إعلان

الشيخ الحُصري.. قيثارة السماء ومعلم القراء.. أول من قرأ القرآن في البيت الأبيض

06:10 م الإثنين 17 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عبد الخالق:

عندما تستمع إلى إذاعة القرآن الكريم لابد أن صوته العذب يسحرك، وتمعّنه وإحساسه وهو يتلو آيات كتاب الله تلين القلوب، ويظل صوته يتردد في آذان مستمعيه، فوضع بصمته السمعية بحنجرته الذهبية التي تؤثر في القلوب، فكان بحق وما زال صوتا من السماء.. إنه شيخ القراء المصريين وقيثارة السماء الشيخ الراحل "محمود خليل الحصري" - رحمة الله عليه - ثالث أشهر قارئ للقرآن الكريم في تاريخ العرب المعاصر، الذي تمر اليوم ذكرى ميلاده.

قال عنه الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر السابق في مقدمة كتابه (مع القرآن الكريم) : "كثير من الناس آتاهم الله حظ الدنيا والآخرة، ومنحهم السعادة فيهما عن هذا الطريق المستقيم طريق القرآن الكريم فحفظوه وجودوه ورعوه حق الرعاية، واستمروا دائبين يخدمونه ويسعدون به، لأنه دائما يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم، وكان ممن عرفت من هؤلاء ولدنا الشيخ محمود الحصري، عرفته قارئا مجيدا يخشى الله في قراءته ويتبع السلف الصالح في طريقتهم في قراءة كتاب الله تعالى فيما يجيد عنه قيد أنملة، ولا يبتعد عنها ما استطاع لذلك سبيلا، تملأ قراءته القلوب سكينة وأمنا وطمأنينة، وتفتح أمام أعين سامعيه سبل الهدي والرشاد".

"محطة الحصري"

وذكر الكاتب صلاح الدين عبد الغني في كتابه (ألحان من السماء – الجزءالأول) أن القارىء محمود خليل الحصري "يعد ثالث أشهر قارئ للقرآن الكريم في تاريخ العرب المعاصر بعد الشيخ محمود رفعت والشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ولهذا أطلق المستمعون منذ الستينات على إذاعة القرآن الكريم المصرية، محطة "الحصري" نظرا لانتشاره الكبير ومكانته العالية، ويعتبر من أكثر قراء القرآن الكريم دراية وخبرة بفنون القراءة".

وأضاف الكاتب أن الشيخ الراحل الحصري – رحمة الله عليه – "كان يجيد القراءات العشر التي تحيل الآية القرآنية إلى قبس من نور إلهي، حيث لقب بشيخ القراء المصريين، وكان له دور رائد في نشر كتاب الله في مشارق الأرض ومغاربها حصل على وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، كما حصل على العديد من الأوسمة والنياشين من ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية".

كان الشيخ محمود خليل الحصري أول من سجل المصحف المرتل في أنحاء العالم براوية حفص عن عاصم، وظلت إذاعة القرآن الكريم تقتصر على إذاعة صوته منفردا حوالي عشر سنوات، وفقا لما جاء في كتاب أعظم الأحداث المعاصرة ( 1900 - 2014 م) لكاتبه فؤاد صالح السيد.

وهو أول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، لرعاية مصالحهم، كما نادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى.

وكان هو القارئ الوحيد الذي قرأ القرآن الكريم في البيت الأبيض الأمريكي، وفقا لما جاء في الموسوعة الميسرة في تراجم أئمة التفسير والإقراء والنحو واللغة.

مولده ونشأته

ولد الشيخ محمود خليل الحصري غرة ذي الحجة سنة 1335 هـ الموافق 17 سبتمبر من عام 1917 م بقرية شبرا النملة مركز طنطا بمحافظة الغربية، حيث كان والده قبل ولادته قد انتقل من محافظة الفيوم إلى هذه القرية التي ولد فيها، ونشأ حافظاً لكتاب الله.. "وقد أتم حفظ القرآن الكريم بكتاب القرية في العاشرة من عمره، وفي مسجد القرية كانت بداية الرحلة العظيمة، حيث عرفه المستمعون قارئا واعدا مجيدا للقرآن الكريم" - وفقا لما ذكره اﻟﺪكتور/ صلاح عبد اﻟﺘواب سعداوي في كتابه (ألف معلومة عن القرآن الكريم)‎، حيث تعلم علم القراءات وأتقنه على يد الشيخ "إبراهيم سلام" في المعهد الأحمدي مع الشيخ مصطفى إسماعيل، والشيخ محمود علي البنا، ثم تفرغ لدراسة علوم القرآن لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن. وفي عام 1944م تقدم إلى امتحان الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين، وفي عام 1950م عُين قارئا للمسجد الاحمدي بطنطا كما عُين في العام 1955م قارئا لمسجد الحسين بالقاهرة.

وذكر الكاتب محمد خير رمضان يوسف في كتابه (تتمة الأعلام – في جزئه الثاني)، أن الشيخ محمود خليل الحصري – رحمة الله عليه – "قضى أكثر من ربع قرن منتخبا في وقود 27 دولة إسلامية، وهو أول من أوفد في بعثات دينية بالخارج لتلاوة القرآن الكريم في العالم الإسلامي".

وأضاف الكاتب أن الشيخ الراحل "اقترح ضم عناصر إسلامية دعوية مثقفة لمرافقة بعثاته تكون مهمتها التوعية بالإسلام، وذلك بعد لاحظ إسلام أشخاص في دول أجنبية تأثرا بقراءته".

مساهمته في أعمال الخير

وكانت للشيخ محمود خليل الحصري إسهامات عدة في مجال الأعمال الخيرية، حيث ذكر بعضا منها في - نفس الكتاب السابق ذكره - حيث "تبرع الشيخ - رحمة الله عليه - بثلث تركته لإنفاقها في أعمال الخير، وحفظ القرآن الكريم، كما قام ببناء مسجد ومعهد ديني ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم بمسقط رأسه في طنطا، ومثلها بمقر إقامته بالعجوزة".

وقدم الشيخ للمكتبة الإسلامية 11 كتابا في علوم القرآن الكريم وأحكامه وتجويده.

فيديو قد يعجبك: