأعضاء، حسن الذكاء، جيد الروية، عاقلا ذكورا، خير الطبع، حسن الملبس، طيب الرائحة، نظيف البدن والثوب، كتوما لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم، تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجر ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء، يكون حريصا على التعليم والمبالغة في منافع الناس، سليم القلب عفيف النظر، صادق اللهجة، يكون مأمونا، ثقة على الأرواح والأموال".

وقاربت مؤلفات ابن رضوان على المائة مؤلف استغرقت من أبي أصيبعة صفحات عديدة لحصرها، ومن مؤلفاته: شرح كتاب النبض الصغير لجالينوس، شرح كتاب جالينوس إلى أغلوقن في التأني لشفاء الأمراض، رسالة في علاج الجذام ، كتاب الأصول في الطب، وغيرها.

فيديو قد يعجبك: